شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور سلطان القحطاني ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أيها الحفل الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن الكلمات في موقف كهذا قد تتعثر أو قد تختفي، ولكن كرم مضيفنا هذه الليلة الذي قال عنا أننا تجشمنا عناء السفر، وجئنا من درجة ست درجات مئوية في الرياض إلى جو جدة الجميل فقد جمّله حرارة اللقاء وطيب الثناء، فله منا جميعاً الشكر والتقدير ولكم أيضاً لحضوركم هذا التكريم.
وإن كان عبد المقصود خوجه قد كَرَّم هذا العلم من أعلامنا الثقافية فإننا سنعود القهقرى أكثر مما عاد الدكتور عصام خوقير بخمسين سنة إلى حدود سبعين سنة، عندما كان والد المضيف من أعلام الثقافة والنقد الأدبي والذي كان يوقع "ابن رشيق" إن لم تخني الذاكرة، فلم يكن هذا جديداً على عبد المقصود خوجه، فالناس يبتدعون وعبد المقصود خوجه يرث، فقد ورث التكريم من والده عندما أسس عموداً من أعمدة الثقافة في كتاب "وحي الصحراء" مع زميله عبد الله بلخير -رحمهما الله-.
أما بالنسبة لإبراهيم الناصر فأعتقد أن مشواري معه طويل، وإن كنا نختلف في السن فإن الحرف قد جمعنا في عمر واحد، عرفت إبراهيم الناصر من "أرضٍ بلا مطر" عندما قرأتها ولم أرَ إبراهيم الناصر، وتعلقت هذه المجموعة القصصية في ذهني وأنا طالب ما بين المتوسطة والثانوية بقصة "أرض بلا مطر" التي عُنونت بها المجموعة، فوالله ما احترقت عشة إلا وسعيت إليها لأسأل صاحبها: هل فقد فيها مالاً كما فقد بطل إبراهيم الناصر ما جمعه في العشة التي احترقت على شاطئ البحر؟ وتعلقت بهذا الكاتب وقرأت له حتى أن جمعتنا الصُّدف أو الظروف المحسوبة عندما كنت أُحضِّر للدكتوراه في "الرواية في المملكة العربية السعودية نشأتها وتطورها"، وقسمت ذلك البحث إلى الرواد الذين بدءوا بالرواية التعليمية عبد القدوس الأنصاري وأحمد السباعي ومحمد علي مغربي، ثم وقفت عند التحول الذي بدأه المرحوم حامد دمنهوري -رحمه الله- الذي غادرنا إلى الدار الآخرة قبل أن يكمل مشواره.
استمر إبراهيم الناصر في نصوصه ملتزماً بتحويل الفن الحديث المرتبط بالواقعية المعالج لقاضيا المجتمع، وبدأ بـ "ثقب في رداء الليل" سنة 1380هـ، ولم يكن ناضجاً وهو يسمع الآن، ولكنه نضج في 1389 هـ عندما كتب "سفينة الموتى" عالج فيها سوء الأحوال الصحية في ذلك الوقت، وما عمل إبراهيم الناصر عملاً إلا وظهرت شخصيته فيه، وكان من الصُّدف التي جمعتنا لسنين طويلة أنني لم أكتشف أن بطل "أرض بلا مطر" الذي فقد ماله في العشة التي احترقت إلا أنه إبراهيم الناصر الذي كان يشتغل هو نفسه في تلك الشركة المنحوسة، وبقي إبراهيم الناصر يواكب الحياة في مستجداتها وفي متغيراتها، ففي زمن الطفرة ظهرت غيوم الخريف وعالجت تلك الطفرة التي ظهرت أو التي كست كثيراً من الناس برداء الغناء وهم لا يعرفونه بل ظلوا فقراء في أنفسهم، وتمسك بخطه المعهود فلم يقلد أحداً كما قلّد الكثير من الكُتّاب ولم يقتبس من الآداب الأخرى كما اقتبس الكتّاب الآخرون، بل أخذ يرسم ما يراه ثم يسجله ويمر هو بنفسه في شخوص روايته أو في مجموعاته القصصية.
سمعت أن الكثير قيل عن إبراهيم الناصر أنه لم يُدرَسْ أو أنه لم يتعرض له أحد، أول دراسة كانت مرة في إبراهيم الناصر هي الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية للشيخ أمين، ثم دراستي أنا أيضاً عن الرواية في المملكة العربية السعودية، ثم رسالة ماجستير خاصة في إبراهيم الناصر من ناصر الجاسم - جامعة الملك فيصل، وآخر دراسة كانت في العام الماضي عن نوره المرّي في جامعة أم القرى.
أيها الأخوة لو استمريت أن أتحدث عن إبراهيم الناصر فسيطول بنا الحديث وسآخذ الوقت عن الآخرين، وأنا دائماً أخاف ما أخاف من الوقت، فإن الزمن هو الليل الذي هو مدركي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عريف الحفل: الآن نستمع إلى كلمة سعادة الأستاذ حسين بافقيه الناقد المعروف.. ورئيس تحرير مجلة "الحج".
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :503  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 60 من 147
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج