شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عز الدين إسماعيل ))
على أثر الكلمة الموجزة التي ألقاها الأستاذ حسين نجار تحدث الدكتور عز الدين إسماعيل، فقال:
- في الواقع لا أدري كيف أجد ما أعبِّر به عن هذه المشاعر التي غمرتني منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها هذا المكان، ولقد تحدَّثت بشيء من ذلك إلى الصديق الدكتور عبد الله فيما يتصل بهذا النوع من التجمع حول تكريم أديب أو شاعر أو عالم، وما يولى به من عناية على هذا النسق البديع الذي لم أشهده في حياتي من قبل قط.
- والذي كما ذكرت للدكتور عبد الله أنني أعتقد أنه لا نظير له أيضاً في أي مدينة من أي قطر من أقطارنا العربية.
- هذه حقيقة، إن هذا التجمُّع أذهلني بشكل تصبح معه الكلمات أقل ما تستطيع أن تحمل من تعبير أريد أن أنفذ إليه. فكرة الاحتفاء بذوي الفضل على هذه الأمة تقليد حضاري من الطراز الأول.
- وتحقيقه دليل على أن هناك في باطن هذه الأمة تقاليد عريقة مهما تغيَّر الزمن عليها فإنها تستطيع أن تنفذ دائماً إلى الوجود، وأن تخرج مجسَّمة في أروع صورة، وهذا التجمع في هذه الليلة، وأعتقد أنه يتكرر في أمسيات أخرى، دليل قوي على وعي حقيقي بدور الفكر والأدب والثقافة بصفة عامة في بناء حضارة الأمة. إنها روح الأمة وروح الحضارة، وحينما تتجه النية وتخلص لتقدير بناة الفكر وبناة الثقافة والاحتفاء بهم في حياتهم فهذا معلم جديد، وفهم جديد، وأسلوب جديد في حياتنا الفكرية، إننا ننتظر في كثير مما مضى، ننتظر حتى نحتفي بأدبائنا وكتّابنا بعد أن يختارهم الله.
- لا ندرك قيمتهم إلاَّ بعد فوات الأوان، عند ذلك نشرع في تذكرهم وفي الاحتفاء بهم وهذا نفسه له مغزاه بلا شك، ولكن المعنى الأكبر والأول والأوقع هو أن نحتفل ونكرم رجال الفكر والأدب وهم أحياء. إن هؤلاء الناس عندما يكرَّمون في حياتهم لن يعدل هذا عندهم شيء البتة.
- تكريم الإِنسان في حياته له معنى كبير، ودلالته أيضاً كبيرة، وهو آخر الأمر موقف وشعور إنساني نبيل يدل دلالة قوية على أن روح الحضارة تبسط جناحها في هذا السلوك وفي هذا الموقف، لا أستطيع أن أفصح عن كل المشاعر التي تخامرني في هذا المجلس، والتي ظلت تتحرك بداخلي، وأنا أستمع إلى الحديث الشهي الذي تفضل به الشاعر والأديب الكبير المحتفى به، فقد جال بنا في سراديب حياته الخاصة والفنية جولة ممتعة، وحق بذلك له أن يكرَّم هذا التكريم الجدير الذي هو أهله، والذي يدل دلالة حقيقية على أن هذا التكريم قد صادف أهله بحق.
- لا أطيل عليكم فلست في موقع حديث مستفيض، ولكن هذه بعض مشاعري وانطباعاتي أطرحها، وأستبقي للزمن ما يختمر منها ويتبلور إلى مناسبات أخرى وأشكركم.
 
حسين نجار موجهاً حديثه إلى سعادة الدكتور عز الدين إسماعيل قائلاً:
- أحد الحاضرين ممن حضر محاضرة البارحة طرح سؤالاً، وفي يقيني أنه يحتاج إلى محاضرة أخرى، ولكن فيما يسعفك الوقت، في اختصار قدر ما تستطيع، أن نسمع رأياً منك عن أدباء الشعر في الحجاز كما درست ذلك تاريخياً وحاضراً وشكراً.
يجيب على ذلك الدكتور عز الدين إسماعيل بقوله:
- قبل أن أحضر إلى هذا المكان كنت في لقاء صحفي، وأظن صاحبه حاضراً ووجه إلي مثل هذا السؤال، ويؤسفني أن أقول: إن الظروف لم تتح لي بالشكل الكافي أن أطلع على النتاج الأدبي في الجزيرة إلاَّ في القليل القليل الذي لا يمكن بحال من الأحوال أن أشكل منه رأياً عاماً أو حكماً، واستثنيت من الجزيرة اليمن لسبب جوهري، وهو نفس السبب الذي أتاح لي أن أطلع على معظم وأهم النتاج الشعري الذي صدر في اليمن، ومن شعراء اليمن منذ بداية الأربعينات إلى السبعينات عند ذاك، وعندما اكتملت المادة التي صدرت في هذه الحقبة، وعندما أتيح لي أن أقرأ عن تاريخ هذه الحقبة أيضاً وجدت الشجاعة لأن أتصدّى للكتابة عن هذا النتاج، وكان نتيجة ذلك أن أصدرت كتاباً عن الشعر العربي المعاصر في اليمن في حدود ما يتاح لنا الاطلاع عليه مما يصدر من النتاج الأدبي في الجزيرة نحن على استعداد لأن نقف منه موقف الدارس وأن نسلكه في جُمَّاع ما ينتج من أدب في الوطن العربي كله.
- لكن تظل المشكلة أن الحصول على هذه المادة لا تتيسَّر دائماً، وهذه مشكلة عويصة تتعلَّق بتوزيع الكتاب وتوصيله من مشرق الوطن العربي إلى مغربه.
- أنا أعتقد أن كثيرين في منطقة الخليج لا يعرفون شيئاً عن أدب المغرب، وإن العكس أيضاً صحيح إلاَّ أفراداً قليلين يستثنون من هنا ومن هنا ممن أتيح لهم بمحض الصدف أو بالزيارات المتبادلة أن يعرفوا شيئاً. هذه مشكلة حقيقية وكبيرة، وتحتاج إلى مواجهة وحلول على مستوى كبير حتى نضمن أن كل النتاج العربي الأدبي والفكري عندما يطرح يكون متاحاً لأكبر عدد ممكن من القرّاء لا في موطنه المحدد بل على الساحة العربية كلها.
 
ثم يتحدث بعد ذلك الأستاذ حسين نجار قائلاً:
- ومسك ختام هذه الأمسية قصيدة نسمعها من شاعرنا الكبير كنعان الخطيب نزولاً عند رغبة أستاذنا وأديبنا الأستاذ محمد حسين زيدان.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :657  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.