شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ حمزة الزبيدي ))
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي علم بالقلم, علم الإنسان ما لم يعلم, والصلاة والسلام على النبي الأكرم, الذي دلّ الأمة على الخير وسلك بها الطريق الأقوم, أما بعد.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه, سعادة مساعد المدير العام للشؤون التعليمية الأستاذ عبد الله الثقفي, أيها الأفاضل أيها الأخوة, النبلاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في هذه الليلة الكريمة وفي هذا المجلس الكريم وفي هذا الجمع الكريم, يسرني أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي الكرام أن نشكر كل من ساهم في تكريم النخبة من رجال التربية والتعليم على مختلف الصعد, ونخص بالشكر في هذه الليلة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه الذي خص المعلم بمزيد التكريم والاحتفاء.
أيها الجمع الكريم, إن المجتمع المستنير هو المجتمع الذي يقدر طاقات أبنائه ويحافظ عليها ويشجع المتميزين منهم, ويعرف لهم قدرهم ومكانتهم, والمجتمع يكون مستنيراً حين يسعى إلى تطبيق ما تعلَّمه لا مناقضته، ويكون راقياً ومتحضراً حين لا ينخر في البناء اللبنة اليومية التي يضعها المعلم ولا يقتلع الغرسة التي غرسها والفسيلة التي وضعها في الأرض الخصبة.
أيها الأفاضل: إن تكريمنا للمعلم المتميز هو تكريم للعلم الذي يحمله وتقدير للرسالة التي يؤديها والدور الذي يقوم به, فالمعلم يستمد مكانته وفضله من فضل العلم ومكانة الرسالة التي يؤديها.
أيها النبلاء, إن رسالة المعلم ليست نقل العلوم والمعارف إلى أذهان الطلاب فقط, بل إن وظيفة المعلم هي وظيفة الأنبياء لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (آل عمران: 164). وقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إنما بعثت معلماً. إن المعلمين يربون الأجيال على كريم الخلال وحميد الخصال, ويمزجون العلم بالحياة والحياة بالعلم, فالعلم روح تنفخ لا مسائل تنسخ, المعلم مؤتمن على ودائع الأمة وذخائر الوطن وهم أبناؤه, المعلم جسر بين الأجيال ينقل تراث الأمة وثقافتها ومبادئها وقيمها التي تعتز بها من جيل إلى جيل ليكون المعلم جسراً تعبر عليه الثقافة.
إن المعلم رمز عظيم لأنه -كما ذكر شيخنا وأستاذنا- من صناع الحياة, فالمعلمون يخدمون البشرية جمعاء, ويتركون بصماتهم واضحة على حياة مجتمعاتهم, لأنهم يتدخلون في تشكيل حياة كل فرد مر من باب المدرسة ويشكلون شخصيات رجال المجتمع من سياسيين وعسكريين ومفكرين وأدباء وعلماء ومثقفين وعاملين في مجالات الحياة المختلفة, وهكذا فالمعلم صاحب اللبنة الأولى وحجر الأساس في بناء الشخصية السوية, إذاً فالمعلم يساهم في تشكيل وطنه وأمته. إن المسافة البعيدة الفاصلة بين المثقف والأمي هي من صنع المعلم، ولذا فهو يستحق منا كل احترام وتقدير وتشجيع, إن المعلم طبيب الفكر والعقل والمعرفة, ومهندس الثقافة, ومجاهد في ميدان التربية.
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشىء أنفساً وعقولا
 
أيها الجمع الكريم، إن الرمز الأكبر للمعلم العظيم هو محمد صلى الله عليه وسلم فلنحذُ حذوه ولنسر على طريقته ولنستنر بنوره.
أيها المعلمون الأفاضل، إن التربية والتعليم امتداد للعمر وامتداد للأجر والعمل امتداد للفكر والقيم والمبادىء, إخواني إن التعليم مهنة العطاء غير المحدود, إنها تثقيف للعقول وتزكية للنفوس وتطهير للأرواح وتوجيه وإرشاد وترسيخ للمبادىء والقيم الفاضلة النبيلة, وتثبيت للاتجاهات الخيرة, وتحرير للعقل من أغلاله الفكرية كالقولبة والنمطية والسطحية والانتقائية وتربية لروح المسؤولية.
أيها الجمع الكريم, إن لغة العصر ليست هي لغة الحاسوب وليست هي اللغة الإنجليزية بل هي لغة الحوار، وهو ما يجب علينا أن نرسخه بين الجميع ليصبح ثقافة لمجتمعنا, وحتى يجيد المعلم تربية طلابه على الحوار عليه أن يجود معه, إخواني الكرام، إن المفاهيم والتصورات الصحيحة تولد وتنتج ألواناً من المواقف والسلوكيات الصحيحة والعكس بالعكس, وهذا يوحي إلينا بأهمية غرس المفاهيم الصحيحة.
إخواني، إن كل مفارقة بين أقوال المعلم وبين اهتماماته وسلوكه مصدر استخفاف بالعلم الذي يتلقونه واستخفاف بالدور الذي يؤديه المعلم, فكونوا شامة بين الناس. أيها النبلاء، إن انهيار مكانة المعلم في المجتمع له انعكاساته السيئة جداً على التربية وعلى الأجيال القادمة التي نعدّها للمستقبل, ومن ثم فإن تحسين أوضاع التعليم والمعلمين هو شرط ضروري لجعل الأجيال القادمة تعيش حياة أفضل. إن أي تقدم نحرزه في ميدان التربية والتعليم سيؤدي حتماً إلى تحسين موقعنا بين الآخرين في ظل السباق العالمي المحتوم, وهذه المطالبة بالتحسين لا نقصد بها دفع ثمن لما يقدمه المعلم لأن ما يقدمه المعلم أكبر بكثير من أن يقوّم بمال, إنما نقصد التعبير عن الشكر والعرفان والتحفيز والسعي لتطوير وتنمية واختيار المعلم الكفء هو تكريم للمعلم الحالي وأخيراً فإن تكريم المعلم دليل على وعي المجتمع ورقيه وتقدمه الحضاري ودليل على شعور وجهاء المجتمع بمسؤوليتهم تجاه الوطن وأبنائه..
أكرر شكري وتقديري لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه اللفتة الكريمة والشعور النبيل وهي سابقة تذكر لتشكر وتنشر:
فأحسن وجه في الورى وجه محسن
وأيمن كف فيهمو كف منعم
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: شكراً للأستاذ حمزة الزبيدي على هذه الكلمة الضافية وأذكر إخواني وزملائي المحتفى بهم بما قاله أحمد شوقي في تكريم المعلم:
قم للمعلم وفّهِ التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
 
اليوم تعلمت أن أحمد شوقي لم يكن معلماً بل كان باشا وكان إبراهيم طوقان معلماً فرد عليه قائلاً:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي ل
قم للمعلم وفّه التبجيلا ل
اقعد فديتك هل يكون مبجّلاً ل
من كان للنشء الصغار خليلا ل
ويكاد يقلقني (الأمير) بقوله:
كاد المعلم أن يكون رسولا
 
وهي قصيدة طويلة وجميلة أرجو أن تعودوا إليها في كتب المكتبة, معنا الليلة شاعران عزيزان من التربية والتعليم سنختم بهما هذه الأمسية, الشاعر الأستاذ حسن أحمد مخافة من مجمع الثغر بالخالدية معلم الموهوبين وهو موهوب بالشعر أيضاً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :874  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 203 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج