شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عبد المقصود خوجه: الليلة على غير العادة سهرناكم، ولكن الحديث كما يبدو ذو شجون، أتفضل أستاذنا بالأسئلة.
- عريف الحفل: الحقيقة الأسئلة كثيرة يا دكتور، فنتمنى الاختصار حتى نعطي الفرصة لأكبر عدد من الأساتذة، هذا سؤال من الأستاذ عبد الرزاق صالح يقول: كنت قبل أشهر أحد المشاركين في ندوة عن المناهج الدراسية، بمشاركة كل من الدكتور محمد عبده يماني والدكتور أحمد علي بنادي جدة الأدبي، سؤالي هل ما طرح في تلك الندوة سيكون له صدى فيخرج إلى حيز التفعيل أم أن تلك الأطروحات الجميلة لا زالت رهن التنظير وحبيسة الإدراج؟
- في الواقع أن الأفكار التربوية هي أطول الأفكار عمراً لأنها تخرج أولاً تصهر في داخل المربي ثم تخرج ثم يبحث لها عن وسيلة وآلية للتطبيق، نحن في الواقع في بلد نحمد الله سبحانه وتعالى أنه يعطي لجهاز التعليم الحرية، كل الحرية، وأقولها بكل صدق في أن يبحث ويتصرف ويطور في مناهج التعليم كما يريد، ولا تجد بلداً تتغير فيه المناهج في عشرين سنة لأكثر من ثلاث مرات إلا المملكة العربية السعودية، ولذلك نحن نتمنى أن الأفكار سوف تخرج إلى حيز التنفيذ.
 
- الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول: لماذا انعكست حركة التنوير النهضوي العربي وماذا حدث لهذا التنوير حيث انتقلنا من التنوير إلى الظلام.
- هو الواقع من حرص الأستاذ عبد الحميد يرى أننا انتقلنا من التنوير إلى الظلام، أنا أقول لا، في الواقع نحن أمة حظيت بتقدم علمي في ماضي الأزمان ومنيت بتخلف علمي وثقافي وحضاري منذ أكثر من 300 - 400 سنة مضت، وما نزال نحاول نخرج من هذه الدوامة، أنا أعتقد أن ما يوجد من محاولات ومناقشات وأسئلة مثل السؤال الذي ورد والجامعات الثمان ومراكز البحث العلمي وإصرار العرب على أن يخوضوا غمار التقدم أعتقد أنها مبشرات بأننا سوف نضع قدمنا على الطريق، صحيح أننا ما نزال خلف الطريق ولكن أتمنى أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيحة ونسير على الدرب.
 
- الأستاذ غياث عبد الباقي يقول: كيف ترون طالب العلم هذه الأيام وقد توفرت له كل السبل وكل الإمكانيات لكنه لا يعطي النتائج المطلوبة، فأين الخلل وكيف ترون الحل لذلك؟
- الخلل بالنسبة لطالب اليوم إذا أقرينا بوجود خلل هو في تحديات الحياة الكبيرة بالنسبة لشبابنا وأبنائنا اليوم، متطلبات الحياة اختلفت، تركيب الأسرة اختلف، مثلاً أنا كنت أدرس، ما كان في عيب أن أكون في بيت وفيه أخي الأكبر متزوج وأمي وإخواتي وإخواني الصغار، في الوقت الحاضر أي فتى يتزوج لا بد أن يبني بيتاًُ مستقلاً.. أنا أقول تركيبة الأسرة أيضاً تغيرت، متطلبات الحياة، كنا نمشي على أقدامنا، الآن لا يستطيع أن يمشي على (بسكليتة) دراجة، لا بد أن يكون معه سيارة، كنا مثلاً عندما نتزوج - أنا عندما تزوجت ما هو الطلب؟ ثور نذبحه للجماعة وكان الثور عندنا، وألف ريال لأبيها، والألف ريال اشترى منها الفراش واللباس، وركن صغير في بيتنا تعمل عملك - ويقولوا لك بيض الله وجهك، الآن يبغى لها رومانسية وضوء خافت وأشياء كثيرة، أنا أقول متطلبات الحياة زائد المدرس غير الكفؤ، وهذا لا يعني أن مدرسينا غير أكفياء، لكن إعدادهم في الواقع ما يزال قاصراً حتى هذه اللحظة عن إعداد المدرس الجيد، نرجو أن نتوفق وخاصة وزارة المعارف في الوقت الحاضر يتولاها تربوي - الدكتور محمد الأحمد الرشيد - أرجو أن نوفق ونضع معايير لمن يدخلوا في المهنة، ومن هم أصحاب المهنة.
- أخوكم الدكتور عبد الغني أنس عبد اللطيف يقول:
قف للمعلم طائعاً ورضياً
كاد المعلم أن يكون نبيـا
 
ما هو قولكم فيما يجب أن يتمتع به مربو اليوم بعد كل هذا الانفتاح على العالم؟
- رأيي أن يتمتع بالعلم أول شيء السلاح والأداة والوسيلة الناجحة والمفيدة والمثمرة للمعلم هو العلم، وأن يشعر بأنه يتعلم ويحتاج إلى العلم كل يوم، بعض المدرسين يشعر أنه تعلم وأصبح يعلم، هذه إحدى الكبوات في إعداد معلمينا، لكن أنا أقول يحتاج المعلم أن يشعر بأنه ما يزال يتعلم ويحتاج إلى تكريم واحترام المجتمع له، عندما فاتحني الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه بأن أكون ضيفاً عليكم قبل ثلاث سنوات ترددت، لكن من الأسباب التي دفعتني أن أجيب دعوته الكريمة هي رغبتي في أن يعتلي هذا المنبر معلم علم وكتب على السبورة، صحح دفاتر، ودرس طلاب، ليجلس على هذا المنبر مثل غيره من المفكرين والعلماء والأدباء، فأنا أقول التقدير من المجتمع لرسالة المعلم ومهنته، في نفس الوقت التزود بالعلم.
- الأستاذ عثمان مليباري يقول: ما رأيكم في المقولة التالية "السبورة ليست أداة خاصة بالمدرس لعرض معلوماته" نأمل منكم مناقشة هذه المقولة من وقع خبرتكم في التدريس ومن خلال عملكم في مراحل التعليم المختلفة.
- أنا طبعاً المشكلة أنه هو طلبني من واقع تجربتي، أنا بالنسبة لي لا أحسن كثيراً الكتابة على السبورة، وأكره الكتابة على السبورة، ويوم كنت مدرس عند الأستاذ المليص وبعده كنت أتحايل على هذه وأجعل الطلبة يكتبون أكثر التمارين وأكثر الواجبات وأعتقد أنه عندما يكون الطالب عضواً فاعلاً في التدريس فإن السبورة سوف تكون وسيلة عملية أو تعليمية ناجحة.
 
- من أخيكم الدكتور محمود حسن زيني يقول: أسألكم عن إشكالية التعليم الثانوي، متى ترون سعادتكم مخرجاً من معضلة تكدس المواد وإرهاق عقول طلابنا التي لا تتيح لهم فرص اكتشاف مواهبهم وتخصصهم، أرجو أن أجد جواباً لديكم من واقع تجاربكم وخبراتكم التربوية والإدارية.
- هو أولاً في الواقع مناهجنا جميعاً مناهج متجددة ومتطورة والكتاب المدرسي أيضاً كتاب يتطور كل عام، لكن تراكم المناهج والمواد الدراسية هو نتيجة لأن كل منا يرى حالة واحدة لا تروقه فيفرض علاجها منهج مدرسي أو مادة مدرسية، الناحية الثانية الأسر الوطنية في وزارة المعارف - طبعاً هذه أسر وطنية الشيخ عبد المقصود قال إنها فيها ثمانين أستاذ جامعي - لا.. فيها مائة وخمس وستين أستاذاً جامعياً. الولايات المتحدة الأمريكية عندما أرادوا أن يطوروا التعليم في عام ألف وثمانمائة وتسعين، قبل بداية القرن العشرين، استدعوا أساتذة من الجامعات ووضعوا مناهج للمدارس وخاصة المدارس الثانوية، ووضعوا دروساً واقتراحات، كل مدرس في الجامعة قال يدرسون كذا.. لماذا؟ عشان إذا جاءوا في الجامعة يكونوا عرفوها، هذه في الواقع الآن تتكرر مع الأسف في المملكة العربية السعودية، أنا أقول نعم نحتاج رأي الأستاذ الجامعي، نحتاج أن يمحص آراءنا في التعليم، نحتاج أن يضع لمساته الأخيرة ولكن لا يكون هو المنظر ولا هو الذي يقترح مفردات المناهج، مفردات المناهج يجب أن يقترحها المدرسون، وأن يقترحها أصحاب الأعمال، بمعنى المدرسة الثانوية الآن لا تخرج شاب يستطيع يعمل لدى مكتب الشيخ عبد المقصود خوجه، يريد أن يوظفه لكن لا يملك شيئاً يفيد به العمل، فأقول أنا عندما نتجه إلى الناحية العملية، عندما نشغل اليد مع الذهن فإن مناهجنا ومدارسنا سوف تتطور وتتقدم إلى الأمام.
 
- الأخ إيهاب البنا يقول: في عصر القنوات الفضائية أصبحت المنافسة بين الخبر الصحفي والخبر المرئي ليست في صالح الأول، ماذا يمكن أن يستحدث لكي يستطيع الخبر الصحفي المنافسة بصفتكم رئيس تحرير؟
- في الواقع نحن مجلة، والمجلة ليست صحيفة خبرية، هي تحليل وكذا، وأنا قبلت العمل فيها لأنني رأيتها صنواً للتعليم، ولكن أقول يظل الإنسان شغوفاً بالقراءة ميالاً إليها وهذه تفرض على الصحيفة وعلى المجلة أن تحافظ على مكانها ومكانتها وإلا تستهويها القنوات، ولا أعتقد في المملكة العربية السعودية بالذات لا أعتقد أن القنوات الفضائية تنافس الصحيفة والمجلة في المضمون، صحيح هي يمكن تنافسها في وسائل وطريقة العرض، وفي العارضات أيضاً، هذه لا حول لنا ولا قوة.
 
- الأخ محمود بطاينة يقول: أود أن أسألك رأيك في التربية الحديثة المطبقة الآن في مدارسنا التي رفعت الحواجز بين التلميذ والمدرس بشكل كبير، ما أدى إلى عدم قدرة المدرس الحفاظ على كرامته وبالتالي كرامة المدرسة والتدريس لإنجاح الهدف الذي من أجله فتحت مدارسنا؟
- الأستاذ المليص مرة كان عندنا مشكلة إدارية في المدرسة، وأوفدت وزارة المعارف الأستاذ الجليل جميل أبو سليمان، رحمه الله، أوفدته ليحقق في تلك المشكلة، وجمع المدرسين أنا واحد منهم وجه لنا سؤالاً مكتوباً بأن يكتب كل واحد فينا رأيه في التربية الحديثة والتربية القديمة والمقارنة بينهما فكتب أحد الأساتذة الذي لم يتخرج من مدرسة ولا من معهد معلمين ولا من كلية تربية قال الفرق واضح ولا يحتاج إلى تقديم ولا إلى تأخير، أن التربية القديمة أنتجت لنا علماء مثل ابن سينا والفارابي وابن خلدون والغزالي، أما المدرسة الحديثة فأنجبت كذا وكذا ومنهم سعيد أبو عالي. هذه مشكلة التربية الحديثة أننا سمعنا ما يقوله الناس فرددناه، ورأينا مما يطبقه الناس فقلدناه ولذلك ضعنا وضاعت العملية، وأرجو أن نثوب إلى الرشد ونعود إلى ما كتبه ابن رشد والفارابي وأمثالهم عن التربية والتعليم وبالتالي ستتقدم بلادنا وأمتنا.
 
- الأخ عجلان الشهري يقول أنتم واحد من مخرجات التعليم في الماضي، تعلمتم وعلمتم وقدتم الحركة التعليمية في بعض بلادنا الكريمة، ومن خلال كلمتكم تبين لنا أنكم مارستم التعليم معلماً منذ أن كان عمركم أحد عشر سنة في وقت بدايات التعليم في منطقتكم، سؤالي لماذا يعجز البعض الآن عن القيام بهذه المهمة في وقتنا الحاضر برغم الإمكانيات والتقنيات، أرجو أن يكون الجواب من واقع تجربتكم كرجل تربوي مخضرم؟
- أولاً قائد من قادة التربية والتعليم.. لا.. أنا أسهمت بقدر ما أستطيع في مسيرة التربية والتعليم، وشكراً للأخوة على حسن ظنهم بي، وشكراً للأستاذ عجلان الشهري، أما بالنسبة لموضوع لماذا الآن.. لا خيار لطفل اليوم، كل ما اتسعت الرفاهية وكثرت الرفاهية في الحياة الاجتماعية كلما امتد عمر الطفولة، معروف هذا، ظروف الحياة الآن تفرض على الطفل أن يبقى طفلاً إلى أن يصبح عمره اثنين وعشرين سنة، يتخرج من الجامعة يصبح رجلاً، بينما كانت مسؤولية الرجولة تلقى على الشاب أو الفتى وهو في عمر الثانية عشر والخامسة عشر والسادسة عشر، أنا أقول كلما زادت الرفاهية امتد عمر الطفولة وهذا هو السبب.
 
الشيخ عبد المقصود خوجه:
- الحقيقة الأسئلة كثيرة ولكن الوقت دهمنا، وهنالك أسئلة تتشابه في مضمونها خاصة وأن سعادة ضيفنا كانت له كلمة ضافية الحقيقة ومطولة تحدث فيها وسرد فيها قصة حياته الطويلة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل في عمره، نقول آمين جميعاً إن شاء الله، بقيت ورقة أخيرة بين يدي وهي ترحيب من علي محمد الشهري يقول:
مرحباً حيل بالدكتور أبو عالي في ربى جدة الخضراء وشاطئها
نجمنا في السماء بإذن الله العالي والعطايا من الوهاب يعطيها.
كذلك بين يدي هذه الدعوة ومكتوب فيها تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود الرئيس العام لرعاية الشباب يسر جامعة أم القرى دعوتكم لحضور حفل افتتاح المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين الذي تنظمه جامعة أم القرى وذلك في تمام الساعة الواحدة ظهراً من يوم الثلاثاء 5/8/1419هـ بقاعة التضامن الإسلامي بفندق انتركونتننتال.. شاكرين لكم حضوركم والله يحفظكم ويرعاكم.
 
(( مدير الجامعة ورئيس لجنة الأشراف العليا للمؤتمر
الدكتور سهيل بن حسن قاضي ))
- لم يتبق إلا أن نشكر هذا الجمع الكريم ونشكر فارس الاثنينية في هذه الأمسية المباركة سعادة ضيفنا الكريم، والحقيقة نذكركم بأن ضيف الاثنينية القادمة بمشيئة الله هو سعادة الدكتور محمد علي الهاشميK نأمل منكم الحضور مبكراً خاصة وأننا ربما نفرغ من صلاة العشاء في الثامنة إلا ربع، نأمل أن يكون الحضور في الثامنة أو الثامنة والربع بالكثير حتى يدور حوار ممتع وطبعاً نتوقع حضوراً مكثفاً إن شاء الله يوم الاثنين القادم.
سوف يقدم الشاعر مصطفى أبو الرز هدية لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه صاحب الاثنينية هدية تذكارية لسعادة ضيفه المحتفى به الدكتور سعيد عطية أبو عالي وهي عبارة عن لوحة الاثنينية هدية تذكارية بهذه المناسبة، كما يقدم سعادته لوحة من الفنان خالد خضر هدية تذكارية أيضاً، شكراً لسعادة ضيفنا المحتفى به وصحبه الكرام، شكراً لهذا الجمهور الكبير وهذه الوجوه الطيبة، إلى اللقاء إن شاء الله في الاثنينية القادمة مع سعادة الدكتور محمد علي الهاشمي، نستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
···
 
طباعة

تعليق

 القراءات :546  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 81
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.