شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ويلبي الأستاذ كنعان الخطيب الطلب ويقول:
- بسم الله الرحمن الرحيم، ماذا عساي أن أقول بعدما سمعنا مما يغذي الروح من كل ما قيل من شعر ونثر، لا يسعني إلاَّ أن أتقدَّم بالشكر إلى الأستاذ الكبير محمد حسين زيدان حيث أثنى على حسن إلقائي في الشعر، وأظنه يشير إلى إلقائي أيام الشباب، وليس في هذا الوقت.
- مع هذا أحب أن أشير إلى أنني قبل مجيئي إلى هنا كنت غارقاً مع شاعر مطبوع في ملحمته الأندلسية العصماء، ألا وهو الشيخ عبد الله بلخير. فقد كنت أتمتَّع بقراءتها، فشكراً للأستاذ عبد الله، وإني أعتز أنه ليس تلميذي في الشعر، ولكن لي شرف الإِشراف على دراسته في الجامعة يوم كان طالباً.
 
يتقدم الأستاذ حسن قزاز بسؤال موجَّه إلى الأستاذ كنعان الخطيب قائلاً:
- يا أستاذ كنعان أنت أشرت إلى علاقتك بالأستاذ زيدان أيام الشباب أيكما كان أكبر؟
 
فيجيب الأستاذ كنعان بقوله:
- هو أكبر ولكني أسن. ودعونا الآن نختصر الوقت فأخشى أن يصيبنا الملل، ونزولاً عند إصرار الأستاذ الكبير زيدان الذي شرَّفني بهذا الطلب، فسأحاول إلقاء بعض الأبيات من القصائد التي أحبها.
- فهذه قصيدة قلتها تحية في لبنان يوم كنت أحد أعضاء الوفد مع الملك فيصل - يرحمه الله - في زيارة لبنان، وقد ألقيتها في فندق البستان. وكلنا نحب لبنان، الأخ عبد الله بلخير وحسين باشا سراج وغيرهم تفتَّحت قرائحهم في ذلك البلد، من أبياتها:
كواكب النور في العلياء إخوتُه
خفاقةً في الذرى تختال أرزته
إذا ادلهمَّ ظلام الجهل في بلد
لكم أضاءت ولم تطفأ منارته
شبابه في أقاصي الأرض مغترب
ضاقت عن الهمة القعساء ساحته
لم يرتفع صوت داعٍ في مساجده
إلاَّ استجابت ولبَّته كنيسته
هوج العواصف كم هبَّت مزمجرة
فاجتازها شامخاً في الأوج هامته
حار الطبيب من السر المحيط به
إلى العليل شفاء الداء نسمته
من فلقة الصخر تنساب المياه إلى
خضر الخمائل والأزهار حليته
وللجداول لحن في تدفقها
تسبح المبدع الوهاب نغمته
ما أمّه زائر إلاَّ وقد طبعت
وضاءة في حنايا القلب صورته
لبنان يا موئل الأحرار من قدم
في مفرق الشرق تاج أنت درته
لئن أهين كريم في عشيرته
ففي رحابك قد ردت كرامته
لبنان يا ملهم الإِبداع معذرة
إن قصَّر الشعر أو ضنت بلاغته
لي في ربوعك ذكرى لن يبددها
مر السنين وعز العمر صبوته
جنيت فيك ثمار العلم معترفاً
بفضل ما أغدقت بالخير نبعته
واليوم جئتك في ركب يشرفني
ومن كفيصل لم تسلم عزيمته
- وكان للملك فيصل موقف مع سفراء الدول العربية في سويسرا قبل نكبة الخامس من حزيران حيث قال لهم: اضربوهم قبل أن يضربوكم، فهنا قلت:
رأى فحذَّر من شرٍّ يهددنا
ولم تخب قط في الأحداث نظرته
أبناء لبنان شكراً لا حدود له
ولا غرابة إن أعيت عبارته
طوقتمونا بفيض من حفاوتكم
حسن الوفادة والإِكرام عدته
إنا لنعجز عن رد الجميل لكم
فضيفكم في صميم القلب حبته
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :703  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.