شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحية مدرسة الفلاح (1)
بمناسبة (اليوبيل) الفضي الذي أقيم لها في الأسبوع الماضي.
طيوف من الذكرى تمر ببالي
وقد آذنت شمس الضحى بزوالِ
تذكرني روضاً من العلم زاهراً
تيممته خصباً فسيح مجالِ
لأقطف من أغصانه يانع الجنى
وأمرح منه في مديد ظِلالِ
فأنهلت ذهني من عيون معارفٍ
وحلق في رحب الفضاءِ خيالي
مدى زمنٍ ما طال، لكن وقعهُ
كوقع الحيا في مجدبات رمالِ
وللمرءِ حدُّ ليس يعدوهُ، والمنى
كبارقِ صيف، أو كلامع آل
وإني على ما قد تركت لنادمٌ
كما ندم المغلوبُ بعد قتال
* * *
ومدرسة معقودةٌ جنباتها
على كل طماحٍ شديد محالِ (2)
يشيد بإطراءٍ لها غيرُ كاذب
وينضح عنها الذم غيرُ مغالي
يمر عليها ربع قرنٍ ولم تزل
تفيض بنبع -لا يغيض زلال
ويخدم فيها العلمَ سامو مبادىءٍ
مُجَلُّو مضامير، كرام سبال (3)
أساتذة فاقوا ونالوا بجِدهمْ
من الفهم والعرفانِ كل منالِ
هم وقفوا منهم على العلم أنفساً
مدى الدّهر ما ذلت لأي سؤالِ
* * *
ويا محسناً من بين قومٍ أشحة
مماليك أطماع أحبة مالِ
فما ذب فيهم واحد عن فضيلةٍ
ولا جاد منهم واحد بنوالِ (4)
سننت لهم في النبل أطيب سنة
وكنت لهم في الجودِ خير مثالِ
وقمت بمجهود تكاءد أُمةً
بقوة نفس زُيّنتْ بفعالِ (5)
مآثر فردٍ مستقيم طويةٍ
مهذب أخلاقٍ حميد خصالِ
* * *
أنيري سبيل الناشئين ورددي
صدى العلم في قفر هنالك خالي
وقومي مقامَ الأم تعنى بنسْلها
وتذخرهم للمنصب المتعالي
وتدني لهم ما شط من رُتبِ العُلا
وتهديهم للحق بعد ضلال
وتمنحهم من نصحها ما يعينُهُم
على نصبٍ من دهرهم ونضالِ
فإنك أنت النور في حلكِ الدجى
يسير عليه النشء دون كلالِ
يشق طريقاً في الحياة ويرتقي
إلى الذروة الشماءِ غير مبالي
فما ضل من يهدي إلى نور دعوةٍ
ولا خاب من يسعى لنيلِ معالي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :530  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 257 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.