شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( الحوار مع المحتفى به ))
الشيخ عبد المقصود: لا حاجة لسؤال الأستاذ عبد الحميد الدرهلي، لأن الأستاذ أجاب عن قضية الشعر النبطي.
عريف الحفل: الأخ أشرف سيد سالم يقول:
بينما نجد الجوائز الأدبية في الخارج تلعب دوراً في تطوير الإبداع وتوجيهه من خلال معايير غالباً ما تكون موضوعية نجد أن الجوائز في بلادنا لا تلعب سوى الدور التكريمي الذي قد يشوبه الانحياز الأيديولوجي فما السبب؟
الأستاذ عبد العزيز البابطين: الواقع عندما بدأنا في المؤسسة في الدورتين الأوليين ينطبق ما قاله الأخ السائل فعلاً كنا نوزع الجوائز وفي حفظ الله ورعايته، ولكن في السنة الثانية بعدما اجتمع مجلس الأمناء، بعد أن أنهيت فعاليات الدورة الثانية، تساءلوا ماذا قدمنا للمتلقي العربي؟ وماذا قدمنا للساحة الثقافية؟ كرمنا أناساً أعطيناهم هذه الجوائز، طبعاً نحن نعرف تماماً وأنا أعرف شخصياً لأني أعاني عندما أقوم بعمل قصيدة، الشاعر يقوم بجهد كبير عندما ينهي قصيدته، لا يقابل هذه الجهد بجائزة أربعين ألف دولار أو خمسين ألف دولار، ولكن من خلال إجازته من أولئك النقاد والعلماء الكبار هذا هو المكسب الكبير، هو المكسب المعنوي الكبير، نحن نعرف أن العلماء يقال: فلان أجازه فلان، فكبر عندما يجيزه عالم كبير، نحن في اللجان لا نضع إلا رجال نقد، علماء كبار، هم يجيزون الجائزة لهذا الشاعر، فالإجازة أهم من الجائزة، نحن الآن نقدم الحقيقة للمثقف العربي، نقدم له أمسيات شعرية، خلال الدورة، نقدم له ندوة لثلاثة أيام تبحث في سيرة الشاعر، ونقد شعر الشاعر اللي سميت الدورة باسمه، أيضاً أبحاث أخرى تتصل أو لها علاقة بالشعر ونقد الشعر، نحن نقدم بعكس ما كنا نقوم به في الدورتين الأوليين.
عريف الحفل: الأخ غياث عبد الباقي يقول:
قلة هم رجال الأعمال والأثرياء المسلمون العرب الذين يبذلون مما أعطاهم رب العالمين في سبيل التعليم والثقافة والأدب والمشاريع الخيرية المتنوعة التي فيها الفائدة لشعوب أمة التوحيد، فما الكلمة التي تقدموها لهؤلاء لعلَّهم يتبعون خطاكم وخطا أمثالكم من الأفاضل؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: في الواقع الحمد لله تتنامى هذه الروح في نفوس بعض رجال الأعمال، ونحن نسمع الكثير عن جائزة "أحمد زكي يماني" وعن جائزة المرحوم "سلطان العويس" وعن جائزة "سعاد الصباح" وجائزة المغفور له الملك "فيصل"، وجائزة.. كُثر الحقيقة، الآن بدأت تظهر جوائز في الساحة الثقافية العربية، طبعاً نتمنى بلا شك ونحن الآن نمر في دور ثراء عربي بعكس ما كنا نمر فيه قبل أربعين سنة، فالمفروض أن يتسابق رجال الأعمال، الحقيقة أن الدور الذي قاعد يقوم فيه حقيقة وهو متواضع جداً، وما قاله الحقيقة يدل على تواضع كبير، أيضاً هذا يعتبر الحقيقة رافداً كبيراً يصب في الساحة الثقافية العربية.
عريف الحفل: الأخ علي محمد الشهري يقول:
طالما ضيفنا الكريم يولي الاهتمام الأكبر للتعليم، وبما أن التاريخ الذي يُدرّس تشوبه بعض الأخطاء، ولعلَّ من الإنصاف أن نعرِّف الأجيال في المستقبل الحقائق المجردة، أتمنى على أستاذنا الكبير أن يُعنى بتصحيح ما احتوته كتب التاريخ لتستعيد الأمة ثقتها في علمائها وفي تاريخها.
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: والله هو بلا شك جهودنا نفر قليل، كلنا ما نتجاوز أربعة عشر نفراً، فبالتأكيد يُعتبر عمل فردي، ودائماً إمكانات الفرد محدودة يعني مهما اتسعت فهي محدودة، أنا والله لا أترك فرصة مع رئيس بلد، أو شخصيات مهمة في الوطن العربي، إلا آتي بموضوع التعليم وتطوير التعليم، وخلق الإنسان العربي المتعلم ضرورة قصوى، يجب أن نهتم فيها اهتماماً مركزاً، هؤلاء أبناؤنا وهؤلاء هم رجال المستقبل، فيجب الحقيقة على وزارات التربية وأيضاً الإعلام أن يهتموا بهذه الناحية، وأنا والله لا أدخر وسعاً ولا أترك فرصة تمر إلا أذكر هذا الشيء.
عريف الحفل: الأخ ماهر محفوظ يقول:
من المتعارف عليه أن من يطرق باب الشعر عاش فقيراً ومات كذلك، وما يدعو للاستغراب التوفيق بين متناقضيْن، شديدي التنافر فالشعر إحساس وتذوق وحب، والمال والأعمال هموم ومنافسة وبورصة ومصارف، فالتسائل هنا كيف استطعتم التوفيق بين هذين المتناقضين؟
الأستاذ عبد العزيز البابطين: في الواقع كلنا نعرف إنه في علماء فيزياء شعراء، وأطباء شعراء، نذكر محمد سعيد عبده كان قاصاً كبيراً وهو طبيب، الدكتور أحمد تيمور شاعر كبير وهو طبيب، بل أستاذ الطب في جامعة الأزهر، طبعاً في كثير من الأدباء هم بعيدون عن الساحة الثقافية في الواقع، وأيضاً في كثير من رجال الأعمال هم شعراء، وهل يجوز أن نحرم التاجر أو رجل الأعمال أو العالم من هذا الحق؟ لا يجوز، هذه مشاعر الله سبحانه وتعالى وموهبة يضعها في الإنسان، وهي نعمة من النعم التي أنعم الله بها على الشعراء، وتعدد المواهب هذه أيضاً نعمة من الخالق جلَّت قدرته.
عريف الحفل: المهندس جابر بن محمد الشهري يقول:
الغزو العراقي الغاشم على الدولة الشقيقة الكويت، ترك آثاراً متعددة على جميع المجالات التنموية والفكرية، آمل تفضل سعادتكم بتوضيح تلك الآثار على الحركة الأدبية في الكويت؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: والله هو في الواقع بلا شك كان الاكتساح اكتساحاً إجرامياً، لم يؤثر على الكويت أو الخليج أو الوطن العربي مادياً فقط، إنما أيضاً أثر نفسياً وحطم النفس العربية التي كانت طموحة، وبلا شك المثقف الكويتي اليوم وأعتقد حتى الخليجي يشعر بانكسار تجاه الصمت الذي خيم على الساحة والسكوت عن الجرائم التي للأسف الشديد قام بها النظام العراقي وخصوصاً موضوع الأسرى، هذا الصمت الحقيقة أثر كثيراً على نفوس الشعراء والمثقفين في الكويت وبالتأكيد حتى في الخليج.
عريف الحفل: المهندس عبد العزيز بن علي الكريدة يقول:
حقاً إن الشعر مشاعر تتدفق من وجدان الشاعر والقصيدة، والقصيدة ما هي إلا قالب يحمل هذه المشاعر وطبعاً تتعدد القوالب لتعدد المشارب والمناسبات كوسائل المواصلات تختلف باختلاف القدرات والأغراض ولا أعتقد أنه من الحكمة بمكان استخدام سيارة غالية فارهة للقيام برحلة صيد، وكذا مع المشاعر تظهر أجمل بلسان الشاعر إذا كان يريدها محدودة الانتشار، ما هو السر خلف قلق وانزعاج البعض حينما يستخدم الشاعر قالب لغته الدارجة؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: والله أنا ذكرت هذا الكلام، إنه هو تمزيق بلا شك لا ضير على الشاعر أن يستعمل لهجته ولكن هذا خوف على مستقبل اللغة العربية وعلى مستقبل الثقافة العربية، فمن لديه غيرة على الحرف العربي ولغة القرآن يجب عليه أن يتجه الاتجاه الصحيح في شعره، وأنا متأكد أن شعراء النبط غالبيتهم يستطيعون أن يقولوا اللغة العربية الفصحى، لأن سعة الأفق لدى الشاعر تؤهله بأن يقول شعره باللغة الفصحى، فلماذا التركيز على تمزيق هذه اللغة؟
عريف الحفل: الأستاذ الصحفي والأديب والكاتب محمد عبد الواحد يقول:
يقولون إن الأدب اقترن بالفقر ولكن أثبتما معاً المُحتفِي والمحتفى به، أن الشعر والأدب يمكن أن يعيشا في القصور ويناما على فراش من حرير أحيي فيكما شرف الصحو هذا وأرجو ألا تقتصر جائزة البابطين على الشعر وحده، ولا أزيد؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: الحقيقة سُئلت مرة هل ترغب في أن نناديك برجل الأعمال أو شاعر؟ قلت: لا والله، أرغب بأن تُنادوني الشاعر، وهذه كلمة صادقة يعني لا أجامل فيها أحد طبعاً، فربما انحسار دور الشعر في العصر الحالي وربما هذا الذي سبب نفور بعض الناس من أن يتهموا شعراء يشعرون بالحرمان سواءً المادي أو أشياء أخرى.
عريف الحفل: الأخ محمد العيسوي يقول:
أجزم بأنك كنت ولا زلت باراً بوالديك. فهل كلامي في مكانه؟ وما أهم ما كانا يوصيانك به؟ أدعو لك ولصاحب الاثنينية بالفوز في الدنيا والآخرة؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: والله بلا شك كانوا يوصوني بكل ما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين، وبلا شك برِّي بالوالدين هو يعني أنا الواقع أترجم ما أحسه داخل نفسي وما يحسه كل عربي مسلم داخل نفسه تجاه والديه بلا شك.
عريف الحفل: الأخ محمد طه خلف الناصر يقول:
أعمالكم الجليلة في خدمة الثقافة والأدب ستبقى منارة تضيء الدرب لكل العاملين في مجال الشعر والقصة وفنون الأدب الأخرى، أتمنى لو خصصت مؤسسة البابطين شيئاً للكتاب، كأن تكون هناك طبعة شعبية لكتاب شهري، دوري، يوزع بآلاف النسخ في شتى المكتبات العربية بسعر رمزي؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: أرجع وأقول بأن إمكاناتنا إمكانات فرد، وإمكانات الفرد دائماً محدودة، وبنفس الوقت إحنا كلنا نعرف إنه الشعر هو "أبو الفنون" وهو الفن العربي الأول فالاهتمام بالشعر هو اهتمام بكل الفنون الأخرى، وطبعاً أعتقد أن الشعر العربي يحتاج إلى جوائز عدة وليس إلى خمس أو ست أو سبع جوائز الآن هي موجودة على الساحة.
عريف الحفل: الأخ سعيد الخوتاني يقول:
لماذا جعلتم مقر جوائزكم القاهرة وليس الكويت؟ وهل أتت هذه الجوائز أُكُلها؟ واستفادت من مقرها؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: في الواقع نحن نحس في الكويت وأعتقد كلنا نحس في الخليج بأن فضل المصريين علينا حقيقة كبير في التعليم، كانوا يأتونا إلى الكويت في الأربعينات والخمسينات عندما لم يكن هناك وسائل ترف، لم يكن هناك تكييف، كانت طرقنا كلها متربة، حيطاناً من الطين، وكانت في ذلك الوقت بالأربعينات شوارع القاهرة تغسل بالصابون كل صباح، فالحقيقة جزء من الوفاء للأخوة المصريين نحن ارتضينا بأن الجائزة إقامتها في مصر، في شارع جامعة الدول العربية، مقابل نادي الزمالك.
عبد الحميد الدرهلي: (مقاطعاً) أول مدرس في الكويت من فلسطين.
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: هذا صحيح، بس كلهم الحقيقة ساهموا في النهضة التعليمية، ونحن لم نغمط حق إخوانا الفلسطينيين، فمثل ما سمعت قبل قليل وجود المكتبة هذا امتنان للفلسطينيين، وجود الجائزة الخاصة بإخواننا الفلسطينيين هذا امتنان يعبر عن امتنانا تجاه الفلسطينيين وهم إخوتنا على كل حال.
عريف الحفل: الأخ عثمان يوسف روبلي يقول:
ما دوركم في الأعمال الخيرية والثقافية بشرق أفريقيا؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: في الواقع تحرُّكُنا بأفريقيا ربما يكون أقل من تحركنا في الدول الإسلامية التي انسلخت من الاتحاد السوفياتي، ولكن مع هذا عملنا ثانوية باسم سمو الأمير أحمد بن عبد العزيز، الذي أكن له احتراماً كبيراً كبيراً في نفسي، بغض النظر كونه كأمير ولكن كونه كإنسان، حتى أن الرئيس عمر كوناري مر يوماً على هذه المدرسة في بداية... نحن افتتحناها قبل سنتين، مر عليها فسأل ما هذا الصرح؟ قيل له: هذه ثانوية عملها فلان باسم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، اتصل بي في الكويت وقال: إن أتيت إلينا في مالي سنفتتح هذه الثانوية بشكل رسمي، أنا سأقوم بالافتتاح، فكان في ذلك الوقت، تحتفل بملتقى بن لعبون وكان بين الضيوف الشيخ عثمان الصالح وعندما قلت له جاءني من الرئيس عمر كوناري، شجعني وتحمس وقال: أنا مستعد للذهاب معك، قلت له: إن المسافة طويلة، سنذهب من هنا إلى بلجيكا، بالطائرة، ثم إلى فرنسا، ثم إلى الدار البيضاء، ثم إلى نواكشوط، ثم إلى مالي، وأنت لا تتحمل، قال: لأ ما دام في هذا الطريق أنا أتحمل، وفعلاً ذهب، احنا طلعنا أربعة أو خمسة حتى أن الرئيس عمر كوناري أنزلنا بقصره (بالقصر الجمهوري)، وكنا نتغدى ونتعشى معاه ونفطر معاه، صباح، مساء، لمدة ثلاثة أيام، وافتتح هذه الثانوية في العاصمة (باماكو) ولدينا أيضاً ثانوية الكويت عملناها في مدينة أخرى في مالي، وكذلك عملنا مدرسة في الصومال، على حدود (لم تذكر معكم) على حدود كينيا منذ حوالي تقريباً عشر سنوات، وأيضاً لدينا خمس منح نعطيها لإخوانا الصوماليين، وخمس منح للنيجر، وخمس منح لمالي، وخمس منح لجميعة فاس سايس الثقافية التي رأسها أخونا "محمد القباج" وعلى فكرة أنا تغديت معاه اليوم في الكويت في بيتنا، كان موجود في الكويت في الصدفة، وعشرين منحة نعطيها للرئيس عبد العزيز بو تفليقة، هذا اهتمامنا في الجزائر.
عريف الحفل: الأخ عبد العزيز تركستاني يقول:
ما هي نصيحتكم لرجال الأعمال في الوطن العربي حول تجربة مؤسستكم الكريمة؟
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: والله أنا بأقول لرجال الأعمال ليس الذين لديهم ما لدينا هؤلاء عرفوا الطريق، لكن أقول للذين لم يعرفوا الطريق صدقوني لو بدأتم بهذا العمل الخيِّر حتى بداية مبسطة وبسيطة، ستسعدون سعادة كبيرة وستعرفون أن جهدكم الكبير في جمع هذه الأموال ستشعرون بالسعادة آنذاك.
عريف الحفل: حقيقة هي مداخلة وهي الورقة الأخيرة التي في يدي من الأستاذ محمد المختار الفال يقول:
لقد أثرت مشاعرنا الليلة وأثرت فينا مواطن الظلام التي تراكمت بفضل انكسارات كبيرة، أحيي هذه الرؤية الواضحة لتحقيق الأهداف الأمة تحتاج إلى بعض المؤمنين بقضاياهم مثلكم.
- الأستاذ عبد العزيز البابطين: الواقع أحب أقول كلمة، عندما ذهبنا لتوزيع المعجم، نحن وزعنا المعجم أنا والأخ عبد العزيز وقسم من بعض أعضاء مجلس الأمناء في غالبية الوطن العربي، نحن ذهبنا شخصياً حتى في الجزائر عندما كان القتل بالعاصمة، عندما ذهبنا إلى نواكشوط لتوزيع المعجم كان تأثر إخوانا الشعراء الموريتانيين تأثراً كبيراً، وقالوا: لقد أزحت العزلة عنا، لم نكن نعرف شعراء في المشرق العربي، كما أن شعراء المغرب لا يعرفونا تماماً، وكانت فرحتهم كبيرة كبيرة جداً، وطبعاً نحن يمكن تلاحظون في المعجم لم نضع البلدان العربية المملكة العربية السعودية شعراؤهم لوحدهم، والكويت لوحدهم، والعراق لوحدهم، بل عملنا الشعراء كلهم حسب الحرف الأبجدي، ستجد سليمان السوداني تحت سليمان الكويتي تحت سليمان السعودي وهكذا، وهذه طبعاً كان لها وقع كبير في نفوس الناس، لكن يهمني أقول لكم طرفة إذا تسمحون لي آخذ من وقتكم، عندما استلمت نسخة البروفة للمعجم من مطبعة "القبس"، وأنا أقول من اطَّلع على طباعة المعجم سهرت عليه للصبح حقيقية، من الفرحة لم أنم رحت أتجول بهذا البستان البديع، لفت نظري شاب مولود - هذا الكلام كان سنة 1995 - لفت نظري وجود شاب ولد سنة 1973 عمره 22 سنة قرأت له قصيدتين في المعجم أكّدت بما لم يدع مجال للشك بأنه سارقهم من مخطوط من الشعر الجاهلي، فاتصلت بالليل الساعة الثانية عشرة في الأخ عبد العزيز وقلت له يا عبد العزيز يبدو أننا (انخمينا) فالظاهر إنه ضحك علينا هذا الشاعر ودس نفسه بين شعراء العرب، وهذه فضيحة كبيرة، فأرجوك، قال إيش اسمه؟ قلت له فلان. قال باتصدق قبل شهر لفت نظري وشكيّت أيضاً فيه لأن شعره مسبوك سبكاً عجيباً، واتصلت بأبي القاسم محمد كرو (هو مدير مكتبنا في تونس) يغطي الدول المغاربية، وقلت له إن هذا الشخص أنا أشك إنه هذا شعر واحد عمره اتنين وعشرين سنة، اتصل بمثقفين وشعراء ونوادي في موريتانيا أكدوا له إنه هذا شاعر فعلاً، قلت يا عبد العزيز ما دام إحنا مولد المعجم فاضل عليه عشرين يوم تحت رعاية صاحب السمو الأمير وداعين له تقريباً حوالي خمسمائة مثقف عربي وشاعر، هذه فرصة جيدة أن نعطي للمتلقي العربي صورة عن فائدة هذا المعجم الذي أبرز على السطح شاعراً بالتأكيد مغموراً ولا أحد يعرفه، فاتصلوا مدة خمسة عشر يوماً أنا حتى قبيل موعد توزيع المعجم.. أو مولد المعجم، اتصل الأخ عبد العزيز إيش أخبار الشاعر اسمه أحمد نسيت اسمه أي اسمه أحمد ولد السالك، إيش أخباره لقيتوه؟ قال والله لقيناه بعد لأي، لقيناه يكد على حمير بين السنغال وموريتانيا، يا أخي هذا الرجل.. لكن هؤلاء العباقرة لا يخلون من مس، أنا طلبت حضوره في توزيع المعجم وفعلاً حضر الرجل، وباركت له عبقريته وإبداعه وإعجابي فيه، وحكيت له القصة أننا كنا نجيبك الكويت عشان انوري فوائد المعجم أنت كنموذج، فبعدما بدأ الحفل وزير الثقافة، تكلم كلمة وأنا بعدين تكلمت كلمة، بدأ بعض الأخوة الشعراء يلقون قصائد، طبعاً القصائد أنا بصراحة منبه الأخ عبد العزيز ومنبههم عبد العزيز على أساس لا نريد ثناءً على شخص معين بالمؤسسة نريد ثناءً على العمل فقط، فهم الحقيقة أثنوا على العمل ففوجئت وهو الرجل هذا ما له يعني ما له دور في... راح يلقي شعر في البرنامج، أخذ الميكرفون ثم قال: أنا لست كباقي الشعراء يذهب إلى عتبة الخليفة ويتمسح بالخليفة ونزل، طبعاً أنا فوجئت رحت أخذت الميكرفون قلت يا أخي أولاً أنا لم أطلب لا منك ولا من الأخوة بل أكدت على الأخوة الشعراء أن لا يذكروني. هم ذكروا المعجم، ثم هل سمعت في عمرك كله إن الخليفة يجي للشاعر أم أن الشاعر يروح للخليفة ما أنا جاييكم من أقصى المشرق من الكويت أنا جاييكم فالحقيقة هو أحرج، أحرج حتى إنه هرب، يعني أنا بعد ما خلصت أنا والله ما أثر هذا في نفسي لا والله بإعجابي فيه واحترامي له، دورته لقيته مسكين هرب وخجل ولا شفته إلى اليوم، آسف يعني أخذت من وقتكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :527  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 175 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.