شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة اللواء عبد القادر عبد الحي كمال ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أود أن أشكر سعادة الأخ الكريم الوجيه الأستاذ عبد المقصود خوجه على ما يبذله من جهود ثقافية وهي جهود ملموسة ومشكورة، إذ جعل من "الاثنينية" سوق عكاظ آخر. وليس غريباً عليه ذلك، فهو من بيت ثقافي ورث الثقافة كابراً عن كابر، وقد وفقه الله أيضاً أن تغلب على ظروف عمله وعلى النزعات البشرية فحمل وتحمل عبء هذه الندوات وعناءها وقتاً وجهداً ومالاً.
أيها الأحبة..
نحن بصدد تكريم شخصية ذات عطاء وإبداع وفكر نيّر. نحن بصدد تكريم سعادة الأستاذ الدكتور الصديق الرفيق عبد الله الصالح العثيمين، وكلمة "الرفيق" تخيلتها عن عمد وسابق تصميم لأن الزميل الحبيب ابتلى برفقتي في مؤتمرات وندوات ولقاءات ثقافية محلية وخارجية، ولعلّكم أيها الأخوة تذكرون تلك الصحبة بين كميت بن زيد الأسدي ودعبل الخزاعي رغم اختلافهما والبون الشاسع بين شخصيتيهما. فالدكتور وأنا نختلف كثيراً: فهو رجل مثقف وأنا جاهل، وهو دكتور وأنا على باب الله، وهو لطيف وأنا جافٍ، وهو صاحب رقة وأنا خدين جفوة، وأخيراً هو مدني وأنا عسكري أو بالأحرى كنت عسكرياً. ولكنه أعانه الله اتخذ معي نهجاً ترويضياً أحسبه استقاه من الحسن والحسين رضي الله عنهما عندما وجّها أعرابياً لا يحسن الوضوء بأسلوب دعوي سمح دون أن يواجهه بعدم معرفته. يلحظ الدكتور فيّ سلوكاً جافياً فلا يصرح ولكنه يأتي بسلوك مغاير فيه لطف ورقة يدلني به على النهج القويم والطريق المستقيم، وهكذا كأنه ترويضي، وإن كانت في النفس بقايا من نزعات الجفاء ونزعات الجفوة. والعجيب والغريب أن الدكتور -حفظه الله- سافر مرة إلى بيروت ولم أكن آنذاك في معيته فاتصل بي هاتفياً من هناك قائلاً: بيروت لا تساوي شيئاً بدونك. عافاك الله يا صديقي وأثابك أمتعت خاطري وأرضيت غروري. هذه الرقة واللطف صفات من صفاته الكثيرة التي تحمد له وفيه وفقه الله. أما عن شعره وشاعريته فحدِّث ولا حرج، فالدكتور شاعر يأتي من أوائل شعرائنا المعاصرين، في شعره الفصيح والنبطي، وصدق الشاعر الذي قال عنه:
شعر أبو صالح لكن شعره محلّى، من يوم سمعته تطعّم فيه سكر نباتي.
 
في شعر أبي صالح تتجلى اللغة الشعرية الرائقة الفائقة تنساب كالنسيم العليل وله قدرة ملموسة في اختيار أدواته وألفاظه، ينثر كنانته ويختار ألفاظه بعناية ودقة كأنما ينظم عقداً من در ثمين، بودي لو أسعفتني ذاكرتي المكدودة فأستشهد بشيء من روائعه في الشعر الفصيح، ولكن مع الأسف. أذكر فيما أذكر أنه حضر مرة ندوة بمدينة الرياض، وتحدث في ذلك اللقاء بعض من لا يحسن، وهوّموا وحوّموا كأن العالم خلا إلا منهم، فكتب قصيدة جميلة يقول في بيتين منها:
 
ياهل الراي صافي الجو قوّم عجاجهُ
واختلط برّها المشهور بالهيِّباني
من يلوم الحليم إذا تعكّر مزاجهُ
دام وجه المعرفة غادياً شقلباني
 
عفواً إن استعملت الشعر النبطي.
أيها الأخوة لا أطيل عليكم، فالحديث عن الزميل الصديق يطول ويطول، وبودي لو كان الوقت يسمح ولكن غيري يود أن يلم بذلك. وقبل أن أودعكم أرفع أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى مستعير عبارة من الأستاذ هشام ناظر داعياً المولى عزّ وجلّ أن يحفظ هذا الكيان الكبير العزيز، فإذا عسعس ليله عسعس في أمن وإذا تنفس صبحه تنفس في يمن. والسلام عليكم ورحمة الله.
 
عريف الحفل: إذن ننقل الميكروفون لصاحب المعالي المفكر الإسلامي الكبير، ووزير الإعلام الأسبق، معالي الدكتور محمد عبده يماني.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1218  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج