(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد القادر بن محمد داؤد تنكل ))
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده الذي اصطفى سيدنا وحبيبنا وإمامنا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أستاذي ومعلمي الأستاذ عبد الله بوقس وأستاذي ومعلمي ومربيَّ الفاضل الأستاذ عبد الله الحصين, أساتذتي الأجلاء، في هذا المقام لا بد أن أقوم, فلا ينبغي لمثلي وأنا أحط بين كوكبة من الأدباء ولست أديباً، وسط كوكبة من المثقفين ولست مثقفاً, فما أنا إلا دخيل على هذين البحرين المتلاطمين في عصر الثقافة والتربية، فلتأذنوا لي أن أقف إجلالاً للمعلم وأتحدث إليه وأنا واقف إذ هكذا أمرنا أن نقوم إجلالاً لكم.
بداية أشكر الشيخ عبد المقصود خوجه ممثلاً في شخص مندوبه الفاضل الأستاذ حسين وإدارة التعليم ممثلة في مساعد المدير العام والمساعد للشؤون الإدارية والأخ يوسف وجميع الأسرة التربوية, أقدم لك أيها المعلم في يوم تكريمك اعتذاري, أعتذر لك أشد الاعتذار أصالة عن نفسي وعن أسرتي وعن مجتمعي، قصرنا في حقك كثيراً, أنت لك الفضل علي وعلى أبنائي وعلى بيتي, اليوم أرى ابني البراء في كلية الطب طالباً نجيباً من رباه؟ أنت أيها المعلم، وأرى ابني عمار في الثانوية العامة وقد ختم القرآن في المتوسطة من أدبه؟ أنت أيها المعلم, ابني محمد في الثالثة متوسط من علمه الأدب وأصبح قائداً في نادي الأبناء؟ أنت أيها المعلم.. ابني أسامة في مدارس الأقصى الأهلية (-أولئك كانوا في مدارس حكومية- بدأوا من النموذجية الخامسة ومروا بالنسائي والفتح ولكن لبعد المسافة عن النموذجية ولكنهم في القلب يسكنون، آثرت أن أنقله إلى الأقصى) وهو الآن يتحدث في الإذاعة وينشد ويحوز على الدرجات العليا من رباه؟ أنت أيها المعلم.. أنت أيها المربي, اعتذاري وأنا أخجل وأنا أتكلم معك لأني لم أَفِكَ حقك كمجتمع, تطلب مني في المستشفى الجامعي أن أعطيك التأمين الصحي. أسأل الله أن يتفق وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي ووزير الصحة ووزير العمل ووزير الشؤون الاجتماعية لإخراج مشروع التأمين الصحي للمعلم, فهو ليس مشروعاً يأتي من القمر - اعذروني فأنا لست أديباً فأرفع المنصوب وأكسر المرفوع, فالشيخ عبد الله أرجو أن تعذرني, فأنا في الطب موغل وفي الإدارة دخيل, فإذن هذا هو أول مطلب, نريد أن تكون هناك جمعية, أعتذر لك أيها المعلم لأني لا أستطيع أن أناصرك, فأعتقد أن الحل في وجود جمعية مهنية للمعلمين, الجمعية السعودية العلمية للمعلمين لكي تضع فيها آراءك، تضع فيها صوتك، تطالب بها بكل ما تحتاجه من تطوير وتعليم وماديات إلى غير ذلك, لأطباء النساء والولادة جمعية, الأطفال الخدج وافقنا في كلية الطب على إنشاء جمعية لهم, ألا نوافق نحن على إنشاء جمعية للأخوة المعلمين, أعتقد قد آن الأوان لذلك, تحولنا من المعارف وكنا نعلم وكان معنا أحد القيادات البارزة الأستاذ عبد الله وأحد الأعلام الأستاذ عبد الله: العبادلة كثيرون، فالأستاذ عبد الله الهويمل أيضاً من العبادلة، فالتعليم مبتلى بالعبادلة وعبد الله الثقفي أيضاً, أقول انتقلنا إلى التربية والتعليم، فهي تعني الشيء الكثير فإذن تغيير المسمى لا يعني البقاء على المسمى القديم والفعاليات والآليات القديمة إن كنا كما كنا في السابق فالتغيير أصبح معدوماً, التربية والتعليم تعني التغيير في السياسات والأطروحات حتى في النظرة إلى المعلم, أعتذر لك لأني لا أستطيع أن أرفع صوتي نيابة عنك بل أنت الذي ترفع صوتك وتطالب بحقك وأنا كوَلِيّ أمر أؤيدك وأشد على يديك, أعتذر باسم الاقتصاديين ورجال الأعمال، كل الذي استطعنا أن نعمله حفلة في دار الأديب الأريب الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه, لكن أريد أن أرى التيسيرات في السيارات، في الأقساط, تدخل إلى أي مطعم صيني أو ياباني تخرج البطاقة بأنك موظف في الخطوط السعودية أو الهاتف, الكهرباء تخفيض 15٪ أما المدرس زيادة 15٪, أهكذا أقابلك يا من تربي ابني, كفيت المؤنة, في الصباح معك وفي المساء يعيش في فكرك, يعيش معي سويعات, أنا أعترف لتقصيري أشفق على المعلم من ظلم المجتمع, أشفق للمعلم من ظلم التربية والتعليم باسم الآباء والأبناء أن تنظر إلى المعلم نظرة جديدة, رجائي لك أيها المعلم بالصبر, رجائي لك بالاستمرار رجائي لك بتطوير نفسك, بالعطاء غير المحدود، فلقد اخترت طريقاً أنت اخترته, بل أنت رشحت له, بل أنت انتخبت من بين الأمة لتكون معلم الناس الخير فهنيئاً لك في غدوك ورواحك، الملائكة تصلي عليك, فأي شرف تناله أنت؟
أيها الأخوة: المستجدات والمتغيرات, قبل أن نعرف ما هي المتغيرات الفكرية على المستوى السياسي على المستوى الوطني, فالمجتمع الآن في حالة مخاض وتحول شديد, من يتابع كتابات الأساتذة الفضلاء في "عكاظ" و "الوطن" وغيرها والإنترنت يلاحظ تحولاً فكرياً كبيراً في المجتمع, ليس بسبب المعلم, بل من المدرسة المخفية الموجودة في وسائل الإعلام, المعلم برنامجه المخفي إن خَرّج لنا عشرة منحرفين فوسائل الإعلام التي تبث ليل نهار تعليماً مخفياً يرصد في كل الوسائل ويصل إلى قلب كل طفل ووعي كل طفل هو الذي يجب أن يظهر ويعلن, أنا أربى بالمعلم وفي نفس الوقت أنبه المعلم وأحرص على المعلم أن يكون أكثر وعياً من ذي قبل, نعم هنالك أخطاء لدينا نحن المعلمين تعترفون بها, أنتم من ينظف الساحة لا ينتظر من التعليم أو الحكومة أن تقول فلان لديه انحراف بل أنا المعلم أقول فلان لديه انحراف, انتبه لديك انحراف, إما أن تصلح وإما أن نصلحك, خذه أطّره على الحق قبل أن يؤطر, أخي هذه مسؤوليتك أنت, كن رجل الأمن الأول كما قال سمو وزير الداخلية, ويُفتخر بنا نحن المعلمين نحن رجال الأمن, نحمل الفكر والأمن الوظيفي والأمن الاجتماعي والأمن الاقتصادي لأننا نحن الذين نخرّج الأجيال, هناك تطور في التقنيات، كم هي الدورات التي يجبر عليها المعلمون, بل أين تلك المعاهد التي تعنى بالتقنية التعليمية, وسائل التعليم التقنية فاقت ما هو موجود لدينا الآن, أنا أتمنى أن نقوم من هذه الجلسة ونرشح مجموعة من المعلمين الراغبين أرسلوهم إلى ماليزيا, الإداريون لا يريدون أن يذهبوا، كفاهم سفراً في السنوات الماضية -جزاهم الله خيراً- نريد أن يذهب المعلمون ليروا التجربة الماليزية التي انتقلت الآن في المرحلة القادمة إلى أن تكون ماليزيا The Sixth Tiger, النمر الاقتصادي السادس أو السابع, الآن تقول ماليزيا سندخل القرن القادم عصر المعلوماتية وسنكون الدولة المعلوماتية الأولى على مستوى العالم, أنشأت أكثر من مائتي مدرسة للتعليم التقني والتعليم عن بعد, ليس معناه أن أسند مهمة الحاسب الآلي إلى معهد معين ولكن أسنده إلى المعلمين ليطوروه, الأمر الآخر: تطوير إداري, هنالك الآن مدارس إدارية جديدة. ما زلنا في نفس الهياكل القديمة الهرم المعروف, الاتصالات المقفلة, الرسائل الواضحة, الأوامر, نريد أن نشرك المعلم معنا منذ البداية في كل خططنا التعليمية وأن يكون الهرم لا يكون هرماً بل يكون مستطيلاً, هنالك مستجدات تربوية في إدارة الفصل, ما زلنا في الصفوف هل نرى حلقات النقاش, هل نرى دروس تمثيل الأدوار في مدارسنا, أعتقد أن المدرسين قادرون إن أعطوا الفرصة أو هم أرادوا أن يكونوا كذلك وأعتقد أن بلادنا بحاجة إلى ذلك.
التغيرات السياسية: هل نستطيع نحن كمعلمين أن نربط الاقتصاد والسياسة بما ندرسه نحن في الجغرافيا نعم, لا يمكن أن يكون الأستاذ يدرس الطالب مادة جامدة لا بد أن يربطها بالاقتصاد, ما يحدث الآن في "سوا" هل عرف أبناؤك عنها شيئاً؟ هل عرفوا عن سوق الأسهم السعودية, إذا كنت كمعلم في واد آخر تساهم في "سوا" وتخسر أو تكسب, أعتقد أن المعلمين أكثر ضحايا هذه المواضيع، هكذا يقول أحد خبراء الاقتصاد, ولا أعرف مدى صحة هذا الكلام, هل هي رغبة في الاندفاع نحو شيء معين؟ أسأل الله أن يحميكم من الانجراف وراء هذه المكاسب السريعة والتي خسائرها عظيمة, هل تستطيع أنت كأب أن تربي أبناءك لمعرفة هذه القضايا وتربطها بالمنهج, حتى في الرياضة لا بد أن أربطها بالمجتمع, من يشجع فريق الوحدة وأنا زمان وحداوي لا بد أن يعرف كيف يشجع فريقاً آخر يستطيع أن يكون منافساً.
النقطة الأخيرة وهي الاستعداد للمرحلة القادمة، اليوم انتهى يوم المعلم، انتهى التكريم، ولكن المعلم باق شامخ يقف على قدميه ويقول أنا لها أنا لها, الوطن مد يده لكم، ولي العهد حفظه الله مد يده وقلبه وفتح مجلسه لكم وقال قولوا كلمتكم, وقال التربويون كلمتهم، فأعتقد أن الكرة في ملعب التربويين أكثر منها في ملعب السياسيين، قولوا كلمتكم إننا نحن حماة الوطن, نحن بناة الوطن, نقبل اعتذار المجتمع، نقبل ظلم المجتمع, نقبل القهر ولكنا على التحدي باقون, وعلى التطور مقدمون إن شاء الله تعالى, وعلى جنات ربنا بإذن الله تعالى على موعد, وأعتذر عن الإطالة، أيها المعلم تستحق مني أن أقف لك ليالٍٍ طويلة أعتذر لك وأشفق, أسكب الدمع خجلاً ويتصبب جبيني عرقاً خجلاً من كل معلم منكم، أرى في محياه ابني البراء ومحمد وأسامة, سبحان الله من رباهم, لست أنا بل الله سبحانه وتعالى سخر لي كوكبة من الفضلاء أمثالكم الذين حمى الله بهم أولادي وحمى بهم أولاد الآخرين والمجتمع, وما زلت أذكر عندما كنت في بريطانيا في مدرسة كنا نبحث عن منهج نعتمده للدراسة البريطانية عام 1987م فاجتمعنا من الجالية اليمنية والأردنية والمصرية واللبنانية والخليجيين, نبحث عن منهج نعتمده للتدريس في المدارس الإسلامية هناك, والله منذ ذلك التاريخ بالإجماع ودراسة قالوا إن أفضل منهج يحمي أبناء المسلمين في ديار الغربة منهج وسطي, منهج متكامل، خاصة في المواد التربوية، منهج شمولي، نحن نصوت جميعاً أن يكون المنهج السعودي هو المعتمد.. كم كنت فخوراً ببلدي, كم كنت فخوراً بمنهجي, كم كنت فخوراً بمعلمي وأستاذي, ارفع رأسك فأنت معلم سعودي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: شكراً الدكتور عبد القادر لكلمتك التي هي من القلب، تربى وربى أولاده فهو يشعر بالخجل في هذا اليوم الذي نكرم فيه المعلم ولا يستطيع أن يكرم المعلم إلا بهذه الكلمات التي تنبع من القلب, ولكن والله إنها أكبر تكريم لي وللمعلمين، كلمة المعلمين يمثلهم الأستاذ حمزة الزبيدي من مدرسة نهاوند الثانوية فليتفضل.
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
