شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة المربي الفاضل الأستاذ عثمان محمد مليباري ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد والثناء لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأذكى التسليم على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه إلى يوم الدين...
أخي العزيز الأستاذ عبد المقصود؛ سادتي الأدباء والعلماء، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مِنْ عادتي أن أوجه في كل اثنينية سؤالاً لضيفها، ولكنني في هذه الأمسية أترك هذه العادة وأجلس أمامكم فألقي كلمةً أرجو أن تكون قصيرة جداً عن المحتفَى به حتى أفوز برضاء عميد الأمسية وعريفها.
أيها السادة:
تعود زمالتي وصداقتي مع المحتفَى به مع الأستاذ الغالي عبد الله أحمد الداري منذ مدة طويلة، لقد عرفت هذا الرجل منذ ثلاثين عاماً أو أكثر في حفل خطابي أقامه العمدة الأستاذ عبد الله عمر خياط، وقد ألقيت وأنا طالب معهدي كلمة المناسبة وسط حضور من طلبة المدارس الحكومية، قوبلت مع الأسف بعدم الاستحسان والإعجاب، فأنتابني الضيق ولكن أخي الداري سارع في إزالة ما أحسست به من الكآبة فقال لي بصوت خفيض: أحسنت...
ويبدو أن استحسان الداري لكلمتي تلك راجع إلى عاطفته الدينية وتشبعه بالدراسات الدينية واللغوية التي تلقاها في مدرسة دار العلوم الدينية بمكة المكرمة، ربما كثير من المحاضرين لم يسمعوا عن هذه المدرسة ودورها في نشر تعاليم الدين الإسلامي داخل المملكة...
لقد تأسست هذه المدرسة عام 1453هـ من قِبَل الشيخ محسن بن علي المسامي رحمه الله واحتوت على مراحل متعددة، وهي المرحلة التحضيرية والابتدائية والثانوية والمرحلة العالية، واتخذتْ هذه المدرسة مقراً لها في شعب علي جوار مولد سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وأدت هذه المدرسة رسالتها نحو طلبتها أبناء جنوب شرق آسيا، إذ قامت بتدريسهم علوم الدين واللغة العربية وعقيدة السلف الصالح، مما دفع الكثير منهم للعودة إلى بلادهم دعاةً ومرشدين وعندما أصبح الداري موظفاً مسؤولاً في إدارة البريد بمكة المكرمة تعاون مع الصحافة المحلية فقد كان ينشر خواطره الصحفية ونبضات قلبه الأدبية في (البلاد) السعودية و(حراء وقريش وعرفات والأضواء والرائد) حتى طلع علينا بسؤاله الشهير: وهو (هل عندنا أدب؟) وجهه لمعظم أدبائنا الكبار وكتّابنا المرموقين وللصحفيين العرب الذين كانوا يعملون في جرائدنا اليومية ومجلاتنا الأسبوعية، وكان ينشر ما يرد إليه من الأجوبة تباعاً في جريدة حراء ومعظم هذه الأجوبة التي قرأتُها كانت تفصح عن وجود أدب عربي رصين في مملكتنا الحبيبة.. عن وجود شعر وقصة ومقال وسيرة وخاطرة تمثل شخصياتنا الإسلامية الحضارية، وتعبّر عن آمالنا وتطلعاتنا نحو الغد في ظل حقائق الوجود وقضايا الحياة.. نعم عندنا أدب متميز بتصوّرِهِ وفنه ـ ولكن معظم أدباء العالم العربي إن لم يكن كلهم ـ لا يعرفون سماته ولم يطلعوا على مضمونه لقد حان الوقت أيها السادة لإبراز أدبنا وتصديره إلى الخارج.
ونعود إلى أخينا الحبيب الأستاذ الداري الذي قرر فجأة ترك وظيفته الحكومية وانتقل إلى مدينة جدة وعمل في جريدة (عكاظ) مسؤولاً في التحرير، وأسندت إليه إدارة الجريدة عدداً من الأعمال التحريرية، ونجاح الداري في هذه الجريدة وغيرها راجع إلى الدّعامة الأولى، وهي الثقافة العامة والقراءة المستمرة، بالإضافة إلى حرصه الشديد على التعرف لكل ما يجري في المطبعة، فقد كان يحترم عاملها الذي يقف أمام ماكينة جمع الحروف وتوضيب الصفحات، وكان لا يتردد في سؤال عامل المطبعة عن أمر يجهله من أمور الطبع حتى اكتسب خبرة فنية وسط هدير المطابع وروائح أحبارها. وقد توفرت في الداري القدرة على العمل الدائب والتصرف السليـم والكتابة في مختلف الميادين والإلمام بالنواحي الفنية في التصوير خاصة وأنه كان يستخدم الصور ويضعها في التحقيق الصحفي لجذب القراء.
ومرة زرته في مكتبه بالجريدة فرأيته عابس الوجه مقطب الجبين فأدركت أن لديه مشكلة، وهي أن الداري يريد مزيداً من المساحة على صفحات الجريدة للأخبار والمواضيع الثقافية... ولكن لا حيلة له فيما يريد... إنها الإعلانات ـ والإعلان كما تعلمون الدعامة الأولى لمالية الجريدة وتوسيع انتشارها وزيادة عدد قرائها...
ويشعر الداري بسعادة غامرة بمولد مواهب جديدة وكفاءات شابة في الصحافة، وقد رعى هذه المواهب لأن الصحافة في نظره مران وتجربة وعلم وموهبة... وقد لقي الأساتذة عبد الله حسنين وعبد الله بامفلح ومقبول الجهني والشريف منصور العبدلي رحمه الله وغيرهم تشجيعاً ومؤازرة من الداري في البحث عن أخبار المجتمع والرياضة وصياغتها بجمل وفقرات قصيرة. وأشاد الداري بموهبة (عبد الحليم رضوي) منذ أن كان طالباً، تكلم عن تطلعاته ونشر عن لوحاته ومشروعاته الفنية رعايةً لفنه وتقديراً لريشته، والشكر موصول لأخي العزيز الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي تذرع بالصبر وأخرج الأستاذ الداري من صومعته وأقام له هذا العرس الثقافي. أيها السادة شكراً لكم لحسن استماعكم...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: مع شاعر الإحساس المرهف أستاذنا الأستاذ أحمد سالم باعطب أتمنى أن نستمع إلى قصيدة بهذه المناسبة:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :446  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج