شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لو كنتَ شيخاً
[كان المطلوب أن أجيب عن هذا السؤال نثراً، ولكن الجواب جاء شعراً.. ومع ذلك، فلو نثرته لما قلت غير ما قلت في هذه القصيدة].
لَوْ كُنْتُ شَيْخاً؟ يَا لهُ مِنْ سُؤَالْ
يُضْحِكُ ربَّاتِ الحِجَالِ الثِّقالْ
مَنْ أنا؟! إنْ لَمْ أكُ مُعْرَوْرِياً
ظُهُورَ أعْوَامٍ عِرَاضٍ طِوَالْ؟
إنِّي لَذُو شَيْخُوخَةٍ أطْفَأَتْ
جَذْوَةَ قَلْبي بَعْدَ فَرْطِ اشْتِعَالْ
وُلِدْتُ شَيْخاً، أوْ أرى أنَّنِي
خُلِقْتُ مِنْ قَبْلِ الثَّرى والجِبَالْ
كَابَرْتُ دَهْرِي، ثُمَّ خلَّفْتُهُ
يَدِبُّ مِنْ خَلْفِي دَبيبَ النِّمَالْ
أعْمَارُكُمْ تُزْجُونَها بِالْمُنَى
وَوَقْتُكُمْ تُحْصُونَهُ باللَّيالْ
لِيَهْنكُمْ يَوْمُكُمُ، إنَّهُ
مُحْتَفِلُ البَهْجَةِ كُلَّ احْتِفَالْ
* * *
اليَوْمُ عِنْدِي سَنَةٌ مرَّةٌ
والعَامُ لاَ يُوصَفُ عِنْدِي بِحَالْ
كَمْ قَدْ طَوَاني حينَ لَمْ أطْوِهِ
عُمْرٌ شَدِيد الوَطءِ جَمُّ النَّكَالْ
لَوْ مِتُّ طِفْلاً خِلْتُ أنِّي بِهِ
مُعَذَّبَ المُهْجَةِ، فِيمَا أخَالْ
ألْقَتْ بِيَ الأحْزَانُ في عَيْلَمٍ
مَا تَخْطُرُ الفَرْحَةُ فِيهِ بِبَالْ
ولاَ تَرَى فِيهِ مِلاَحَ الرُّؤَى
وَلاَ بَهَتْ فِيهِ زُهُورُ الجَمَالْ
* * *
ألَسْتُ بالشَّيْخِ، وقَدْ شَمَّسَتْ
رأْسِي خُيُوطُ الشَّيْبِ بَعْدَ الظِّلاَلْ؟!
أبْيَضُ، مَا سُرَّتْ بِهِ مُقْلةٌ
قَدْ أشْعَلَ الفَوْدَ، وأَوْرَى القَذَالْ
القَلْبُ مِنِّي قَدْ بَراهُ الضنَى
والجِسْمُ قدْ أوْغَلَ فِيهِ الكِلاَلْ
وَشَاخَتِ النَّفْسُ وَأَوْدَى بِهَا
قُرْبُ ارْتِحَالٍ بَعْدَ طُولِ اعْتِلالْ
لا الشَّمْسُ، لا البَدْرُ، ولاَ كَوْكَبٌ
أغرُّ يَبْدُو مِثْلَ وَمْضِ الخَيَالْ
وَلاَ الرِّياضُ الغُلْبُ تَهْفُو لَهَا
إذَا سَجَا اللَّيْلُ رِيَاحُ الشَّمَالْ
لا شيْءَ يُغْريني بإبْهَاجِهِ
مَلَلْتُ هذا العَيْشَ كُلَّ المِلاَلْ
مَا وقَعَتْ عَيْنِي على مُوْنِقٍ
إلاَّ ومَجَّتْهُ رَخِيصاً مُذَالْ
مَسْخاً، وَنَسْخاً، كُلَّمَا أبْصَرَتْ
حُسْناً أعَادَتْهُ دَمِيمَ الخِلاَلْ
* * *
أصْبَحَ إحْسَاسِي مَرِيضاً عَلَى
عَكْسِ، يَرَى في الصَّابِ طَعْمَ الزُّلاَلْ
أشْتَفُّهُ حَتَّى إذا مَسَّ مِنْ
قَلْبِي مَكَاناً عَادَ مِثْلَ النِّصَالْ
مَذَاقُهُ يُحْمَدُ لَكِنَّهُ
أذَمُّ مَا كانَ، دَمِيمُ الفِعَالْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :379  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج