شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكريات (1)
يا حبيبَ القلب، أين الذكرياتْ؟
هل تَرَى الماضي إذا وَلَّى يَعُودْ
هل يُعِيدُ الحبُّ عهداً منه فاتْ؟
خَلُقَتْ آثارُهُ وَهْوَ جديدْ
* * *
كان ذاك الثّغرُ رفّافاً على
رَعْشَةِ الخَدَّيْنِ أو رَقْصِ الشِّفاهْ
كلما جَدَّتْ عليه قُبْلَةٌ
رَجَّعَتْ أصداؤها لَحْنَ الحياهْ
* * *
كان ذاك الخدُّ ما يَنْفَكُّ عن
لَثْمَةٍ تُحْنَى وأُخرى تُستباحْ
تترَامَى منه أنْغامُ الظَّما
كلّما عاوَدَهُ اللَّثْمُ المُتَاحْ
* * *
لَهَفٌ، شوقٌ، جنونٌ، سُعُرٌ
واضطرامٌ واحتدامٌ لا يَبِيدْ
كلّما ساقَيْتُهُ من قُبْلَةٍ
باتَ يَشْكُو قائلاً هل من مَزِيدْ؟
* * *
وجبينٌ لستُ أدري ما عسى
أن يقولَ الوصفُ فيه ما يقولْ
كفضاءِ الأملِ الضّاحكِ في
ظلماتٍ من قُنُوطٍ لا يزولْ
* * *
ويمينٌ كلّما صافَحْتُها
قالتِ الرّاحةُ لي ماذا تشاءْ
قلتُ أبْغي أن أرى يومَ النَّوَى
وهْوَ يَذْوي تحت أقدامِ المساءِ
* * *
فإذا جاء المساءُ المُبْتَغَى
وشَبِعنا من تلاقٍ وعناقْ
قلتُ أين الصّبحُ يأتي فَيَشي
بحديثِ الوصلِ أو شكوى الفراقْ
* * *
يا لَعَيْنَيْهِ وعيناهُ غَزَتْ
من فؤادي مَعْقِلاً كان منيعا
فيهما كلُّ الأماني مُكثٌ
غيرَ أنّ الدّهرَ قد كان سريعا
* * *
أتُراني يا حبيبي ناسياً
ذلك العهد وذكراهُ بِقَلبي
كلّما جالتْ بِبَالي صورةٌ
منه مَثَّلْتُ لها أطيافَ حُبّي
* * *
ما يطولُ الليلُ أو يَقْصُرُ أوْ
تُبْطِىءُ الأيامُ أو تَمضي سِراعا
أنتَ منها مِحْوَرٌ حتّى إذا
شِئْتَ كنتَ الآمرَ الناهي المُطاعا (2)
* * *
لستُ ألْحُوكَ ولا أعْذِرُ مَنْ
باتَ يَلْحُوكَ على شيء تُريدُهْ
كلُّ هَجْرٍ يُرْمِضُ القلبَ، فإنْ
شِئْتَ طَفَّفْتَ وإنْ شِئتَ تَزِيدُهُ
* * *
يا لها من ذكرياتٍ حُلْوَةٍ
مُرَّةٍ، فاعْجَبْ لهذا من نَقِيضِ
كَمْ أرَدْنا وتَمَنَّيْنا فها
قَدْ هَوَتْ تلك الأماني في الحضيضِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :444  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 213 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.