شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء السابع عشر (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين (اثنينية - 228) > كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله مناع رئيس تحرير مجلة الإعلام والاتصال.
 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله مناع
رئيس تحرير مجلة الإعلام والاتصال ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساءكم بكل خير، إذا كان دكتورنا الدكتور محمد بن سعد لم يعد كلمةً يقولها في مناسبة تكريم الشيخ الأديب المثقف عبد العزيز البابطين فأنا كنت مثله على نحو آخر، فقد عدت من القاهرة في مساء يوم أمس متأخراً وقد كنت ذهبت إلى هناك لألملم بعض بقايا معرض الكتاب الذي لم أتمكن من حضوره، لكن الحقيقة المشاركة في الترحيب وفي التكريم للشيخ عبد العزيز البابطين ترقى عندي إلى أعلى المراتب، لأننا أمام نموذجٍ فريد في عالمنا العربي، وخاصة في هذه الأيام أو في هذه السنوات، نحن أمام نموذج عصامي في بدايته، عصامي في بناء شخصيته الأدبية والعملية، وعصامي في بناء ثروته، وعندما تحققت له هذه الثروة لم يبخل بها على الآخرين، ولم تزدهُ طمعاً ولم تزيده حرصاً، ولكنها دفعته إلى آفاق لم أكن لأتخيلها قبل قراءة السيرة الذاتية التي قدمت هذه الليلة والتي اطلعت عليها هذا الصباح، نحن مع رجل فعلاً نموذج يُحتذى، ونموذج من النماذج النادرة في زمن عزت فيه العناية بالأدب وبالكلمة وبالشعر والشعراء، وبالفكر عموماً، ولا بد من مخاطبة نفسي في أنني كنت دائماً أتحفظ على مدائح الاثنينية، فالاثنينية اعتادت أن تستضيف كتّاباً وأدباءً وشعراءً ومفكرين، ولكنها كانت أقرب ما يكون إلى الإغداق في المدائح عليهم، على جميعهم وقد كنت أتحفظ على هذا، ولكن لأن الاثنينية صاحبها الشيخ عبد المقصود خوجه فهو أيضاً رجل يكثر من مدح أصدقائه ومعارفه بشكل أحياناً قد يكون كبيراً، إلى الحد الذي جعلني أقول أن لدى الشيخ عد المقصود برطمانين من العسل، واحد على يمينه، والآخر على يساره.
- الشيخ عبد المقصود: نسيت الثالث يا أخي.
الدكتور عبد الله مناع: سيأتيك، فإذا ذُكِر اسم أديب من الأدباء أمامه أثنى عليه ثناءً عاطراً حتى تظن أنه الأول والأخير، وأن لا قبله ولا بعده في الشعر على وجه الإطلاق، فإذا ذُكِر شاعر آخر، ربما بعد ساعة أو بعد سويعة، فإذا بالمدائح تقال للشاعر الثاني بنفس القدر، وهكذا الشيخ عبد المقصود مغدق في مدائحه...، ربما تعبر عن عواطفه، تعبر عن مشاعره الطيبة، لكن الحقيقة في النهاية، نحن قدام شلال من المدائح والثناء، وقد نهجت الاثنينية ذات المنهج بشكل أو آخر، أنا في هذه الليلة وكما سُرقت الورقة الأولى من خطاب الأستاذ عبد المقصود الليلة، سأسرق البرطمان، برطمان العسل لأغرف منه على الشيخ عبد العزيز البابطين لأنه فعلاً يستحق، ليس مجاملة، وليس مَجّانية في المشاعر، فقد لا يعلم الحاضرون أنني في هذه الليلة ألتقي بالشيخ عبد العزيز البابطين لأول مرة، وقد لا يعلم الحاضرون أني لم أشارك في أي ندوة من ندواته التي عقدها في الكويت، وقد لا يعلم الحاضرون أني لم أُدعَ لمناسبة من المناسبات ولا تربطني بالشيخ عبد العزيز البابطين أية علاقة قبل هذه الليلة من قبل، ولكنني أمام علاقة صنعها دور الشيخ عبد العزيز البابطين وفهمه وهذا الإغداق في الجوائز وهذه العناية بالبعثات وبالكليات وبالدراسات، وبالجائزة الشعرية، نحن فعلاً أمام نموذج نرجو أن يتكاثر ويتعاظم ويزداد، في الماضي عندما كنا نقرأ عن هدى الشعراوي وعن تقديرها للرسامين وللفنانين التشكيليين، وأنها كانت تقيم مرسماً مجانياً لأولئك الفنانين الموهوبين، الذين لا يجدون قوت يومهم، أو لا يجدون ما يعينهم على الحياة، ولكن يشغلهم الفن، فكانت تقيم هذا المرسم المجاني، وتمدهم فيه بالطعام والشراب، وينامون، ومرسم مفروش، حتى يتمكنوا من الإنجاز.
أنا كنت أعتبر أن هذا من هدى شعراوي عمل ضخم جداً وكبير للغاية، أنا لا أجد أن ما كان ليس تقليلاً من قدر هدى الشعراوي ولا من مكانتها، ولا من الظرف الذي كانت فيه ولكنني أجد أمام عطاء الشيخ عبد العزيز أننا أمام مقارنة تكبر في جانب الشيخ عبد العزيز وتتواضع أمام هدى شعراوي، أنا عندما أتذكر أيضاً "طلعت حرب" الاقتصادي المصري العظيم، وكيف كان بالنسبة للاقتصاد المصري حياة وحيوية، وأيضاً اهتماماً بالفن والفنانين والأدباء، دعماً وابتعاثاً وتكريماً، عندما نقارن ما فعله طلعت حرب على جماله وجلاله في تلك الأيام، ولكننا نجد أن الشيخ عبد العزيز قدمه أكثر وما هو أكبر، أنا أحيي الشيخ عبد العزيز في هذه الأمسية وأرحب به أجمل ترحيب وأعظم ترحيب، وسعيد بلقائه وسعيد بكل ما عمل، وسعيد بكل ما فعل، وصدقوني إني أخاف على ماله الآن بأكثر مما كنت أخاف عليه من قبل، نقول أيضاً أننا، الزمن يعني جفافه ورغم انصراف الناس عن الكلمة وعن الثقافة وعن الأدب وعن الفكر وعن تكريم هؤلاء جميعاً، لكننا لم نعدم رجلاً مثل الشيخ زكي يماني، عندما أقام جائزة شاعر مكة، التي ما زالت مستمرة، وهي صاحبة جوائز في الشعر وفي النقد، وهو أيضاً استن بهذا سنة حميدة، هي طبعاً جاءت بعد جائزة الشيخ عبد العزيز البابطين وأيضاً هناك جائزة أخرى للشيخ عبد العزيز التركي، لم تحظَ بعد بما حظيت به جائزة الشيخ زكي يماني، أو جائزة الشيخ عبد العزيز البابطين.
أنا أحيي هؤلاء جميعاً، وأرحب بالشيخ عبد العزيز وسعيد بهذه المساهمة، وأعتبر أن كل الذي قلته قليل في بحر كرمه من كثير، الشيخ عبد العزيز البابطين ابن الخليج، والخليج عاش زمنه بمدنه وقراه على صيد اللؤلؤ، حياتهم كلها كانت على صيد اللؤلؤ -وصححوني إن كنت قد أخطأت- ولكن جاء زمن تراجع فيه اللؤلؤ وحل محله النفط، وجاء زمن اتُهِم الخليجيون بأنهم أهل نفط وصحراء، وأن لا فكر على خليجه ولا كلمة على ضفافه ولا مثقف في ظلاله، أعتقد أنهم كانوا يظلمون الخليج ويظلمون مثقفيه، ويظلمون مفكريه، وأعتقد أن الشيخ عبد العزيز البابطين بهذا العطاء الذي قدمه إنما قدم وثيقة عملية لكل أولئك الذين ينتقصون من الخليج ومن أهله، يقول الشاعر أبو الحسن التهامي:
نزدادُ همّا كلما ازددنا غنىً
والفقر كل الفقر في الإكثار
 
وإذا كنت أتفق مع الشاعر في صدره، ولكنني أخالفه في عجزه وأقول بأن الغنى كل الغنى في الإكثار إذا كان الغنى هو الغنى الذي استخدمه ومثله وعاش به ومعه الشيخ عبد العزيز البابطين، تبقى كلمة أخيرة، إذا انقطعت الآن أو انقطع صيد اللؤلؤ والبحث عن اللؤلؤ ومغامرات اللؤلؤ فقد بقيت لؤلؤة كبيرة، اسمها الشيخ عبد العزيز البابطين التي نحتفل بها فحيّوا معي الشيخ عبد العزيز البابطين.
والسلام عليكم رحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :464  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 166 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.