شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
35- أين أنت اليوم؟
[في رثاء القاضي العالم الأديب عبد الله العزب الذي توفي بتعز في شهر جمادى الأولى سنة 1364هـ/ 1945م]:
الفؤاد الطّاهر الأهواء ذاب
والشهابُ السَّاطع الأضواء غابْ
فَالسَّما تبحثُ عن كوكبها
والهوى يبكي على القلب المذابْ
تلك روحٌ وثبَتْ مِن سجنها
وتعالَتْ عن جراثيم الترابْ
يا لها جوهرة ما سطعَت
بالسَّنا في تاج سلطانٍ مُجابْ
أطبق الدَّهر عليها فمه
وفم الدهرِ فناءٌ وتبابْ
* * *
جمح الدَّمع بعيني فرقاً
وهفا النُّور ذهولاً واضطرابْ
وانطوى قلبي على حسرتِهِ
يتلوَّى تحت أنياب المصابْ
يا له من نبأٍ كان على
مسمعي أعنف من طعن الحرابْ
ماتَ "عبد الله" مَنْ كان له
مقولٌ فذٌّ؛ إذا قال أصابْ
ويراع جمع الفن به
منطق الحرّ إلى فصل الخطابْ
وفؤادٌ يسع الدنيا فما
ضاق إلاَّ بالخطايا والكذابْ
أين أنت اليوم؟ بالله أجبْ
إن يكن في وسعك اليوم الجوابْ
قد عهدناك حكيماً بارعاً
طاهر المنطق عن مَيْنٍ وعابْ
هات حدِّثنا عن الرُّوح وما
حالها إن غادرت دنيا الترابْ؟
أهي في الجسم سجينٌ.. فإذا
وثَبت راق لها العيش وطابْ؟
ما وراء الموت؟ ما عالمه؟
أنعيمٌ.؟ أم شقاء وعذابْ؟
صف لنا الخلد وصف جناتها
وصِفِ النَّار وأحوال العقابْ
"المعرِّي" لم تكن أوصافه
وحي حقّ؛ بل خيال وارتيابْ
فإذا كنت سميعاً فأجبْ
آه يا ليتك تسطيع الجوابْ
* * *
ويح نفسي.. كيف لم تلق الردى
مهجتي بعدك حزناً واكتئابْ
أسفاً أبكيك بالشعر كَمَا
يندب الشيخ ملذّات الشبابْ
كنت "عبد الله" في عالمنا
بلبلاً؛ بل كنت للشعر ربابْ
ترسل الشعر فتشجينا به
وتغنّينَا الأناشيدَ العذَابْ
كنْتَ إن فاجأك الدهر بما
يفقد الرُّشد ويودي بالصوابْ
تتلقّاه بقلب ثابتٍ
صادق العزم جريءٍ لا يهابْ
* * *
ليت شعري أيّ سرٍّ شاقَه
فهفا شَوقاً إليه وأنابْ
ترك الأرض احتقاراُ وارتقى
طاهر الذيل حميداً لا يُعابْ
تعز: 1364هـ/ 1945م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :402  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الأول: من المهد إلى اللحد: 1996]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج