شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور يوسف العارف ))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اسمحوا لي أولاً أن أتقدم بالشكر والعرفان لصاحب الاثنينية الذي عودنا على تكريم التربية والتعليم على جميع المستويات، المعلم.. والطالب.. والرواد، واليوم تحتفي هذه الاثنينية بأحد رموزنا التربويين، فللمضيف نقول: شكراً، وللضيف نقول: أهلاً وسهلاً.
وبالمناسبة فإني أحمل إلى سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه والمحتفى به سعادة الأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي تحيات وتقدير مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ عبد الله الهويمل واعتذاره وأسفه عن المشاركة في هذه المناسبة وهو الحريص عليها، لكنه ارتبط بموعد آخر في محافظة الطائف لتكريم أحد رموز التعليم هناك.
أما بعد.. فإن ذُكر الناس ذُكر منهم الطيبون، وإذا ذُكر الطيبون ذُكر منهم الأخيار، وإذا ذُكر الأخيار والخيِّرون ذُكر منهم الصفوة وإذا ذُكِر الصفوة فإن منهم كل صاحب قلم منتج وقلم مبدع يترك لنا أثراً مكتوباً، وضيفنا هذا المساء هو أحد الناس الطيبين الأخيار الصفوة أصحاب الإنتاج العلمي الرفيع، ضيفنا هذا المساء مارس الحياة العملية التربوية بكل فعالياتها، وبعد أن ترجل الفارس عاد إلى أوراقه ومذكراته وأخرج لنا عملاً تربوياً تتلمذ عليه الكثير من الباحثين والدارسين، إنه كتاب "الانطلاقة التعليمية في المملكة العربية السعودية"، تعاملت مع هذا الكتاب كباحث منذ فترة طويلة، ولكني أعود إليه اليوم متأملاً وفاحصاً ومستفيداً، فمن الصفحات الأولى نعرف الهدف من هذا المؤلَّف وهو خدمة العلم والمتعلمين ونشر المعرفة مصداقاً لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وحول هذا الهدف تتمحور كل طروحات الكتاب إذ نجد فيها فصولاً وأبواباً عن آليات وبرامج التعليم في المملكة منذ البدايات حيث مديرية المعارف وحتى إنشاء وزارة المعارف والمعاهد والمدارس والأنظمة التي سيَّرت الفعاليات التعليمية، كما نجد فيه أبواباً ثقافية متنوعة تتعلق بالتعلم والأدب والتراث والتربية وكأنه يعيدنا إلى المنابع الأولى للتعليم فينقلنا في سياحة فكرية عبر مواكب العلم والعلماء، ومسيرة التعليم في التاريخ الإسلامي ورموزه الفكرية والتربوية كابن سحنون والجاحظ وابن سيناء وابن خلدون والغزالي، وكذلك نجد في هذا الكتاب رسائل غير مباشرة للمعلمين يركن فيها إليهم كثيراً من الآراء التربوية التراثية والنظريات التعليمية لمصادرها الأصلية، وهنا أقف لأقول لكل قارئ وباحث عن المعرفة التربوية أن يعود لهذا الكتاب الرائع يتداخل مع طموحاته المعرفية ويستفيد مما فيه.
هناك مسألة مهمة: في عام 1374هـ عُيِّن الأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي مديراً للتعليم الثانوي والابتدائي والثقافة الشعبية، وأريد أن أقف هنا مع هذا المصطلح "الثقافة الشعبية"، في عام 1371هـ أي قبل أن يُعيَّن أستاذنا البغدادي مساعداً لمدير مدرسة تحضير البعثات اجتمع نفر من الشباب الجامعي المثقف في مكة المكرمة وأسسوا المؤسسة السعودية للثقافة الشعبية، والهدف منها تدريس الشباب السعودي وتعليمهم تجارياً لينخرطوا في الأعمال والوظائف التجارية، الجميل هنا أن كل جامعي يدفع 2٪ من راتبه لتغطية نفقة هذه المؤسسة وطلابها وهذا قمة الوطنية والإحساس بالأمانة، وبعد هذه الفترة جاءت وزارة المعارف واستفادت من هذه التجربة وأنشأت القسم المختص بتعليم الكبار ومكافحة الأمية تحت اسم "الثقافة الشعبية" التي تولى أمرها الأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي، والسؤال هنا: هل لكم يا سعادة الأستاذ المكرم.. هل لكم دور في تأسيس هذه المؤسسة التي أُنشئت عام واحد وسبعين في مكة؟ وما هو الدور الذي قامت به إدارتكم بعد ذلك؟
هناك أيضاً أمر آخر ملفت للنظر في حياة ضيفنا المكرم ففي عام 1374هـ أمر الملك سعود - رحمه الله - بإهداء قصوره السبعة في البغدادية بجدة إلى التعليم وسميت آنذاك مدينة الملك سعود العلمية، وقد كُلِّف كل من الأستاذ عبد الله عبد المجيد بغدادي والشيخ صالح الخزامي بالإشراف على إنجاز هذه المهمة وتهيئة القصور لتكون مدارس متكاملة المراحل.. ابتدائي ومتوسط وثانوي ومدرسة صناعية ونُقل إليها كلية المعلمين بمكة، ثم هناك أقسام للسكن الداخلي ووحدة صحية، وقد تم إنجاز هذه المهمة وحضر سمو الوزير آنذاك خادم الحرمين حالياً لافتتاح المدينة العلمية في حفل كبير. السؤال هنا: هل نستطيع الآن أن نحيي هذه المدينة العلمية التي تحولت إلى أرض فضاء ومستودعات للتعليم ومواقف سيارات؟ عذراً على الإطالة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل: للشعر في هذه الليلة مساحة ومعنا الشاعر الكبير الأستاذ فاروق بنجر بقصيدة مهداة إلى فارس اثنينية هذا الأسبوع، فليتفضل..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :537  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.