شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( مسك الختام كلمة لسعادة الأستاذ محمد علي دولة الناشر
المعروف وصاحب دار القلم ))
- بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... السلام عليكم أيها الإخوة الكرام ورحمة الله وبركاته وبعد:
عرفت سعادة الصديق الدكتور محمد علي البار منذ خمسة عشر عاماً عن كثب وجلست إليه مراراً، وحادثته وسمعت منه، ونشرت له العديد من الكتب، وكنت قد عرفته قبل هذا التاريخ من خلال كتاباته ويحسن بي أن أقدم بين يدي كلمتي شهادات ثلاث: أنه على خلق ودين وأدب رفيع، عف اللسان متمسك بآداب الإسلام، لا تسمع منه إلا خيراً، ثم أنه ثانياً من المحامين عن الإسلام والمسلمين في هذا الزمان؛ سخر علمه وقلمه وكتبه للدفاع عن أساسيات الإسلام وعن قضايـا المسلمـين ومعالجـة أمورهم، والشهادة الثالثة هي حسن سيرته في التعامل المالي فهو يعجبك في سهولته وليونته وترفعه وإكتفائه بحقه، ولعمر الحق أن الدين المعاملة كما قيل، هذه شهادات ثلاث أقدمها بين يدي كلمتي وما شهدنا إلا بما عرفنا ولا نزكي على الله أحداً.
أيها السادة إن الدكتور البار طبيب عالم، يزداد يومياً من العلم، فهو يقرأ ويكتب ويحضر المؤتمرات ويلقي المحاضرات، وهو عالم كامل وما كل عالم كامل، أخرج للناس عدداً كبيراً من الكتب وهو لا يقصر كتاباته على موضوع اختصاصه كطبيب بل تناول الموضوعات الفقهية التربوية والاجتماعية والسياسية وكتب في كل ما يحتاجه المسلمون في هذا الزمان، خاصة موضوع اليهود، وسوف أتحدث في جانب غير الذي تحدث فيه الدكتور عاصم، وهو موضوع اليهود وعقائدهم وتراثهم الديني ومنابع فكرهم وسياساتهم ومنطلقات عدوانيتهم، وهم قوم أخس ما يميز تاريخهم القديم والحديث العصيان والعدوان، فهم أمة عاصية معتدية ولقد قال الله عز وجل في حقهم ضُرِبَتْ عَليِهمْ الذِّلَةُ أَينَ مَا ثُقِفُوا إِلا بَحَبلٍ مِّنَ اللَّهِ وحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وبَاءُو بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وضُرِبَتْ عَليهِمُ المَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُم كَانُوا يَكفُرونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ويَقْتُلُونَ الأَنْبِيَاءَ بِغَيرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وكَانُوا يَعْتَدُونَ.
لقد كتب سعادة الدكتور البار كتابين كبيرين في سلسلة أسماها أباطيل التوراة والعهد القديم، الكتاب الأول اسمه مدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، والكتاب الثاني اسمه الله والأنبياء في التوراة والعهد القدبم. التوراة التي يعنيها الدكتور المؤلف هي الأسفار الخمسة التي ينسبها اليهود إلى موسى عليه السلام وهو منها براء، وهذه الأسفار الخمسة كأشعياء وحزقيال ودانيال إلخ إلى جانب الأسفار التاريخية كسِفر يشوع إلخ... إلى جانب كتب أخرى كسفر المزامير وأيوب. وتشكل كلهـا العهـد القديم الذي يؤمن به اليهود والنصارى ويقتبسون منه عقائدهم وأفكارهم، وهي أسفار كتبها كهنة اليهود ولم ينزل بها وحي من السماء، وهي ليست التوارة التي قال الله فيها إِنَآ أَنزَلنَا التَّورَاةَ فِيهَا هُدَىً وَنُورٌ... وهذه الكتب فيها بصيص من نور وأكثر ما فيها ظلمات وخرافات وأكاذيب وقصص من تاريخ اليهود، الدكتور البار يسميهما التوراة تجوزاً كما يفعل معظم الباحثين.
وفي كتابه الأول يلقي المؤلف الفاضل نظرة جادة على اليهود من بدايتهم حتى سقوطهم الأخير، وعيد المسيح عليه السلام، ثم يقارن بين نظرة القرآن إلى التوراة ونظرة اليهود والنصارى، ثم يتحدث بشيء من التفصيل عن جميع الأسفار المقدسة عند اليهود ويصفها بأربعين سفراً، وفي كتابه الثاني ما يزيد عن خمسمائة صفحة تحدث الكاتب الفاضل عن الله جل جلاله وكما يصوره اليهود في أسفارهم المقدسة. وفي تلمودهم فإذا بنا أمام صور لا تليق أن تلصق بالقادة الكبار والزعماء فكيف بها تلصق برب السماء والأرض الخالق البارئ الحي القيوم الذي ليس كمثله شيء، فالله عندهم - ونعوذ بالله مما يقولون - ينام ويستيقظ، ويلعب ويصارع، ويبكي ويجزع ويخاصم ويخدع، أما الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم جميعاً، أما صفوة خلق الله والأصفياء من عباده فلا عصمة لهم ولا خلق عندهم ولا تورع عن ارتكاب المعاصي، ولا تنزه عن المخالفات والهفوات، ولقد استعرض المؤلف في هذا الجزء سِيَرَ جميع الأنبياء وأتى على تفاصيل أسفارهم كما جاء في العهد القديم.
أيها السادة الكرام إنه جهد كبير، وعمل رائع من طبيب بارع يستعرض أربعين سِفراً من الأسفار المقدسة عند اليهود، تزيد صفحاتها على ألفي صفحة في طبعة دار النشر ببيروت، وهي بخط دقيق ولو كتبت بحرف عادي لزادت صفحاتها على ثلاثة آلاف صفحة، ثم يقدم لنا دراسة وافية وجيدة عنها فإنه عمل يستحق كل شكر وتقدير.
أيها السادة الأفاضل، ولا يسعني وأنا أتحدث عن هذا الجانب من كتابات الدكتور البار أن أغفل كتاباً له سماه "دين العرب ودين بني إسرائيل"، ففي هذا الكتاب نجد ثمانين صفحة منها تتناول اليهود وفي عدة مقالات يأتي في طليعتها مقاله الذي جعله عنواناً لكتابه "دين العرب ودين بني إسرائيل" وقد أخبرنا القرآن الكريم أن اليهود لما أحجموا عن الجهاد ودخول فلسطين في زمن موسى عليه السلام كتب عليهم الله التيه أربعين سنة في صحراء سيناء، وقد حسب كثير من الناس أن هذا التيه تيه عن الطريق المؤدي إلى فلسطين... كلا، بل كان الطريق إليها واضحاً لاحبا، لقد كان تيههم تيه قلبي وفكري ومنهجي، لقد تاهوا عن رسالة موسى عليه السلام فلما رجعوا إليها بعد أربعين سنة؛ دخلوا فلسطين وكان الفتح لهم وأورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها الذي بارك فيها، ولقد حدثنا التاريخ المعاصر أن العرب خرجوا من فلسطين منذ خمسين سنة، وسلبت منهم، وتعتبر الخمسين سنة هذه تيهاً أبشع من تيه بني إسرائيل، خمسين سنة وهم بعد لم يعرفوا الطريق إلى القدس ولا فلسطين وحق لهم بعد هذه الخمسين سنة أن ينتهي تيههم ولكن وآأسفاه... نراهم اليوم يدخلون في تيه آخر وظلمات بعضها فوق بعض، أسمه السلام وما أقذره من سلام، وما أصدق من قال فيه كلمة حق أريد بها باطل.
وتحية لأخي المفضال الشيخ عبد المقصود خوجه الذي يتحفنا بهذه اللقاءات الطيبة وتحية للدكتور الفاضل محمد علي البار وأطيب التحيات المباركات لكم أيها الإخوة الكرام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :658  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 143 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج