شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قوت الروح (1)
(إن في دمي شيئاً يأكلني ويوحي إلي بالتحرش بأصدقائي الشعراء، وهذه مهداة إلى صديقي الأستاذ أحمد قنديل، على الأقل شكراً صادقاً على مغادرتي له في شؤون الحج منذ أكثر من عامين إلى حيث أعمل الآن).
أقتاتُ من روحي وأشربُ من دمي
إن كنتِ عالمةً وإن لم تَعْلَمِي
حتى إذا حَمَّ الرَّدَى لاقيتُهُ
غَرداً كمثلِ الطائرِ المُترَنِّمِ
إنّي أحَيِّيهِ وأشكرُ منَّهُ
جذْلانَ.. شُكْرانَ الوفيِّ لِمُنْعمِ
وأهيمُ بالقَمَريْنِ ما لم يَأْفُلا
فإذا هما أَفَلا.. غَنيْتُ بأنْجُمِ
وإذا تخَوَّنْتُ النجومَ كآبةً
أعْنَقْتُ فوقَ سراةِ لَيْلٍ أدْهَمِ
إني كذاك، وفوق ذاك.. مُنزِّهٌ
سمعي، إذا ما لَجَّ لومُ اللُّوَّمِ
اللهُ سَوَّاني قليلَ لُبانَةٍ
جوَّالَ أفكارٍ.. عجيبَ توَهُّمِ (2)
يُغْني حَشَايَ عن الموائدِ مِسْكَةٌ
ومن الشّرابِ مِجاجُ ماءٍ في فَمي
وأظَلُّ أُدْلِجُ بالخيالِ ولا أَنِي
خَبَباً إذا ما طال نَوْمُ النُّوَمِ
وإذا نَعَيْتَ تأخُّري.. فلأنَّني
مُسْتَنْكِفٌ عن حيلةِ المُتَقَدِّمِ
* * *
يا بنتَ ذي سيَّارةٍ حُسَّانَةٍ
تَنْسابُ في التُّرْبِ انْسيابَ الأرْقَمِ (3)
لا تَعْنُفِي في القولِ.. إنّي فاهِمٌ
من غَمْرَةِ الأحداثِ ما لم تَفْهمي
ما هذه الدّنيا.. وما غاياتُها؟
ومن الذي تَكْويهِ كيَّ المِيسَمِ؟ (4)
المالُ؟ أهونُ ما يكونُ طِلابُهُ
إن كنتُ أعْبُدُهُ عِبادةَ دِرْهَمِ
الجاُه؟ أيسرُ ما يكونُ مَنَالُهُ
لثقيلِ غُنْمٍ أو لِخِفَّةِ مَغْرَمِ
ماذا وراء حياتِنا.. تبّاً لها
إنْ لم تَتِمَّ بِجَنَّةٍ وجَهَنَّمِ؟ (5)
* * *
قد كنتُ أعشَقُ.. غيرَ أنّ ليالياً
أمسى عليَّ شِهادُها كالعَلْقَمِ
فَمَضَيْتُ لا حُبّاً ولا كُرْهاً ولا
وَسَطاً، ولم أنْدَمْ لساعةِ مَنْدَمِ
أصبحتُ فرداً.. والحياةُ جماعةٌ
فإذا اسْتبَدَّتْ.. فالحياةُ كتَوْأمِ
إنِّي أَشِدُّ.. ولا أَشِدُّ.. وليتني
أفْنَى فَعِيشي بعد ذلك واسْلمي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :477  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 224 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج