شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عمر يحيى ))
بسم الله الرحمن الرحيم, أسعد الله مساءكم جميعاً, دعوني أولاً أرحب بضيفنا السيد فاسيليف وأقول له بلغته الروسية حتى لا ينساها إذا طال مكثه بيننا (دُبري فيشر.. فاسيليف) أي مساء الخير يا سيد فاسيليف, تجمعني بالسيد فاسيليف وشيجتان هما: الصحافة والتاريخ, فهو كما تعرفون صحفي لامع وكان أحد الأقلام البارزة في "البرافدا" وبين قوسين البرافدا تعني بالعربية "الحقيقة", وتركزت مقالاته عن جولاته واستطلاعاته التي كان يقوم بها في بلدان آسيا وأفريقيا حيث الصراعات والصدامات, وأنا كما تعلمون كنت أعمل في مجلة "أقرأ", و "أقرأ" بين قوسين أيضاً التي كنت أعمل بها كانت مجلة الحقيقة, والبحث عن الحقيقة ومن أجل تلك الحقيقة دفع رئيس تحريرها الذي أجلس بجواره الدكتور عبد الله منّاع ودفعنا معه أسخى الأثمان والأوقات ولا أُبالغ إذا قلت زهرة الشباب, على الأقل بالنسبة للشباب الدكتور عبد الله منّاع, (فنحن ما زلنا شباباً), الوشيجة الثانية التي تجمعني بالسيد فاسيليف هي التاريخ, فهو مؤرخ لامع وكاتب مهم ومهتم بقضايا الشرقين الأوسط والأدنى, وأنا أيضاً أشتغل الآن بالتاريخ, وأهتم بالبحث فيه, ولذلك كنتُ حريصاً انطلاقاً من هاتين الوشيجتين والصلتين أن أكون من بين المتحدثين في هذه الليلة.
عرفنا السيد فاسيليف من خلال كتابه أو سِفْره الكبير "تاريخ العربية السعودية" من القرن الثامن عشر حتى نهاية القرن العشرين, وكتابه "الوهَّابية والدولة السعودية الأولى" و "مشاعل الخليج" طبعاً غير مشاعل الخليج للجوالات, و "النفط والاحتكارات والشعوب" و "الخليج في قلب العاصفة" و "رحلة إلى الجزيرة العربية" وغيرها من المؤلفات التي ذُكرَت هذه الليلة, والسيد فاسيليف من خلال كتبه هذه كان أميناً على منهج وطريقة المستعربين الروس, ولا أقول المستشرقين, فهم شرقيون أيضاً في كثير من أحوالهم وأوضاعهم وأفكارهم, ومحافظاً على أسلوب المدرسة الروسية في الكتابة والتحليل, والتي يقوم روادها بدمج الروايات التاريخية والتأثيرات البيئية والقبلية والعنصرية والمواقف والصراعات, وأدلجت كل هذه العناصر وصولاً إلى الحقيقة التاريخية أو ما يعتقدونه محركاً للأحداث وصانعاً لها.
إنه يذكرني في سِفْره "تاريخ العربية السعودية" بالمؤرخ الروسي الشهير الإسكندر فاسيليف, ولعله عمه أو جده, أو أحد أجداده, وهو مؤرخ هام في تاريخ العصور الوسطى وبالذات التاريخ البيزنطي, وصاحب مدرسة معروفة وبالتحديد في قضايا الصراع العسكري والحضاري بين المسلمين والبيزنطيين, وكذلك بالمؤرخ "أستروجورسكي" و "خاليدوف" و "بالشاكوف" وغيرهم مما كان لهم دورهم الكبير في الكتابة عن التاريخ والثقافة العربية عبر العصور, وكذلك بالمؤرخ "هانينا فيكتور" فيبوغيا (وأرجو أن أكون قد ذكرت الاسم صحيحاً) في دراستها العظيمة عن العرب على حدود بيزنطة وإيران من القرن الرابع إلى السادس الميلادي, فهم أصحاب مدرسة خاصة تختلف كثيراً عن مدرسة المستشرقين الغربيين التي اقتربنا منها كثيراً ودرسناها واتفقنا واختلفنا معها مع أنه كان الأول والأقرب وربما الأكثر أهمية في اعتقادي أن يكون الاقتراب والدراسة لمدرسة المستعربين الروس.
إن معرفتنا بالكثير من الأدب والإنتاج الروسي يعود إلى دار التقدم التي كانت تصدر من موسكو وتطبع باللغة العربية مئات الكتب والعناوين في مختلف الفنون والآداب والعلوم الروسية وبالذات ما يتعلق بالثقافة والدراسات العربية من الإنتاج الروسي, وهو يُباع في عواصم العالم العربي بأزهد الأثمان, ويبدو أن هذه الدار قد اختفت مع اختفاء الاتحاد السوفييتي, ولعل الحسرة على الاثنين الدار والدولة قد تكون اليوم واقعية وماثلة لما نشهد من أوضاع واستفراد لإمبراطورية عظمى واحدة وحيدة مستبدة وثقافة مسيطرة على العالم ولكن تلك قضية أخرى.
إن وجود السيد فاسيليف بيننا اليوم كأحد المكرمين في الاثنينية يفرحنا نحن قبيلة الصحفيين والمؤرخين فنتقدم لصاحب الاثنينية الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه بالشكر والامتنان ونشكركم جميعاً على مشاركتكم, أما صديقنا السيد فاسيليف فإننا نقول وبالروسية أيضاً "سباسيبا فاسيليف" أي شكراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: قبل أن ننقل الميكروفون لفارس الاثنينية كما تعلمون بأنه سيُـفتَح باب الحوار إن شاء الله بعد كلمته فمن له سؤال أو استفسار عليه أن يوافينا به مشكوراً, وكما أيضاً بالنسبة للسيدات الفاضلات سنعطيهن الفرصة إن شاء الله لطرح الأسئلة فنتمنى أن تكون أسئلة وليست مداخلات حتى نُنظم هذه الاثنينية.
الآن يتحدث إليكم أيها السادة والسيدات سعادة البروفيسور أليكسي فاسيليف.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :567  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.