شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق الأستاذ عبد العزيز السريّع ))
لكن بما أن الأخ أبو سعود تلطف وذكرني، يمكن أنا ما لي بحاجة إلى إثبات أو دليل، على أن الأخ أبو سعود ما كان مجرد دفّاع فلوس، يمكن من خلال عرضه وسرده عرفت أنه على إلمام بأدق تفاصيل العمل، وأنه لو أتيحت له فرصة من الوقت لبين لكم كثيراً من دقائق العمل وأسراره وفنيّاته، صحيح نحن بنعمل بأمرته وداخل مؤسسة يتيح لنا فيها الفرصة أن نعمل بشكل جدي وبشكل علمي ويعطينا من الوقت، ويعطينا من الإمكانيات ما يسمح لنا بأن تجوّد في عملنا، لكن كانت يده معنا في كل شيء وكان على صلة بأدق التفاصيل الفنية، حتى أني أذكر على سبيل المثال: أن أحد الكتب المهمة أردنا أن نأخذ رأيه فيها وكان في ألف صفحة أرسلناه له في المصيف، فأخذ بيده ثلاث ليالي لم يأخذ فيها راحة، ثلاث ليالي وأرسل لنا وعليه تعليقات والله أعتقد أنه ما في أستاذ بليغ ورصين ومتمكن يستطيع أن يبدي مثله، وبحرص بالغ لم يترك شاردة ولا واردة، نبهنا إلى كثير من المسائل المهمة وكانت مفيدة ودقيقة. هذا أمر، الأمر الثاني: الأخ أبو سعود في جانب آخر يمكن ما قاله، نحن في الكويت عندنا وأظن أيضاً في المملكة وفي كثير من البلدان نقول كلمة دائماً ونرددها "بأن اللي ما في خير لأهله ما في خير لأحد" أبو سعود خير الناس لأهله، وأنا أعرفه منذ الطفولة، أعرف الأخ عبد العزيز منذ الطفولة، أعرف إنه بار بوالديه بِرّاً شديداً، يعني أمثلة كثيرة لو أتحدث فيها أفيض، أيضاً أعرف إنه على صلة غير عادية بأولاده، وبإخوانه، وبأسرته، لكن على سبيل المثال: أسامة عبد العزيز البابطين وهو قاضي ومدير إدارة مهمة في وزارة العدل في الكويت (محامي)، يحدثني يقول: لما كنا في المدرسة كنا نخاف، ما نخاف من الأستاذ ولا نخاف من المدرسة، نخاف على مشاعر الوالد، نخاف أن نكدره، فقط هذا الذي كان يحثنا على أن نبذل مجهوداً أكثر، وأنا أعرف أنه كان يراجع أسبوعياً رغم مشاغله الكثيرة والهامة العديدة، يراجع، وهذه كانت تسعد المدرسين، المدرس يسعده أن ولي الأمر يهتم بابنه، فكان هذا نوع من الاهتمام، وأذكر مرة أنه يحدثني وهو جاء على عجل ليوم واحد للكويت يقول له: ليش يا أخي، ليش مستعجل؟ قال لي: هذا يوم من أسعد أيام حياتي، شنهو هذا اليوم؟ كان اثنين من أولاده، إحدى البنات، وأحد الأولاد، حاصل على جوائز تفوق وعاملة لهم المدارس، مدارسهم مع زملائهم المتفوقين حفلات تكريم وداعين أولياء الأمور. لم يفوِّت هذا رغم إنه كان على مسافة بعيدة جداً من الكويت، وحضر هذا التكريم ورجع، في كثير منا يتقاعس عن ذلك. وما يفعله وهو حتى موجود في نفس البلد، هذا يعني من مكونات شخصيته التي أنا شخصياً معجب فيها جداً، وأنا طبعاً شهادتي فيه مجروحة، لأني أعمل معه، وحبيت العمل معه وأتمنى أني أكون إن شاء الله أدي واجبي معه إلى الأبد.
الشيخ عبد المقصود خوجه: هناك مداخلة صغيرة جداً على الكلمة التي قالها كأب، أرجو من كل أب منكم، ومن كل صديق منكم، ومن كل حاضر منكم، أن يخبر كل من يعرف أن يحضر يوم الآباء في المدرسة، فمع الأسف الشديد ما رأيته وما رآه زميلي الدكتور عبد الله مناع يُبكي، أن بعض الآباء لا يحضرون بالسنة والسنتين ولا مرة، فهلاّ ذكرتم هذه القصة؟ وعندما قال الأخ عبد العزيز السريِّع، أنه أتى من مسافة بعيدة تعني ربما ساعات وساعات بالطائرة - يا جماعة زيارة المدرسة لا تعني أكثر من عشرة، خمس عشرة، عشرين دقيقة بالسيارة، والله عانينا في مدارس دار الفكر وفي غيرها قبل ذلك، وأنا أطالب طبعاً، باعتبار أبنائي تتفاوت أعمارهم بين ستة وأربعين سنة، وحفيداتي الآن إلى ثلاث سنين، وأنا أتابع دراسة كل منهم، شيء يزعج ويؤلم، فأرجوا أن تُنقل هذه القصة وشكراً.
الشيخ عبد العزيز البابطين: اسمحوا لي بمداخلة، دقيقتين معليش فقط دقيقتين، تعقيباً على ما قاله الأخ عبد العزيز، أولادي إذا تخرجوا من الجامعة لا أدخلهم معي في العمل، مثلاً: أعطيكم مثالاً على سعود، وهذا ينسحب على بقية إخوانه، سعود بعدما تخرج وجدتُ له عملاً لدى بنك الكويت الوطني، موظف بسيط اهتم فيه المدير ومرره على كل الأقسام خلال ثلاث سنوات ونصف، حتى يستطيع الانضباط بالدوام والخروج من الدوام والتعامل مع الناس، بعد أن أنهى ثلاث سنوات ونصف، أرسلته إلى أمريكا ليعمل لدى شركة موزع مواد غذائية لمدة سنيتين ونصف في سبع ولايات، وهو الذي يسوق السيارة ويوزع ويحاسب، بعدما أنهى السنتين والنصف في أمريكا، اشتغل في شركة في لوزان لمدة ستة شهور، أنهى هذه الدورات -أنا أسميها- دورات، جاءني إلى المكتب قال: الآن أنا انتهيت، سألته: هل تريد أن تعمل معي؟ قال: طبعاً، قلت له: أنا أعمل لك برنامجاً، تقبل بهذا البرنامج مهما كان؟ قال: طبعاً أنا أقبل بهذا البرنامج، فقلت له: أسبوع تعمل فرّاشاً، تجيب لي أنا بس، تجيب لي شاي وماء، ووافق، وأسبوعين مراسلاً، تروح تجيب البريد مشياً على الأقدام يومياً، وشهر مساعداً مع مدير مكتبي، وشهرين خليته مديراً لمكتبي، ثم بالمحاسبة إلى أن الآن الحقيقة له الفضل الأكبر بعد الله في تفرغي تقريباً، أعطاني وقتاً واسعاً، مساحة من الوقت لأن أعمل بالساحة الثقافية. طبعاً أنا تعمّدت إني اشغله فرّاش ومراسل، حتى يحس بمشاعر الآخرين وحتى لا يتعامل مع هؤلاء بطريقة فوقية، ومترفعة، وهو الآن بالتأكيد لو عرفتوه يعجبكم.
الشيخ عبد المقصود: ترى يا سيدي هنا وهناك، أبناؤنا أيضاً يسوقون السيارات ولكن يسوقون (الفراري) و(اللامبرجيني) و(الرولزرويز) تفضل.
عريف الحفل: لو سمحت لي الشيخ طالما ابنك اشتغل فرّاش فنعم العمل هذا أن يشتغل فرّاش عند والده، عموماً الأسئلة كثيرة ونرجو من سعادتك أن تختصر الإجابات كسباً للوقت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :449  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 174 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل