شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وجه على ورق (1)
أنا لا أَمَلُّ من الرُّنُوِّ إلى مُحَيَّاكِ الجميلِ
أبداً يهيمُ الطّرفُ في وَادِي مَحَاسِنِكِ الظّليلِ
مِن أبيض يَقِقٍ، وأحمرَ ذابَ في شَفَقِ الأصيلِ
وسوادِ فرعٍ فيه بعضُ اللَّوْنِ من تِبْرٍ خَجُولِ
شَتَّى الزّنابقِ والزهورِ من الأسيلِ إلى الكَحِيلِ
الحسنُ صانَ شبابَهُنَّ عن التَّغَضُّنِ والذُّبولِ
* * *
أنا لست أفْتأُ إنْ رأيتكِ ذاكراً حُباً كَذُوبا
لي منه كلُّ نَصِيبهِ ما كانَ أحسبَهُ نصيبا
ما إن عَلِمْتِ عن الغرامِ ولا اصْطَلَيْتِ به لهيبا
لا تَعْلَمينَ، ولستِ تَدْرينَ العواطفَ والقلوبا
رُفِّهْتِ في أوْجٍ يعودُ به الجديبُ ثرىً خصيبا
قد تَعْرِفُ الشُّهْبُ الكُروبَ ولستِ تدْرينَ الكُروبا
* * *
أين ارتياحُكِ من ضَنَايَ وما ثَرَايَ لدى سمائكْ
أصبحتِ في الأُفُقِ البعيدِ أكادُ أعْشَى من ضِيائكْ
في كلِّ حينِ أبْتَغي سُحُباً تَلُوحُ على صَفائكْ
فأنالُ أسباباً من الأقدارِ تُغْرِي بارتقائكْ
لكنَّ جَوَّكِ ما يزالُ على ائْتِمارِكِ وانتهائكْ
أأَرُومُ حُمْقاً في الصَّحَارَى ضَجْعَةً فوق الأرائكْ
* * *
يا فوزَ مَنْ يَلْقَى هواكِ على حياةٍ أو حِمَامِ
إن كنتِ أبْصَرْتيهِ يَقْظَى أو حَلُمْتِ على مَنَامِ
خدّاكِ أم شفتاكِ أم عيناكِ أجدرُ بالكلامِ
السِّحْرُ فَرْدٌ عند فَردٍ والتُّؤامُ على تُؤامِ
ماذا يَفِي وَصْفٌ وأيُّ الوصفِ يَدْفَعُ كلَّ ذامِ
أنتِ التي يعيا بها عامٌ أتى من بعدِ عامِ
* * *
قد قيل: إنَّكِ طُرْفَةُ في الحُسْنِ.. لكنْ أيُّ طُرْفَهْ
تُحَفُ الأنام جميعُها تَفْديكِ منها كلُّ تُحْفَهْ
ليت الذي صنع الهوى لم يُعْطِني إلاَّ أخَفَّهْ
بل ليتَهُ لم يُعْطِنيهِ فقد أضاف إليَّ ضِعْفَهْ
أنا من أنا.. أنا عندليبُ وجْدُهُ بالرّوضِ شَفَّهْ
مُتَهجِّئٌ حرفَ الغرامِ وإنْ أكنْ ضَيَّعْتُ حَرْفَهْ
* * *
لو أنَّ في الدّنيا خلوداً غيرَ خُلْدِ الآخرةْ
لغدوتِ جنَّتَها التي تُصْبِي العيونَ النّاظِرَةْ
أزهارُها زَهْرٌ وأحداق النجومِ الزّاهرةْ (2)
وثمارُها ذاتُ القطوفِ مَوَائِلُ للباصرةْ
وعبيرُها خَمْرُ الأنوفِ المُشْتَهاةِ الخامرةْ
وجنانُ (عادٍ) كلُّها فيها هجيرٌ هاجرةْ
* * *
أنا هائمُ بالحسنِ لكنْ بالخيالِ أشدُّ حُبّا
أهْوَى الهوى صدقاً، وأهواهُ إذا ما كان كِذْبا
ويَرُوقُني آلٌ يلوحُ أعِبُّ منه الماء عَبّا
وكذاك وَجْهٌ يَطَّبِيني ما لقيتُ إليه دَرْبا
من فوقِ قِرْطاسٍ كأنَّ عليه إغماضاً وهَدْبا
مُتَحَرِّكاً حَيَّ البشاشةِ ناهبَ السَّرَّاءِ نَهْبا
* * *
هذاك يُرْضيني وإنْ يَكُ وجهَ حسنٍ في وَرَقْ
وجهاً يكادُ يُضيءُ لي ظُلَمَ الأماني في الغَسَقْ
حَيَّاهُ ربَّك من مُحَيّاً منه يَنْبَثِقُ الفَلَقْ
الصّبحُ فوق بياضِهِ كَكرى ألَمَّ على أرقْ
والشمسُ عند سوادِهِ عذراءُ رَيِّقَةُ الألَقْ (3)
حتى الغرامُ حَكَى على غَرَقٍ.. نجاةَ أخي الغَرَقْ
* * *
أفإن عجَزْتَ عن التَّطَلُّعِ نَحْوَ آفاقِ الجمالِ
وعجَزْتَ عن شَجَنِ الليالي فوقَ أجنحة الخيالِ
وطفقتَ تَعْمَه في الضّلالِ ويا لَحُبِّكَ من ضَلالِ
أصبحتَ عندئذٍ أرقَ من النّدى فوقَ الدَّوالي
فاكظمْ لِجامَكَ إنّ من أحْبَبْتَ أغلى كلِّ غالِ
أمسى الجمالُ -ولو على وَرَقٍ- أجلَّ من الجلالِ
* * *
هذا أنا أصبحتُ أعْلَقُ بالغرامِ على فؤادي
من مُزْنةٍ نَثَرَتْ بذوراً للنّباتِ بكلِّ وادي (4)
شِيحاً وحُوَذاناً وقَيْصُوماً يُرَاوِحُ أو يُغَادي
والوردُ يعْبُقُ نَشْرُهُ والوَرْسُ يُسْرِعُ للمُنادي
هذا كذاك، وإنّما نارُ المُؤجِّجِ للرمَّادِ (5)
العيشُ ذاك، فإن تُرِدْ عَيْشاً.. فذلك للنَّفَادِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :429  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 225 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج