شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ويلبي معالي الشيخ حسين عرب الرغبة في إلقاء المزيد من شعره بقوله:
- حاضر، ثم يشدو بقصيدة عصماء عنوانها (أم القرى):
أَأُم القرى يا جنة اليوم والغد
ويا زينة الماضي التليد المجدد
ترابك أندى من فتيت معطر
وصخرك أجدى من كريم الزمرد
أعز بلاد الله في الأرض موطنا
ومولد خير الأنبياء محمد
عرفنـا الـهوى مـن قبـل أن يخلق الهوى
لديك فوافيناه في خير موعد
عشقناك أطفالاً صغاراً وفتية
وزدناك أشياخاً عظيم التوجّد
رويناك بالدمع السخين محبة
تنم عن الوجد المكين المؤكد
فلا عز من يجفوك إن عزفت به
صنوف الأماني رادها شر مورد
ولا ذل من يحبوك إن عصفت به
صروف الليالي من قريب ومبعد
بلاد الهـدى والجـود والوحـي والنـدى
ومهد الكتاب المستطاب الممجد
أحاط بك الحجاج من كل عابد
تبتل للمعبود أو متعبد
تنادوا إلى واديك من كل سبسب
وجاءوا إلى ناديك من كل فدفد
تهادوا إلى ساح كريم مطهر
تنادوا لديه من مسود وسيد
لك الله إن الله حاميك ملجأ
لكل تقي مستقيم موحد
* * *
ذكرتك في لبنان والسهل ممرع
وفوق الذرى أسراب طير مغرد
ولبنان، جنات حسان توردت
بسرب الصبايا في جمال مورد
تزين رباها كل هيفاء غادة
ويجلو رؤاها كل أهيف أغيد
ففاضت دموع العين مني صبابة
إلى كل مَغْنَى في الحمى متفرد
تذكرت فيك الصخـر والرمـل والثـرى
ومأوى الصبا الريَّان بالحب والدَّد
تذكرت سوق الليـل والشعـب والصفـا
ومنعرج الوادي البهيج المنضد
ذكرت النَّقا والرقمتين أطلتا
عليه على البطحاء كالمتوجد
ورقرقت بين الأخشبين مشاعري
تفيض بشوق عارم متوقد
* * *
ذكرتك في باريس والجو ماطر
وباريس تجلو كل همَّ مؤبد
بلاد كأن الجن، فيها تماوجت
وران عليها السحر في كل مربد
كأن الفتى فيها الفتاة تشابها
رداءاً وأخلاقاً بزي موحد
كأن المرائي في رباها تألقت
شعاعاً فتاهت في خضم معربد
ولكنني لم أدر ما الحسن في الذي
رأيت ولم أشهده في أي مشهد
* * *
وقالوا (فينَّا) جنة الأرض كلها
ومنتجع الأفراد والمنتدى الندي
تطاول فيها الحسـن مـن كـل جانـب
وقام عليها الفن في كل معهد
يزيِّنها الدانوب شرقاً ومغرباً
وتزدان بالحسن الفريد المورد
فطوَّفت فيها عانياً متشوقاً
أعالج فيها شقوتي وتسهدي
فما كان لحن يستبيني غناؤه
بأعذب من لحن الغريض ومعبد
وما هي إلا ليلة وصباحها
أطل عليها فجرها وكأن قد
تذكرت فيها المروتين وأهلها
وسكانها من طائفين وسجد
فعدت إليها والهوى يستعيدني
وقابلت أصحابي وعانقت عوَّدي
وقلت لنفسي حين قرَّبها النوى
وطاب لها المأوى، مكانك تحمدي
وطابت بـك النفـس التي أنـت غرسهـا
ومجلى صباها السابق المتجدد
* * *
ذكرتك والدنيا فنون تنوعت
بخير عميم أو بشر مهدد
وطفت بأوربَّا جنوباً وشمألاً
وشرقاً وغرباً كالغريب المشرد
حضارة دنيا لا نصيب لأهلها
من الدين والأخلاق غير التبدد
تعرَّت عن الحق المجانب للهوى
وقامت علــى الإِفك الصريــح الممرد
فمالت بهم دنياهمُ نحو قاعها
ومالوا بها نحو الحضيض الموهد
حضارة أبصار بدون بصائر
تريـد طريـق الرشـد مـن غير مرشـد
تردَّت فأردتْ واستهامت فأوهمتْ
بأوحش أفعال وأفحش مقصد
* * *
فيا قمة الدنيا ويا ذروة المنى
أماناً لقلب المستهام المسهد
ويا كعبة الآمال من كل جانب
ومستقبل الأجيال من كل مورد
أشاد بك الإِسلام طوداً ممنعاً
تناهى إليه كل صرح مطوّد
وجاءك إبراهيم يحدو بهاجرٍ
إلى مهد إسماعيل فيك الممهد
أقاما بك البيت الحرام حدوده
حرام على باغٍ وطاغٍ ومفسد
تأمَّن فيه الوحش والطير والورى
فلا صيد فيه أو شراك لمصيد
وزمزم فاضت كوثراً يرتوي به
من الناس جمع رائح بعد مغتدي
* * *
تباركت يا رب العباد جعلتها
مراداً لعبادٍ مهاداً لسُجَّد
وطهرتها بالوحي والوعي والنهى
وبالكعبة الغراء أطهر مسجد
وأرسلت فيها سيد الخلق داعياً
إليك فلم يغلظ ولم يتشدّد
دعا الناس في الدنيا لفضل مؤبد
وبشَّر في الأخرى بخلد مخلد
ولكنهم خابوا وعابوا وأجلدوا
عليه فأعياهم بفضل التجلد
أمين مع الروح الأمين يرِده
بآي من الذكر الحكيم المؤيد
يناجي به أصحابه ورفاقه
مناجاة مأخوذ به متزود
كتاب عظيم من عظيم تنزلت
بآياته آيات مجد وسؤدد
فكان غذاء الروح يجلو رواءها
وكان رواء النفس للظامئ الصدي
* * *
سلاماً رسول الله من كل مهجة
تهيم جلالاً في جداك وتجتدي
سلاماً أبا الزهراء كالزهر كالندي
كجودك بين العالمين المجوَّد
أقمت عمود الدين كالفجر ساطعاً
ينير طريق الرشد للمترشِّد
وقوَّمت بالقرآن والسيف أمةً
هـوت فـي بهيـم مـن دجى الليل أسود
وحطمت أصنامـاً مـن النـاس شيـدت
من الصخر أوثاناً لها للتعبد
طغاةً بغاةً خاسرين تبلدوا
من الجهل والخسران شر تبلد
وقدت الورى للخير للنور للهدى
لسعد كريم في الحياتين مسعد
تنوَّرت الأجيال مذ كنت نورها
ولا زالت الدنيا بنورك تهتدي
سلاماً علـى الصديـق كالـورد ناضـراً
على الورد في إقدامه المتوقد
سلاماً عليه ناصر الدين في الوغى
وقاهر جيش الكفر والردة الردي
سلاماً عليه ثاني اثنين إذ هما
بغار قَصيٍّ في العراء مجرد
أخا المصطفى بل صهره وصديقه
وصدّيقه الأسمى بأسمى تجرد
تولَّى أمور الناس بعد نبيِّهم
فسدَّد حتى كان خير مسدَّد
سلاماً على الفاروق أقدم عازماً
على الفتح بعــد الفتح فـي كل مرصد
دعوه أمير المؤمنين ولم يرد
إمارتهم إلا لجهد ومجهد
تصدَّى لحرب الـروم والفـرس وانتضـى
لهم من سيوف الله كل مهند
وقَادهمُ بالعزم والحزم والتقى
وبالعطف والحسنى وفرط التَّودد
سلاماً لذي النورين أشرق نوره
بفيض كريم النفس والوجه واليد
جوادٌ أبو الأجواد فاضت يمينه
بخير ولم تبخل بتبر وعسجد
وأعطى فبزَّ الأكرمين عطاؤه
وزاد عطاء الطالب المتزوَّد
سلاماً أبـا السبطـين أكـرم مـن جـلا
برازاً فلم يحجم ولم يتردد
تَصَبَّـى السيوف البيـض حـتى تحطـمت
عليها الصفوف السود تحطيــم جلمــد
فلا سيف إلاَّ ذو الفقار ولا فتى
كمثل علي في الصراع المبدد
هو البحر زخاراً بعلم وحكمةٍ
وإشعاع إيمان وفرط تزهُّد
عظيمٌ كريمٌ كرَّم الله وجهه
فما عبد الأصنام في أي معبد
أبو الشهداء الصيـد خاضـت وجوههـم
حياض المنايا أصيداً بعد أصيد
نفوسٌ تسامتْ للسماء كريمة
وعافت هوان الأرض في ظل معتد
كرامٌ من الآل الكرام تدافعوا
إلى الموت من فاد وآخر مفتد
سلاماً على آل الرسول وصحبه
وأتباعه من ماجد بعد أمجد
فراقد لا تحصيهم العين إن بدا
لها فرقد هامت به إثر فرقد
سلاماً عليهم أول الدهر ناضراً
وآخره ضافي المفاخر سرمدي
والسلام عليكم.
* * *
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :828  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 126
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.