شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الطائف (1)
هذي حدائقه وتلك ظلالهُ
وسهولهُ قد شارَفَنْ وجبالُهُ
الطائف الميمون لا ينتابُهُ
ذو طِيَّةٍ فيضيقُ عنه مجالُهُ (2)
قد أينعتْ في فيئه أثماره
وتحققت للمجتني آمالُهُ
حفلت بأشتات المنى أبكاره
وندت بمُرفضّ الرؤى آصالُهُ (3)
أحيا به الرجعُ البعاقُ مواتَهُ
وهَمَى على فلواتِهِ هَطَّالُهُ (4)
فإذا النبات مفوف بزهورِهِ
وإذا المياه قد اندفقن حيالُهُ
فالجو يستهوي النفوس صفاؤهْ
والنور يسترعي العيون جمالُهُ
والقاع يرفل في غلائل وشيهِ
ويميس في أبراده مختالهُ (5)
هذي الطبيعة واصلت وتَبَرَّجَتْ
إن الحبيب ليستطابُ وصالُهُ
فانشق من الزّهرِ الجميلِ أريجه
فلقد يكونُ إلى الذُّبُولِ مآلهُ
* * *
الطّائفُ المَيْمُونُ لا تَعْدلْ به
شيئاً، وإن كان الفريد مثالهُ
أقصِرْه، فما لبنانُ؟ ما شاغورهِ؟
واصمُتْ، فما بردى؟ وما سَلْسَالُهُ (6)
لو أصلحوهُ بما يليقُ بمثلِه
لطَغَى على كل البلادِ كمالُهُ
لكنهم تركوه إهمالاً وكم
من خالدٍ أودى به إهمالُهُ
* * *
إن كنت تكلف بالطلول ونؤيها
عجْ بالركاب فهذه أطلالُهُ (7)
أو قف (بشبرةَ) والعقيق وشمهما
ملءُ العيون رواؤها وجلالهُ (8)
تجد الحياة كما تريدُ بسيطةً
نهراً صفا للشّاربين زلالهُ
الريح، لا هوجاء زفزفَ هيفُها
ودوى الصدى واسترجعته تلالُهُ (9)
يسري النّسيم يبث فيك بهمسِهِ
روحاً، وتهتاج الهوى أذيالُهُ
فالشّاعرُ الموهوب يسمو وَحْيُهُ
ويطوف حول الكائنات خيالُهُ
والذكريات على تنائي عهدها
فتحت له ما استحكمت أقفالُهُ
لو أسبلَ السترُ الوجيح أزالَهُ
هل كان يغني الستر أو إسباله (10)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :636  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 256 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.