شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد القدوسى أبو صالح
أستاذ الأدب الإسلامي بكلية المعلمين بالرياض ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه أجمعين وبعد أيها الأخوة الأكارم:
إنني أستشفع بعميد هذه الاثنينية فنحن ضيوف جئنا من الرياض لا ليحدد لنا خمس أو سبع دقائق لا أرجو أن يتسع لي الوقت يعني كلمتي إن شاء الله في عشر دقائق وما أريد أطوي منها سطراً واحداً، والأمر لعميد الندوة، كان يجب أن تكْتبَ لنا أن تختصروا الكلمة ماذا يا سعادة الشيخ؟
الشيخ عبد المقصود: أنا أحيلكم إلى الشيخ الصابوني فهو الذي يدير هذه الندوة وقد طلب مني مراراً الرأفة بأهل مكة، أما نحن فيسعدنا ويطربنا أن نبقى معكم حتى الفجر.
الدكتور عبد القدوس أبو صالح: أيها الإخوة الأكارم إن واجب الشكر لمستحقه يدفعني أن أشيد بهذه الاثنينية العتيدة وبعميدها الأديب الكبير الشيخ عبد المقصود خوجه، فعلى كثرة الندوات التي تتميز بها المملكة العربية السعودية فإن هذه الاثنينية تتفرد بأنها احتفال بتكريم علماء الأمة ومفكريها ورفقائها وأدبائها وشعرائها ونقادها، يتتبعهم عميد الاثنينية في المملكة وخارج المملكة ويحتفي بهم غاية الاحتفاء، ويكرمهم غاية التكريم ويقدمهم نماذج حية لتقتدي بهم الأجيال الصاعدة في ميادين العلم والفكر والأدب، كما أنني أتقدم باسم رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالشكر والعرفان بالجميل لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه لما أسلف من رعاية لرابطة الأدب الإسلامي العالمية، ولاستضافته مؤتمر أعضاء الشرف في الرابطة على حسابه وفي منزله العامر، وأما المحتفَى به في هذه الليلة المباركة وهو الأخ الصديق الصدوق الدكتور عبد الباسط بدر فلا بد لي من مقدمة أو مقدمة موجزة عنه بين يدي الكلمة التي اخترت أن أتحدث فيها عن الدكتور عبد الباسط والأدب الإسلامي. تعود معرفتي بالدكتور عبد الباسط إلي نحو ربع قرن إذ كنت يوماً في مكتبة الكليات والمعاهد العلمية في الرياض قبل أن تصبح جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإذا بشاب سوري الملامح يتقدم ليسألني أأنت فلان؟ ولم يكن يدور في خلدي أن ذلك السؤال سوف يكون فاتحة لعهد طويل من الأخوة الصافية والصداقة الخالصة تظللهما وحدة المعتقد وتآلف الروحين في مسيرة الأدب الإسلامي، التي عمّقتِ المودة ووحدتِ الدرب الذي قطعنا فيه عهد الشباب وما بعد الشباب، وأشهد أن شمائل هذا الأخ الصديق كانت تشدني وتشد غيري إليه فهو رجل موطأ الأكتاف بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وهو رجل كريم بكل ما في الكرم من ضروب وأفانين، ولقد رأيت من كرمه في استضافته لمجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي في بيته أكثر من مرة ما حملني على أن أحدث به والدي رحمه الله وكان يعرف أباه، ويعرف جده، فقال لي لا تعجب يا بني فهو كريم ابن كريم ابن كريم...
والدكتور عبد الباسط بدر مع عصاميته صاحب مروءة مسعفة وهمة عالية وطموح بعيد ونشاط عجيب، وقد جعله كل ذلك كله يحمل نفسه فوق الجهد والطاقة، حتى عرض نفسه أكثر من مرة إلى اضطراب في القلب كان نذيراً له أن يهدهد من نشاطه ويكف من غربه، ولكن هيهات هيهات وكأن المتنبي كان يعنيه حينما قال:
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
رافق الدكتور عبد الباسط بدر نشأة رابطة الأدب الإسلامي العالمية منذ كانت فكرة راودت أذهان بعض الأدباء الإسلاميين إلى أن أصبحت حقيقة ماثلة وثغراً إسلامياً ورابطة عالمية تضم عشرة مكاتب في أنحاء العالم الإسلامي وتصدر خمس مجلات بعدة لغات، ويأتي الدكتور عبد الباسط بدر بعد ذلك في مقدمة النقاد الإسلاميين، لا يكاد يفضله إلا الدكتور محمد مصطفى دار رحمه الله ولا يكاد يساويه سوى الدكتور عماد الدين خليل الذي جمع بين النقد والإبداع، ومما زاد في تمكن الدكتور عبد الباسط في النقد الأدبي اختصاصه بالأدب الحديث وتمرسه به وجمعه بين التراث والمعاصرة، وإذا كان المجال يضيق عن الاستفاضة في الحديث عن كتبه وبحوث ومقالاته فـي الأدب الإسلامي عن برنامجه الإذاعي الذي استمر خمس سنوات فلا أقل من أن نشير إلى مصدر كتبه في مجال الأدب الإسلامي.
أول هذه الكتب التي أصدرها هو مقدمة لنظرية الأدب الإسلامي يتحدث فيه عن العقيدة ومحاسن الأدب الإسلامي وعن ضرورة هذا الأدب وأهم مشكلاته وقضاياه.
وثانيها: مذاهب الأدب الغربي رؤية إسلامية وهو كتاب صغير الحجم عجيب يدل على ثقافة هذا الناقد وقدرته على محاكمة هذه المذاهب على ضوء التطور الإسلامي لبيان ما لها وما عليها من وجهة النظر الإسلامية التي تبتعد عن الانغلاق والجمود وترفض التبعية والتقرير...
وثالثها: دليل مكتبة الأدب الإسلامي في العصر الحديث وهو كتاب استغرق إعداده نحو خمس سنوات جمع في نحواً من ألف وثمانمائه وثمانية وأربعين عنواناً ما بين دواوين الشعر ومجموعات القصص والمسرحيات والبحوث والمقالات وهم منشورات رابطة الأدب الإسلامي.
ورابعها: كتاب بعنوان قضايا أدبية رؤية إسلامية تحدث فيه عن الأدب والمعرفة وعن موقف الإسلام من الأدب وعن أثر التصور الإسلامي فيه.
وخامسها: كتاب مصطلح الأدب الإسلامي تحدث فيه عن الجانب الأدبي والجانب التصوّري في هذا الأدب ثم تحدث عن تصنيف النص الأدبي وعن الموقف من التراث والأدب المعاصر.
وسادسها: وهو الكتاب الأخير وعنوانه قراءات نقدية برؤية إسلامية، ويدخل هذا الكتاب في النقد التطبيقي، تناول فيه ديوان عبد الوهاب البياتي ثم مسرحية الزل لمعين بسيسو، ثم تحدث عن أدب الرحلات في تراثنا الأدبي...
هذه هي مؤلفات الدكتور عبد الباسط في مجال الأدب الإسلامي، وقد بوأته مع بحوثه العديدة ومقالاته الكثيرة مكانة عالية في ميدان هذا الأدب، وأبانت حاجة الأدب الإسلامي ورابطته العالمية إلى جهوده وحرص الرابطة على استمرار مسيرته في العطاء النقدي، ولكن الدكتور عبد الباسط سرعان ما بدأ يتفلت من ذلك كله كلما يتفلت الماء من فروج الأصابع، وإذا بذهنه المتقد الموار يتفتق عن مشروع كبير هو وراء التخطيط له، وقد أُعِينَ على جعله حقيقة واقعة ألا وهو إنشاء مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، وهو ميدان جديد ومجال واسع لنشاط الدكتور عبد الباسط الذي أصبح كصاحب الضرّتينِ الحسناوين تحاول كل واحدة منهما أن تشده إليها وهو يحاول أن يعدل بينهما، ولكن هيهات فقد غلبته الجديدة على القديمة واستأثرتْ به أكثر من ضرتها واستولت على عقله ووقته وجهده، وصدق الله تعالى إذ يقول ولَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ الِنّسَاءِ ولـَو حَرَصْتُمْ.
واسمحوا لي أيها الأخوة أن أزف البشرى التي أشار إليها سعادة عميد هذه الندوة: وهو صدور الموافقة السامية على فتح مكتب لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في هذه المملكة الرشيدة وإنني بصفتي نائباًَ لرئيس الرابطة الشيخ أبي الحسن الندوي وبصفتي رئيساً لمكتب البلاد العربية فيها، أتقدم بوافر الشكر والامتنان إلى خادم الحرميين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبد العزيز وإلى ولي عهده الأمين سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز سائلاً الله عز وجل أن يكون فتح هذا المكتب، في هذا البلد الطيب فاتحة خير لهذه المملكة ومقدمة خير للإسلام والمسلمين جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :519  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.