شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فهد العريفي وعبدالله الجهني وآخرون
- كتب الأستاذ صالح الشيحي في زاويته بصحيفة الوطن (9/3/1427هـ) عن التكريم المؤجل أو المتأخّر للكاتب فهد العريفي -رحمه الله-، ودعا إلى تكريم الأدباء والكتاب في حياتهم عوضًا عن ذلك السيل من المقالات التي تدبج بعد انتقالهم إلى الدار الآخرة.
- وأجدني متّفقًا في ما ذهب إليه الأخ الشيحي وأضيف إلى ما طالب به بألا يكون تكريم هؤلاء عن طريق إطلاق أسمائهم على شوارع فرعية أو نائية، ولا يكون الأمر في هذه الحال تكريمًا، وقد دخلت في صيف العام الماضي أحد الفنادق المشهورة في دائرة كرويدين بمدينة لندن، فوجدت أكبر القاعات الموجودة في ذلك الفندق وقد أطلق عليها اسم المنظّر المحافظ إدوارد هييث، تخليدًا لذكراه وذلك لأنّه عقد فيها اجتماعًا مع أفراد حكومة الظّل في عام 1970م، وفاز في تلك السنة بالانتخابات العامّة ليصبح رئيسًا للوزراء ثمّ تسقطه تاتشر مع مجموعة من حلفائها اليهود في عام 1974م.
- وعندما كنت أدخل مع كلّ صباح في الثمانينيات الميلاديّة بهو جامعة مانشيستر فكتوريا في بريطانيا كنت أجد هذه الجامعة التي تعدّ من أشهر الجامعات العالمية.. قد احتفت بأشهر خريجيها ومن بينهم الفيلسوف المعروف برتر اندراسل احتفاء يليق بمكانته العلمية، بل إنّ الغرب قد سبقنا لتكريم رموز حضارتنا العربيّة والإسلاميّة من أمثال ابن رشد والغزالي والفارابي والرّازي وابن سينا وابن خلدون، بينما نجد بعضنا يقدح في مسيرة هؤلاء ولا يتورّع عن رمي بعضهم، في ما كانوا هم الأكثر حفاظًا عليه من أمور العقيدة والدين من أهل هذه القرون المتأخّرة، ولا أجد باعثًا وراء هذا النّسيان أو التّقليل من منزلة رموز هذه الأمّة إلا أنّه ذلك التخلّف الحضاري الذي تعيشه الأمّة والتي انشغل بعضها في التفتيش في عقائد النّاس ورميهم بقاموس (البدعة والشّرك) لمجرّد أنّ هؤلاء لا يتّفقون مع آرائهم الأحادية والإقصائيّة. والتي يسعون لفرضها على الآخرين قسرًا؛ الأحياء منهم والأموات.
- نتمنى أن نجد مؤسساتنا التعليمية والأمانات العامة في المدن وسواها وقد احتفت وتباهت برجال أعطوا هذا المجتمع كلّ ما يملكون، وعاش بعضهم بعيدًا عن مظاهر البذخ والثّراء، واكتفى بالقليل من متاع هذه الدنيا الفانية. وقد رأيت بنفسي كيف أنّ المرحوم الأستاذ عبدالله سلامة الجهني يطوي الأيام طويًّا ويكتفي بقراءة القرآن ومطالعة الكتب في رحاب المسجد النّبوي الشّريف أو في المكتبات العامّة التي كانت تقوم حوله، ومن أشهرها مكتبة عارف حكمت -الطيبة الذكر- وكان أستاذنا الجهني رحمه الله يحرث هذه المكتبات حرثًا، إن صح التعبير، ويقطع المسافات بين قباء والحرّة الغربيّة وساحة باب السّلام مشيًا على قدميه، وإنّك لتستطيع أن تميّزه بين جموع النّاس لنحول في جسمه وبساطة في مظهره، واكتفى بأن يحمل بين يديه حقيبة متآكلة ودواة يدوّن بها رؤيته الفلسفيّة للحياة وأناسها وأشيائها.
- لم يكرّم هذا الراوية والأديب أحد، وقد كتبت أتساءل عندئذ لماذا أحجم نادي المدينة الأدبي عن تكريمه أسوة بما فعله مع العديد من أبناء هذا الوطن، ولم أجد ردًّا شافيًا، ولعل أساتذة لنا وأخوة في هذا النادي يقومون بخطوة رائدة وهي إعادة نشر ما ألّفه الأستاذ الجهني أسوة بما قام به الأخ الكريم الأستاذ محمّد صالح البليهشي في جمع آثار الرائد عبدالعزيز الربيع رحمه الله، وهو ما فعله أستاذنا الدكتور محمّد العيد الخطراوي مع آثار الروّاد عبدالرحمن عثمان، ومحمّد سعيد دفتردار، ومحمّد عالم أفغاني وسواهم، ولولا جهوده لضاع تراث كثير يحمل قيمة أدبيّة وفكريّة رفيعة.
كما يحمد للأستاذ الكبير عبدالفتّاح أبومدين ورفاقه في نادي جدة الأدبي والثقافي احتفاؤهم بـ(حمزة شحاتة) شاعرًا وناثرًا وفيلسوفًا، وكذلك يُحمد ويُقدَّر للأستاذ والأديب عبدالمقصود خوجه تكريمه لأهل الكلمة في حياتهم؛ وليس ذلك بغريب عليه، فهو سليل أسرة أدب وعلم، وخريج جامعة الحرم المكّي الشّريف على يد جيل أفدنا فيه جميعًا من أمثال المشايخ: حسن المشّاط، وحسن يماني، ومحمّد العربي التباني، وعلوي المالكي، ومحمّد أمين كتبي، وعبدالله بن حميد، وعبدالله الخليفي، وعبدالرزاق حمزة، ومحمّد نور سيف، ومحمّد مرداد، وعبدالله اللحجي، وإسماعيل الزّين، وعبدالله دردوم، وعبدالله خيّاط؛ وسواهم رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته إزاء ما قدّموا للأجيال والأمّة والمجتمع.
 
طباعة
 القراءات :227  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.