شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور جميل مغربي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وذريته أجمعين وسائر الأنبياء والمرسلين.
هذه الليلة ليلة حب ووفاء وفكر، يتعيّن علي في البدء والاستهلال أن أعرج على بعض المزايا من جملة من المزايا التي عرفتها عن معالي الدكتور محمود سفر، أولاً: الحب، كل من يعرف معالي الدكتور محمود يكن له حباً وتقديراً، فالرجل مارس الإدارة بالحب ومارس الإدارة أيضاً بالانضباط والمتابعة، أختصر كثيراً فأقول: ثانياً: النجاح، فحياة الدكتور محمود سلسلة من النجاحات.
ثالثاً: الفكر, لم ينقطع الدكتور عن الفكر طيلة حياته باستثناء فترة الوزارة حينما استوزر للتصدي لمهام الوزارة تفرغ لهذه الجوانب الإدارية وما يتبعها من مسؤوليات، ثم عاد ثانية وبقوة إلى عالم الفكر والقلم فهو مثل المحارب الذي لا يتخلى عن سلاحه في أحلك الظروف، ومن ثمرة الفكر هذا الكتاب الذي بين أيدينا الليلة، هذا الكتاب لكي أوجز أيضاً قد يومئ إلى بيت مشهور للمتنبي حينما يقول:
وجرم جره سفهاء قوم
وحل بغير جارمه العذاب
 
لقد أحسن الدكتور محمود حينما تحسس مواطن الألم كطبيب يجس نبض مريضه، ووصف أيضاً الترياقات الناجعة لهذه الأدواء وراقني أيضاً أنه طرح فكرة المحتسب المتخصص، أي أن يكون بيننا محتسب مهندس ومحتسب طبيب وهكذا، فكما نعلم أنه لا يوجد في عقيدتنا رجل دين أو كهنوت أو لاهوت، أعود من واقع تخصصي لأركّز على جانب مهم وهو الفصل الثالث من هذا الكتاب المتصل بالفكر والثقافة، يحمد للدكتور محمود أن أثار فينا نوازع الأمل من خلال استشهاده بقول هنتكتون "إن هذا الدين الإسلامي يتجدد كل فترة من الزمن" وأورد شاهداً آخر له أيضاً في مؤتمر في ألمانيا. هذا المؤتمر عقد عقب أحداث 11 سبتمبر، يقول أيضاً إن العلمانية فشلت وأخفقت في تقليص نفوذ الدين الإسلامي ونصح في الواقع كما يشير الكتاب إلى مسألة هامة -وهو الرجل الذي ينادي بصراع الحضارات- حذَّر من التصدي والمواجهة للعقيدة الإسلامية، فهو بالتالي يحبذ أن يتم تناول قضايا الفكر الإسلامي بالحوار والنقاش وكأنه ضرب من الاحتواء، هذه مسألة. وأشار أيضاً إلى رأي البروفيسور روتر من ألمانيا أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة هامبورج، حذر من المقارنة بين سارمارتين وجورج بوش، وكأن معركة بلاط الشهداء أو بواتيه لن تتكرر ثانية، أقول إن هذا أثار فينا نوازع الأمل وأن هناك مستمسكات يجب أن نتشبث بها، وهذا أيضاً يذكرنا بحديث رسول الله r، "إن الدين يسر ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه..."، وأيضاً نستفيد منه جانباً آخر وهو يتصل بالجانبين في الداخل والخارج، في الخارج لمن يناهضون هذه العقيدة، وفي الداخل لمن يمنّون هذه العقيدة بالإساءة من خلال التكفير ومن خلال اتهام الآخرين بالزندقة ومن خلال التنطع والتشدد والتعنت وما إلى ذلك من الصفات التي تعلمونها جيداً، حينما يقول رسول الله r: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المنبتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى"، أقول وأوجز أتمنى على معالي الدكتور أن يعيد النظر في هذا الفصل وبسط هذا الفصل، لأن هذا الفصل المتصل بالثقافة والفكر يحتاج أن يكون سفراً مستقلاً، ويخال أن قناة الفكر والثقافة والخطاب الثقافي يسهّل المهمة أمام الفكر الإسلامي لكي يصل إلى الآخر فتقبل قضايا الثقافة والفكر أسهل من مواجهة التشنج حيال وتجاه قضايا العقيدة أو الفكر الإسلامي، أنا أوجه هذه الدعوة إلى معاليه - وكما تعلمون أن معاليه حتى الاشتقاق في اسمه فهو سفَر، والسِفر أيضاً من السفر ونحن نعلم أن السفر أيضاً هو سِفر من الترحال والسَفر أيضاً رحلة بين الحروف والكلمات، فأتمنى لمعاليه التوفيق في هذه المهمة وهو جدير بأن يتصدى لها وإن العظائم كفؤها العظماء كما قيل، وأختم كلمتي بشكر معاليه على الفرصة التي أتاحها للنقاش وأشكر سعادة الشيخ الوجيه عبد المقصود خوجه على هذه الدعوة الكريمة وهو يقدم لنا الليلة زهرة نضيفها لزهرات الاثنينية.
وشكراً لكم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
عريف الحفل: الآن أنقل الميكروفون للسيدات حيث ستتحدث الأستاذة سعاد عثمان كاتبة وأديبة فلتتفضل.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :589  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.