شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة
الدكتور عبد الباسط بن عبد الرزاق بدر ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلَّى الله وسلم على خاتم المرسلين وعلى أنبياء الله ورسله أجمعين وآله وصحبه، تتدافع في نفسي مشاعر كثيرة مختلفة الاحترام والامتنان، والرضاء والحبور، والقلق والخشية...
الاحترام الكبير: لرجل جعله الله من المتميزين فعلى مر العصور كانت فئة متميزة من الناس بل وأفراد معدودون آتاهم الله هبة تقدير الجهود والعطاء والاهتمام بأهله، والامتنان لما أوْلاينهِ من فضل كبير بهذه المكرمة...
وتتدافع في نفسي مظاهر الرضاء والحبور أن يجد المرء واحة تهدهد نفسه وتمسح عنه وعثاء الطريق، فيستعيد ما تفقده إياه المعاناة أحياناً والاحباطات أحياناً. والقلق والخشية من أن تتملكني نشوة الثناء ويدخل إلى نفسي ما لا أحبه لها فتقع في دلالة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لفئات من الناس يوم القيامة قد فعلت كذا ليُقالَ وقد قيل.
اللهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق وأسألك أن تسدد خطانا وتجعل رضاك غايتنا ومبتغانا، أقدم شكري العميق لإخواني الذين تفضلوا بإلقاء كلماتهم، وتحدثوا بقلوب محبة وبأعين راضية ترى الخير، اللهم اجعلني كما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون.
لا شك أيها الأخوة أن للتجربة الإنسانية أبعاداً إيجابية هي التي تحرص عليها نناقشها ونستفيد منها وقد يكون صاحبها أول المستفيدين إذا وقف بين الحين والآخر يستعرض خطوات الأمس القريب والبعيد يقوّمها، يستخلص منها ما يصحح خطوات الغد القادم، وهي أيضاُ مفيدة للآخرين بنجاحاتها بل وباخفاقاتها فالسعيد من اتعظ بغيره، إنما ذكر الأخوة المتحدثون وتلك المحاور هي ما أكرمني الله بأن أنفق سنوات عمري، وما أعطانيه من جهد وقدرة، لقد وجدت متعة حقيقية في العمل الجامعي بل وفي التعليم الذي استغرق قرابة ثلاثين سنة من عمري بعامه، لأنني كنت أجد فيه حقاً العطاء الصادق، كلما وجدت بذرة نبذرها في النفوس فيزهر منها يزهر ويتحول إلى عطر تستفيد أو يعبق في مجتمعاتنا، ووجدت في الأدب الإسلامي آفاقاً واسعة تقدم للآخرين المتعة والفائدة في آن واحد بل وتنقل إليهم القيم الإيمانية أو تعززها فيهم على أقل تقدير.
أما المدينة المنورة فقصة أخرى، وجدت فيها تراثاً ضخماً موزعاً في مئات الكتب والمخطوطات، وفي آلاف الوثائق تراثاً ذا رسالة كبيرة لأنه تراث الإسلام وتراث المسلمين، وآلمني عندما بدأ لقائي بِقَدَرِ الله بهذا التراث فلم يكن من تخصصي في الأصل، وآلمني عندما فوجئت بأنه لا يوجد هناك كتاب واحد يجمع تاريخ المدينة بين دفتيه وهي التي في قلب المسلمين جميعاً، وآلمني أن أجد هذا التراث في شتات كبير في الكتب المطبوعة في الوثائق والمخطوطات المنتشرة من أقصى الدنيا من الكونجرس إلى أندونسيا، ومن أقصى تركيا إلى جنوب أفريقيا، فأكاد أن أقول ما من هناك من بلد إسلامي وبل وغير إسلامي تقريباً إلا وفيه شيء عن المدينة، هذا ما كشفته عندما بدأ لقائي مع المدينة الحقيقة؛ كأنما كان مقدراً لي في رحم الغيب من قبل، وأنا الذي بدأت في طريق الأدب ولكن عندما أتذكر أن هذه المدينة كانت حلماً يتخايل منذ الصغر، عندما كان والدي جزاه الله كل خير على ما وجهنا وربانا، كان يترنم بأناشيد في حب المدينة وهو العاشق لها عن بعد كبير، وكان حلمه الكبـير أن يـزور المدينـة أو يراها ولو لبضعة أيام وكنا صغاراً، فكنا نجد حلاوة تلك الأناشيد ومعنى لا ندرك أبعاده لكن ندرك جماله ووقعه في نفوسنا، فنشأنا وأن هناك شيئاً في هذه المدينة، ثم أكرمني الله بأن آتي إلى المدينة وأن أعيش فيها وأن أدرس فيها ثم عندما شاء الله بقدره أن أكلف تكليفاً بمراجعة كتيب عن تاريخ المدينة، فوجدت فيه أشياء عجيبة من تداخل الأساطير والأخبار، ففزعت إلى المصادر كما نفعل في دراساتنا وبدأت أبحث عن كتاب يجمع في دفتيه تاريخ المدينة على نحو كتاب المرحوم يوسف السباعي (في تاريخ مكة) فآلمني ألا أجد، فوجدت كتاباً للمرحوم الأستاذ عبد السلام الحافظ ولكن في عجالة شديدة والرجل كان في ظروف مرضه رحمة الله عليه، ورغم ذلك كتابه تنبيهاً إلى عدم وجود كتابة حقيقية، ثم بدأت رحلة عشق حقيقية مع المدينة، ويعلم الله بأنني كنت أجد نفسي متجهاً بلا شعور وبدون قصد مني وكانت كل ظروف حياتي توجهني توجيهاً إلى أن أستمر استمراراً في هذا الكتاب، وتحولت من قضية مراجعة إلى قضية أن أسدَّ ثغرة في مكتبة المسلمين وفي قلوب الذين يحبون المدينة، وعملت خمس سنوات ثم وجدت أن الأمر لا بد أُخْرِجَ شيئاً ووجدت أن تراث المدينة أكبر بكثير من أن يقوم به فرد، فولدت فكرة إنشاء مركز متخصص لبحوث ودراسات المدينة المنورة، كتاب تاريخ المدينة المنورة صنعته بجهد إضافي لا شك، وحاولت أن استقصي فيه كل ما وصلت إليه في ذلك الوقت، واستغرق الأمر مني ذلك الوقت طويلاً، وعندما شعرت بأن هذا العمل لا يكفي كنت في أحد خيارين: إما أن أسترسل في البحث والدراسة سنوات أخرى ولا أصل إلى شيء، أو أن أخرج الطبعة الأولى ثم بعد ذلك اجتهد لتكون الطبعة الثانية أكثر وأكثر، فكل جهد بشري لا يمكن أن يصل إلى درجة الكمال والكمال لله وحده وفعلاً أخرجت هذا الكتاب.
هذا الكتاب كان فيه كما لفت النظر الأستاذ محمد هاشم رشيد نوع من التركيز إلى حد ما على الجانب السياسي بدأت في الجانب الشمولي والعمراني والاجتماعي خاصة في مرحلة يثرب، ثم مرحلة العهد النبوي، ثم بعد ذلك تقطعت بي السبل في المصادر وتعبت تعباً شديداً، وجريت وراءها من استنبول إلى لندن إلى القاهرة إلى مكتبات هنا فوجدت أن الكثيرين كتبوا عن المدينة في مرحلة ما (يثرب) العهد النبوي طبعاً هذا استقطب كتابات كثيرة، ثم العهد الراشدي والأموي الشيء القليل، ثم تنقطع السلسة حتى في كل مصادرنا التاريخية الرئيسية لا نكاد نجد إلا نُثارات في أطراف السنوات، أحياناً تمر أربعون أو خمسون سنة فيأتي خبر عند الطبري أو عند ابن كثير ويقول وفي سنة كذا حدث كذا وكذا، في الحقيقة أدركت أن الذين لم يتجردوا لجمع تاريخ المدينة من قبل ربما صُدِمُوا بهذه الحقيقة، هناك ثغرة هائلة بعد العهد الراشدي إلى أعتاب العصر الحديث أخبار متقطعة وهي المدينة الحبيبة........ موجودة... اجتهدت أن أتتبع كتب التراجم كتب الرحلات الرحالة الذين يأتون يصفون، فبدأت ألملم وأكتب البطاقات وأحاول أن أصنع صورة أقرب إلى التسلسل، للأسف كثير من مؤرخينا يركزون على الجوانب السياسية، وعلى الأحداث وعلى ما جرى في أمارة فلان وعلى الحرب التي قامت في كذا وكذا، فلذلك كنت أتعب في استخلاص الجوانب الاجتماعية، الثقافية العمرانية أريد أن أرسم صورة شاملة، وبالفعل استطعت في يثرب أن أرسم لها صورة متكاملة في العهد النبوي نعم، بعد ذلك منذ العهد الأموي إلى الجانب العمراني جيد بعد ذلك حقيقية بدأت أركز، أسير في الطريق الذي أجد فيه المادة وأستخلص ما استطعت ثم بعد خمس سنوات، عندما قررت أن أخرج الكتاب ليكون طبعة أولى أدركت أن هذا ليس نهاية الشوط، إنما هو بدايته وخشيت من أن أؤجِّلَ وأسوّفَ فيموت المشروع واقتنعت كل الاقتناع أنه يجب أن نضع في الساحة شيئاً ما، ثم نبدأ ونبني عليه وإلا سيبقى الفراغ مستمراً كما بقي لعشرات السنوات، وأخرجت الكتاب في ثلاثة مجلدات وكانت ردة فعل متفاوتة له خاصة الفترة التي ما بين نهاية العهد الأموي أو منذ بداية العهد الأموي إلى هذا العصر الحديث فيه أشياء يألم لها المرء فيها أحداث عجيبة ما يتوقعها أن تحدث لكنها موجودة متفرقة في الكتب تجد أحياناً صورة المدينة صورة روحية رائعة نحرص عليها وحقيقة أنا أول من صُدِمَ أحياناً بالجوانب السلبيات، عندما أجد أحياناً عندما أجد اقتتال، عندما أجد مشاكل، وأجد خلافاً بين أمراء وعندما أجد أسرة حكمت المدينة فترة من الفترات لأنها كانت أمارة مستقلة يذبح الأخ أخاه وابن العم يتوضأ بدماء ابن عمه، والرجل يسرق الخزينة النبوية ويقتحم الحجرة النبوية، صُدِمْتُ لكن هذا تاريخ، وهذه أدركت أنها كنقطة سوداء في ثوب أبيض صحيح ستصدمنا لكنها نقطة؛ يعني عندما تمر مئتا سنة وما يحدث مثل هذه الحادثة يجب أن نتوقع من الطبيعة البشرية لأن فيها جانب السوء، ويمكن أن يحدث، حصلت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حادثة زنا، لكن هذا لا يعني أن العصر هكذا، المهم عندما استخلصت وجمعت أدركت أن هذا الكتاب عندما قرأه بعضهم تألم وصدم وتمنى وعاتبني بشدة بعضهم قالوا لي ما كنت أتوقع أن يحدث هذا، وبعضهم يكاد يشعرني أنك يا أخي أسأت إلى المدينة، المدينة زهرة في نفوسنا؛ هذا صحيح ويجب أن تبقى ولها لذة روحية أسأل الله أن ينفعنا بها كل من يجلس في جنبات المسجد النبوي يجلس فيها كلما يهدهده تعب الزمان أو مشكلاته، ويحس أنه يغسل روحه، لكن هؤلاء بشر يصيبون ويخطئون ونحن نتعلم حتى من أخطائهم، ويجب أن نكون موضوعيين، ويجب أن نقرأ تاريخنا بصدق وأنا آمنت بهذا، وأنا لم أكن مجرد ناقل بل كنت أناقش كل قضية أتحدث عنها عن أبعادها وأحياناً أتحدث حتى عن عمق الشخصية وتصرفاتها والدوافع التي أوصلته إلى هذا، فلذلك كنت راضياً عن نفسي في هذا ولو أني شعرت بأن فعلاً هذه الأحداث السياسية في هذه الفترات سوف تكون مؤلمة، خرج الكتاب وبدأت تنضج فـي نفسي قضية تراث المدينة تراث المدينة أكبر من أن يضمه كتاب، وهو على ما قلت أنه رسالة؛ حقيقة رسالة بدءاً من السيرة النبوية إلى تراجم الصحابة رضوان الله عليهم إلى التابعين إلى كثير من الأحداث الإيجابية الرائعة في سيرة أهل المدينة، نجد فيها حياة متكاملة وتطبيق لهذا الإسلام في عصور متفاوتة، فأدركتُ أن هذا التراث رسالة وينبغي أن نجمعه أولاً ثم ندرسه، لأنه قد يكون فيه الغث والسمين وقد يكون فيه دسائس، وهناك من كتب عن المدينة برؤى مختلفة لأن خلال عصور أنا تتبعت المدينة منذ تأسيسها على يد يثرب بن قيناء وهو الحفيد الرابع لرسول الله نوح عليه السلام إلى وقتنا المعاصر من سلسلة زمنية هائلة، فطبيعي أن تكون فيها نقاط إيجابية ونقاط سلبية، المهم هذا التراث أصبح عندي يقيناً كاملاً بأنه لا بد أن يجمع، فبدأت بجهد فردي بما أسميته في ذلك الوقت قاعدة المعلومات، وقبل قليل همست في أذن سعادة الشيخ قلت له وكأنك وأنت تتحدث عن التقنيات التي يجب أن تستخدم وكأنها فراسة قد أطلعك الله عليها.
حقيقة بدأنا بهذا المفهوم وبدأت بجهد فردي مع عملي الجامعي أسست قاعدة وأعانني الله تعالى بما فتح عليّ من واردات كتاب التاريخ الشامل وبمجهودات أخرى وأسست قاعدة معلومات، وجمعت فيها مساعدين باحثين ووضعت خطة للعمل على مراحل حتى نستطيع أن نصل إلى غايتنا، وبدأنا أولاً بمسح الكتب المطبوعة واستخلاص المعلومات عن المدينة المنورة منها، ثم قررنا أن نجمع صور المخطوطات ثم نتبع الوثائق وهي كثيرة جداً مثال لا أمل أن أحدث الإخوان به رأيت في الأرشيف العثماني في استنبول هذا الأرشيف يضم وثائق الدولة العثمانية قيض الله في عهد كمال أتاتورك واحد من الواعين قال لا تتلفوا هذا، وفعلاً تركوه وحفظه الله إلى بضع سنوات ثم بعد ذلك أدركوا أن هذا تراث؛ الآن اهتموا به اهتماماً شديداً طلبت ما عندهم من وثائق عن المدينة فجاؤوني بفهارس ستة مجلدات، ما بين برقية وتقرير، خلال أربعمائة سنة فقلت لا إله إلا الله حياة المدينة التي نجهلها تماماً وهذا واحد من المصادر.
وفي السجل العام البريطاني أيضاً وجدت فقرات هائلة، المهم أصبح عندي إيمان عميق بأن المدينة لها تراث يجب أن يُخْدَم، وآن الأوان أن يخدم وأن خدمته لا بد لها من جهود جماعية، ولا بد لها من مؤسسة وبدأت بهذه المؤسسة وبعد سنتين اطلع سمو الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير المدينة على ما كنت أعمل في عزلة ومتقصد هذه العزلة لأنها مرحلة تأسيس وتتطلب جهوداً وكنت جئت بمساعدين باحثين فاطلع عليه وشرفني بزيارة في المكان الذي كنت متخصصاً فيه وشرحت له الفكرة برؤيته الحقيقة الواعية تحمس لها حماس كبير ودعمها ومن ثم سألني سؤالاً كبيراً ما مصير هذا؟ ماذا ستفعل؟ هذا ليس عمل فرد هذا يقتضي جماعة، طبعاً كان عندي مجموعة من الباحثين المساعدين وكنت أسست قاعدة المعلومات بالكومبيوتر حتى فتحت مواقع في شبكة الأنترنت قبل أن تدخل إلى المملكة في كندا فتحنا موقعاً بالعربية وموقعاً بالإنجليزية عن المدينة المنورة نضخ فيه معلومات وصور، والحمد لله كان لكل ذلك آثار طيبة لأن المسلم في أقصى الأرض عندما يرى الروضة الشريفة يراها أمامه ويرى معلومات عن المدينة تبتهج نفسه، الحقيقة بدعمه وتشجيعه تحول هذا الحلم وهذا الأمل إلى حقيقة واقعية كبيرة وتحول إلى مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، وأصبح هيئة وقفية يمكن أن تحصلوا على الكتيب الذي يتحدث عنها، وتبرع سمو الأمير عبد المجيد - حفظه الله - بقطعة أرض تأسس عليها الوقف وصدر الصك الوقفي بإنشاء هذا المركز وشكل له مجلس إدارة من كبار المسؤولين في المدينة ومن المهتمين بها وبدأنا مشروعاً كبيراً طموحاً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في إلى جمع تراث المدينة فيه ثم دراسته ثم إخراجه للآخرين.
أيها الأخوة لا أريد أن أطيل عليكم هذا باختصار ما وجدته في حياتي أو ما وفقني الله إليه ووجدت نفسي مشدوداً إليه وأنا أحمد الله وأشكره شكراً كثيراً على هذا، لأنني أحسن أن هذا من توفيق الله سبحانه وتعالى لي.
أيها الأخوة أكرر شكري العميق لصاحب هذه المكرمة سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه فتكريمه لنا تكريم للعلم والعطاء وللتراث وحض على بذل المزيد من الجهد، أدام الله عليه الفضل والكرم ومتعه بالعافية أثابه خير الثواب، وأشكر الذين تفضلوا بكلماتهم الضافية والتي رأيت فيها كل الحب والوداد أشكركم جميعاً على تفضلكم بالحضور...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه وسلم...
عبد المقصود خوجه: لي تعليق بسيط يكمل ما تفضلتم به مع بعض نقاط صغيرة نكمل بها الموضوع، فوجئت وأنا على المنصة بهذا البرشور وبهذه الأوراق وبهذه الطبعة الجميلة المسمى مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، وفوجئت بما استمعتم إليه عن هذا المركز ورعاية حضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة له وتقديم مجلس إدارة من أساتذة مشهود لهم بالعلم والفضل وتخصيص وقفية له ووجود قاعدة قبل ذلك علمية عبر الإنترنت حتى قبل دخوله إلى المملكة، والسماح به عبر الوسائط المعروفة لديكم، كل هذا سرني ويجعلني أحس أننا جميعاً نتحمل مسؤولية الدعوة والمعرفة من خلال صحافتنا وإعلامنا عن هذه المراكز وعن هذه الأعمال المشرفة، لا أزعم ولا أحسب أنني الأعرف فأنا الأقل بينكم معرفة ولكن بالتأكيد أجد لي أكثر من عديل في عدم المعرفة عن هذه المراكز ويبدو لي ليس من باب التقصير الإعلامي ولكن أرجو من ضيفنا الكريم وعبر هذا المركز ومن خلال رسائل صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز إلى رؤساء تحرير الصحف إلى جميع المراكز الإعلامية التوضيح عن هذا المركز وحثهم على نشر أخباره حتى تكون لدى القراء الفكرة، الأهم من ذلك حتى تكون لدى الكثير من الأخوة الحضور وغير الحضور آثار ومخطوطات قد يتبرعون بها للمركز فإن لم يتبرعوا بها فعلى القليل يحيطوا المركز بها بصور أو وثائق تثري هذا المركز، وأعتقد ليس داخل المملكة العربية السعودية بل خارجها، مراكز الإنترنت الآن ليس فقط بمعلوماتها تتلقى هذه المعلومات بل أيضاً بالتأكيد ترسل هذه المعلومات إلى المراكز فتثريها وهذه لا تتم إلا عبر قنوات متصلة بإعلام المتلقي سواء في المملكة أو خارجها هذه نقطة، النقطة الأخرى وقد كررتها كثيراً أن حق التكريم حق مكتسب لكل أساتذتنا الذين تفضلوا علينا بإعطائنا من وقتهم وتشريفنا بحضورهم، الحقيقة ليس لي من فضل، فإذا نظرنا إلى الأمر من زاويته الحقة، فالحق والفضل يعود لأصحاب الفضل وهم أصحاب الفضل، أصحاب العطاء أصحاب العلم، أصحاب هذه المكرمات وبدونهم ولولاهم لما كانت الاثنينية ولا كانت هذه المجالس، ولي هنا وقفة هذا يدل على سعة أفق ولي الأمر ورجاحة عقل المسؤولين بإعطائنا هذه المساحة الكبرى لنستفيد من علم الرواد الأفاضل سواء كانوا من المملكة العربية السعودية أو من غيرها بتكريمهم والاستماع إلى عظيم فضلهم، ولولا هذه المساحة التي أعطونا إياها من الحرية والوقت والاتساع الذهني للنقاش الذي يدور بكل أبعاده الطيبة لما استطعنا عقد الندوات، وأنا لست في موقف المقارنة بين ما نحن فيه من نِعَم في هذا البلد المعطاء وبلاد أخرى، ولكن أشكر الله سبحانه وتعالى على ما أكرم به وأنعم، وأسأل الله سبحانه وتعالى ألا يغير علينا إلا إلى الأحسن، والشكر موصول دائماً وأبداً لأساتذتنا الكرام الذين أعطونا هذا الفضل ومنحونا هذا التكريم، التكريم لنا وليس لهم، وأما الثناء عليَّ فأرجو شاكراً ومقدراً وممتناً أن يعود إليهم وليس لي وألا أُذْكر إلا كما تذكرون، فأنا كما قلت مراراً وتكراراً وأكرر وأعيد أنه ليس لي في هذه الاثنينية أكثر من مقعد، فالاثنينية منكم ولكم وبكم وشكراً جزيلاً...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :438  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.