شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
خطرات على ضفاف جَدول
وَمُنْدَفِعٍ تِيَّارُهُ في سُهُولَةٍ
كما انْسَابَ مَعْسُولُ اللَّمى في تَمَهُّلِ
يَسيرُ بِبُطءٍ تَحْسِبُ العَيْنُ سَيْرَهُ
قَرَاراً، وَيَمْضِي الدَّهْرَ لَمْ يَتَحَوَّلِ
على جَانِبَيْهِ النَّبْتُ يَنْمُو كَأنَّهُ
رُؤَى نَائِم قَدْ صُوِّرَتْ في التَّخَيُّلِ
وَمَا مِنْ خَريرٍ غَيْرَ هَمْسٍ تَخَالُهُ
كَنَجْوَى قَديمَيْ إلْفَةٍ وَتَغَزُّلِ
صَدَى هَمْسِهِ يَذْوِي بِقَلْبِي وَلَمْ أكُنْ
عَلَى مَسْمَعي في هَمْسِهِ بِمُعَوِّلِ
فَأَوْحَى إليَّ الفِكْرَ يُمْلي خَوَاطِراً
وألْهَمَنِي ما صُغْتُهُ مِنْ تأمُّلِ
نَضَا عَنْهُ مَا فِيهِ مِنَ الطِّينِ والقَذَى
فأصْبَحَ مَجْلُوّاً كَصَفْحَة صَيْقَلِ
تَمَعَّجَ مِثْلَ الأُفْعُوَانِ، وَوَسَّعَتْ
لَهُ الأرْضُ مِنْ أكْنَافِهَا كُلَّ مَنْزِلِ
رَمَى النَّاسَ وَالدُّنْيَا بِنظْرَةِ سَاخِرٍ
فَمَا زَالَ مِنْهَا في نَوًى وَتَنَقُّلِ
فَدُنْيَاكَ دُنْيَا، وَهْوَ دُنْيَا بِنَفْسِهِ
يَحُثُّ خُطَاهُ مُزْمِعاً لِلْترَحُّلِ
إذَا قَرَعَتهُ الشَّمْسُ يَنْدَى جَبِينُهُ
بإشْعَاعِ نُورٍ كالنُّضَارِ المُكَلَّلِ
كأنَّ بِهِ الأرْوَاحَ تَهْفُو طَلِيقَةً
سَوَابِحَ في جَوٍّ مِنَ النُّورِ مُعْتَلي
* * *
فَكَمْ كَاعِبٍ حَسْناءَ قَدْ جَرَّ فَوْقَهَا
رِداءَ صَباً يُضْفِيهِ أوْ ذَيْلَ شَمْأَلِ
وَكَمْ زَهْرَةٍ في جَانِبَيْهِ تَفتَّحَتْ
بَرَاعِمُهَا عَنْ طَرْفِ هَيْفَاءَ أشْهَلِ
وَكَمْ خَدّ عَذْرَاءٍ نَمَا مِنْ رَمِيمِهِ
أرِيجُ شَذّى يُزْهَى بِهِ كُلُّ مَحْفَلِ
نَزَلْتُ بِهِ كَيْ أسْتَحِمَّ مُبَادِراً
لِنَزْعِ لِبَاسٍ فَوقَ جَنْبِي مُثْقَلِ
أُصَفِّقُ فيهِ لاعِباً كُلَّ مَلْعَبٍ
وأكْرَعُ مِنْهُ نَاهِلاً كُلَّ مَنْهَلِ
وَقَدْ صِرْتُ مِنْهُ وَهُوَ مِنِّي، تَمَازُجاً
أعُبُّ مِنَ الكَأْسِ الدِّهَاقِ وأجْتَلِي
غَدَوْتُ بِهِ في لُجَّةٍ مِنْ خَوَاطِرٍ
أجُوبُ بِهَا في مَجْهَلٍ بَعْدَ مَجْهَلِ
تَجَمَّمَ قَلْبي فيهِ بَعْدَ عَنَائِهِ
وَنِلْتُ بِهِ ما شِئْتُهُ مِنْ مُؤَمَّلِ
تَذَوَّقْتُ فِيهِ لَذَّةَ الرَّاحَة التي
عَدَتْني، وقِدْماً كُنْتُ مِنْهَا بمِعْزلِ
فإنْ شِئْتَ أنْ تَلْقَى نَعِيماً ورَاحَةً
فَكُنْ مُسْتَريحاً ناعِماً فَوْقَ جَدْوَلِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :414  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 18 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج