شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكرى منسية (1)
لقد نَسِيَ العهدَ الذي كان لا يُنْسَى
فَتًى باتَ لا يبكي عليه ولا يأْسَى
وما جَلَدٌ أنْساهُ عهداً مُحَبَّبا
ولكنَّهُ همٌ على قلبهِ أرْسَى
كأنَّ الأفاعي جُثَّمُ في طريقِهِ
إذا ما مشى أو رُصَّدٌ كلّما أمْسَى
فتاةٌ يَرفُّ الحُسْنُ في قَسَماتِها
فَتَبْدُو به بدراً وتَطْلَعُهُ شَمْسا
وما البدرُ والشمسُ اللذان نراهما
سوى من عَشِقْنا واسْتَطَبْنا به الأنْسا
يُذَكّرُنا منه ومنها سَنَاهُما
أفاويقَ وصلٍ أو كؤوسَ هوىً تُحْسَى
لقد مُدَّ حبلُ الوُدِّ بينهما مَدىً
فَقَرَّ بها عيناً وطابَ بها نفسا
تَمَتَّعَ منها ثم ألْقى رَمِيمِهَا
إلى الرَّمْسِ أحْبِبْ بالذي سَكَنَ الرَّمْسا (2)
وكيف يذودُ الموتَ عنها، وإنّه
لمُرْتَقِبٌ يوماً يُماثِلُهُ نَحْسا
فيَالَكَ من حَوْلَيْنِ حُلْوَيْنِ كالمُنى
وكالفجرِ تندى أعطافهُ وَرْسا
غفا زمَني فيها كإغفاء مُجْهَدٍ
فأمْسَتْ حَوَاشيهِ مُنَضَّرَةً مَلْسا (3)
ولمّا صحا كان ادِّكاري وصَبْوَتي
وحُبِّي خيالاً لستُ أُثْبِتُهُ حَدْسا
* * *
أأَيَّتُها المُلْقاةُ في قاعِ حُفْرَةٍ
من الأرضِ لا تُبْدي لمُسْتَمِعٍ جَرْسا
كِلِيني لِهَمِّي، قد خلوتُ من الهوى
تقاضَيتُ في اسْتِبْدَالِهِ الثَّمَنَ البَخْسا
وأدتُ شبابي وهْوَ في أوجِ رَوْقِهِ
وأسْلَسْتُ من غُلْوَائِهِ النُّفُرَ الشُّمْسا (4)
تَشَبَّثْتُ بالسّلوى وكنتُ أذِيمُها
فقد طَمَسَتْ بيني وبين الهوى طَمْسا
فبِي من همومِ العيشِ ما قد يَذُودُني
ويُشغل عنه الذّهنَ والقلبَ والحِسا
عَدَتْني عن الذِّكرى همومي وأغْلَقَتْ
منافذَ من سمعي لِمَنْ لَجَّ بي هَمْسا
وما ينفعُ الجسمَ المُرِمَّ بِقَبْرِهِ
وفاءٌ ولا يَسْتَشْعِر السَّعْدَ والتَّعْسا
وفيُّ الهوى، أو من يخونُ، كلاهما
إلى غايةٍ، ذاقا النّعيمَ أو البُؤسا
فإن كان غَرْسي صَوَّحَتْ زَهَراتُهُ
فإني لمُعْتاضٌ بأمثالِهِ غَرْسا
* * *
أكنتُ أميناً؟ أين منّي أمانةٌ؟
خَؤوناً؟ فإنّي لم أخنْ زمناً خَلْسا (5)
مضى كالرّؤى تَسْتَغْرق الطَّرْفَ لحظةً
وتُقْصي النَّوَى إمّا تَقَرَّيْتُها لَمْسا (6)
لقد كان عهداً كلُّ عَهْدِ مَنَاحةٍ
بجانب عَهْدٍ بَزَّ في طِيبهِ العُرْسا
خُذيني على العلاّتِ -صاحبتي- فلو
وَفَيْتِ إذنْ لازْدَدْتُ في صَبْوَتي مَسا
لقد كان ذاك العيشُ مَغْنَى صَبابةٍ
فَوَلَّيْتُ عنه ثم غادَرْتُهُ دَرْسا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :491  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 214 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج