شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
36- وداع صديق
[اجتمع الشاعر ذات ليلة من ليالي رجب سنة 1364هـ/ 1945م، مع زمرة من الأصدقاء بتعز لوداع السيد الأديب الشاعر عبد الله بن يحيى الديلمي، فقال الشاعر مداعباً: "سر على طائر السّعود"؛ وأجاب الشاعر إبراهيـم الحضرانـي: "وعسى الله أن تعود"، ومازال الشاعران يتبادران اللفظة تلو اللفظة، والبيت بعد البيت حتى تمت هذه القصيدة]:
سِر على طائر السعودْ
وعسى الله أن تعودْ
ونرى ما يسرُّنا
منك يا زينة الوجودْ
زَورة تذهب الأسى
ويُدَاوى بها الصدودْ
سترى في "ذمار" ما
يجلب الأنْسَ والسعودْ
وغزالاً مهفهفاً
ناعم اللَّمْس والخدودْ
فاهْتَصِرْ غصن قدَّه
وارتَشِفْ ثغره البَرودْ
كُنْ هَزَاراً مُغَرِّداً
فوق رُمَّانة النهودْ
والتمسْ في جمالِهِ
نغمة الفنّ والخلودْ
وأديباُ مثقَّفاً..
هو باق على العهودْ
تنتشي من حديثه
نشوة المغرم الودودْ
ما أحَيْلى صفاته
لا حقودٌ، ولا لدودْ
* * *
يا صديقي إذا وصَلْتَ
"ذمارا" بعافيَهْ
فاذكرن عهدنا الذي
قد حمدنا لياليَهْ
حين كنّا جماعةً
من أديبٍ وراويهْ (1)
وصديق تروقنا
نكتةُ منه غاليَهْ (2)
وطبيب، بنانُهُ
للمصابين شافيَهْ (3)
وخطيبٍ، وشاعر
مبدع كلّ قافيَهْ (4)
وكريم سحابه
لذوي البؤس هاميَهْ (5)
ومحبٍّ مُتَيَّمٍ
بين جَنبيْه هاويَهْ
وضلوعٍ حَنتْ على
كبدٍ منه داميَهْ
إنَّ حَفْلا يَضُمُّهمْ
خير حفل "اليمانيَهْ"
فَلْتَعُدْ نحوهم لكي
ترسل الصوتَ ثانيَهْ
* * *
فالوداع الوداع يا
خير من رجَّع النشيدْ
كنت فينا مغرِّداً
تودع السحر في القصيدْ
كل يومٍ يروقنا
خلقك الزاهر الوحيدْ
ولقد كنت بلبلاً
تتغنى بما نريدْ
طائراً صادق الهوى
هو في عصره "فريدْ"
كل قلبٍ من النوى
بعدَهُ مكمَدٌ عميد
إيه لا تَنْسَ ودَّنا
لك أو عهدنا العهيدْ
وابلغَنْ كل شاعرٍ
صادقٍ، ودَّنا الأكيدْ
نحن إخوان كل ذي
فطنة شاعرٍ مجيدْ
جمعَتْنا عواطفٌ
ألَّفَتْ شللنَا البديدْ
تعز: 1364هـ/ 1945م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :435  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج