شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة اللواء الركن الدكتور السيد أنور ماجد عشقي ))
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أفاض علينا بنعمه, وامتنَّ علينا بجوده وكرمه, جمعنا على الحق وهدانا إليه, وأرانا الباطل ونهانا عنه.
في هذه الليلة نحتفي بتكريم واحد من أشهر المستشرقين المعاصرين الذين اهتموا بتاريخ المملكة العربية السعودية إلى جانب مصر والمصريين, كما نجده اليوم يُركز اهتمامه على القارتين الهامتين الآسيوية والأفريقية, حتى أصبح رئيساً لتحرير مجلة تحمل نفس الاسم, جمع ضيفنا بين العلم والإعلام, وهذا ما لم نجده في كثير من المستشرقين, فسبح كإعلامي على السطوح الراكدة, يوم كان مراسلاً لجريدة “البرافدا” في الشرق الأوسط, وغاص كعالم وباحث في أعماق التاريخ, منذ أن كان يُعد رسالتيه في الدكتوراه مرة في فلسفة التاريخ, وأخرى في علوم التاريخ, حتى انتهى به المطاف إلى البحوث الأكاديمية كمدير لمعهد الدراسات الأفريقية والعربية التابعة لأكاديمية العلوم الروسية.
كتبَ كتابه الشهير عن المملكة فكان بعنوان “تاريخ العربية السعودية” أصدره يوم كان الاتحاد السوفييتي في أوج قوته العسكرية, فكان قدره يومها أن يعيش في الشرقين الأوسط والأدنى فتركز اهتمامه على الجزيرة العربية, وكتب يومها مئات المقالات بالإضافة إلى عدد من الكتب العلمية والصحفية من بينها الوهّابيون والدولة السعودية الأولى في الجزيرة العربية, "بيبليوجرافيا العربية السعودية" "مشاعل الخليج والنفط والاحتكارات والشعوب" "الخليج والعاصفة" "رحلة إلى الجزيرة العربية السعيدة" و "جسر عبر البسفور".
لقد كان كتابه "تاريخ العربية السعودية" حصيلة عمل امتد إلى عشرين عاماً, كان خلالها يكتب كإعلامي وعالم, لكنه لم ينفصل وهو يكتب عن كتابه عن معسكره الشرقي الذي يقف ضد المملكة العربية السعودية وقتها, فكتابه عن المملكة اعتمد فيه على مراجع علمية منها ما يقف في صف الانحياز, ومنها ما يقف في صف الخصوم, فجاء كتابه من حيث المعرفة شاملاً ودقيقاً, ومن حيث العلم متزناً وعميقاً, لقد غاص في أعماق الأحداث, حتى خلتُ وأنا أقرأ كتابه منذ عشر سنوات أنه يقف في مرصد يتابع الأحداث بكل دقة ووضوح, فلو كان التكريم للإنتاج لكان حقاً أن يُكرَّم على سِفْره هذا, ولو كان التكريم للأشخاص لاستحق أيضاً هذا التكريم لمجمل إنجازاته التي حققها طوال حياته.
 
كتب مقالاته ومؤلفاته يوم كان الاتحاد السوفييتي واحداً من القطبين اللذين كانا يحكمان العالم, واليوم يصوغ أبحاثه من خلال معهد الدراسات الأفريقية والعربية بعد أن أصبحت روسيا الاتحادية تواجه اليوم غزواً ثقافياً أمريكياً, لم تجد مناصاً من التهرب منه, ولعل ذلك يقع في إطار خطة استراتيجية بعيدة المدى تُعدُّها روسيا فهي دولة لا يُستهان بها لأنها لا تزال تحتفظ بأسباب القوة, ففي عهد بطرس الأكبر سار الإمبراطور بشخصه إلى أوروبا وعايش نهضتها ثم عاد ليأخذ بأسبابها حتى تفوقت روسيا على أوروبا وبشكل خاص في مجال الأدب حتى قيل يومها إن كل روسي أصبح شاعراً, وظهر في أعقابها عمالقة الأدب العالمي أمثال "بوشكين" و "ديستوفسكي" و "مكسيم جوركي" و "إفانتر جونيف" و "تولستوي" هذا "إفانتر جونيف" الذي قال في كتابه "الربيع" إن الشتاء يبدو منتجعاً لوصول الربيع الباسم.
وإذا عُدنا إلى كتاب "تاريخ السعودية" نجد أن اهتمامه كان منصبًّا على نجد والشرق وأحياناً الشمال لكنه أعرض عن الحجاز, واليوم نجده يُـكرَّم في جدة ولعلها البداية للبحث في المنطقة الغربية, لقد قال في الفصل الأول صفحة 22 "إن اهتمامنا منصَبٌ على المناطق الوسطى والشمالية والشرقية من شبه جزيرة العرب على نجد والأحساء" لكن الحظ لم يحالفه فأخطأ التقدير عندما قال: "وكان النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الحجاز مشابهاً تقريباً للنظام في نجد", لهذا نتمنى عليه بهذه المناسبة أن يستكمل أبحاثه عن الحجاز وأن يبحث في أعماقه وقيمه لعله يجد فيه ضالته فبالأمس عندما بحث فيلبي في الحجاز بعد إعراض أدرك شمس الحقيقة فآمن, لأن شمس الحقيقة لا تسعى إلى أحد ولا بد من السعي إليها, فالحكم من بُعد لا يُعطي رؤية واضحة, ونشكر لأستاذنا وشيخنا الشيخ عبد المقصود خوجه الوفي الذي يُكرِّم الأوفياء وعلى رأسهم أليكسي فاسيليف, فله الشكر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: ونختتم هذه الكلمات بكلمة لسعادة الدكتور عمر يحيى رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب جامعة الملك عبد العزيز.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :545  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج