| مقابلة مع الأستاذ حسين سرحان
(1)
|
| العجان.. الرومانطيقي.. البدوي.. لعيق الخيام، أحد ثلاثة مصدر فخر وتيه للحجاز والعالم العربي -كما قال الأستاذ حمزة شحاتة رحمه الله. |
| ذلكم هو الأستاذ حسين سرحان، الذي عزف عن نشر الشعر والنثر، ولكنه لم يزهد عن نظم الأول وتحبير الثاني. |
| التقته الرياض -أدب وثقافة- في داره بمكة المكرمة بغية الحصول على أجوبة لأسئلتها، فاستقطرها كلمات مقتضبة، كان معظمها هروباً من الإجابة أو تعويماً لها ولكننا ننشرها باعتبارها أحد مواقف كتّابنا الأجلاء الذين انتظرنا إسهامهم الفعّال في إبداء الآراء الصريحة. |
|
- في تقديمه لكتاب "شعراء الحجاز في العصر الحديث" قال الأستاذ حمزة شحاتة رحمه الله: "إن من شعراء هذه المجموعة من لا يفخر الحجاز وحده بهم ويتيه، بل كل عربي، وهم السرحان، وعواد، وقنديل، وحسين عرب.."
(2)
.
|
| ما هي الرؤية التي انطلق منها حمزة شحاتة لتكوين رأيه هذا وترشيح هذه الأسماء بالذات، ثم ماذا قدم هؤلاء من إضافة للأدب خلال الثلاثين عاماً الأخيرة؟ |
| - لأني واحد من هذه المجموعة التي أثنى عليها المرحوم شحاتة فإني لا أستطيع أن أجيب. |
|
- وقال الأستاذ حمزة شحاتة أيضاً: "ومنهم مستحق الرثاء، ومنهم مستوجب التعزير حتى يعلن توبته عن رفع عقيرته بمثل هذا الهراء"
(3)
.
|
| هل يمكن أن يكشف لنا الأستاذ حسين سرحان تصريحاً أو تلميحاً من كان يعني الأستاذ شحاتة بقوله هذا؟ |
| - لا والله. |
|
- يعتبركم النقاد من روّاد التجديد "من داخل الكلاسيكية"، أي أنكم جددتم في أسلوب ومضمون القصيدة ولم تمارسوا التجديد في الشكل. هل يعني هذا أنكم ترفضون الشعر الحر بجميع أشكاله؟
|
| - ما يقوله النقاد عني، فهذا شأنهم.. وأنا لا أعتبر الشعر الخارج عن نطاق الوزن والقافية شعراً على الإطلاق. |
|
- قلتم في تقديمكم لديوان أحد الشعراء الشباب قبل مدة: "إنكم كفرتم بالشعر والشعراء، وإنكم هجرتم قراءة الشعر ونظمه"
(4)
.
|
| هل يعني هذا أنه قد تكونت لديكم قناعة بعدم جدوى الشعر.. أم أن هناك خللاً معيناً في البنية الثقافية والاجتماعية على مستوى الوطن العربي جعلكم تهجرون الشعر قراءة ونظماً؟ |
| - إن ما قلته هو ما أعنيه بالضبط وإن تعددت الأسباب. |
|
- طاهر زمخشري -عبد الله بن خميس -إبراهيم فوده -غازي القصيبي هؤلاء يلتقون جميعاً في كونهم شعراء ولكن ما رأيكم في كل منهم كشاعر؟
|
| - رأيي أنهم جميعاً شعراء على تفاوت المنزلة بين كل منهم. |
|
- تعددت الآراء والمفاهيم في تعريف الشعر وتحديد ماهيته، أين يقع رأي الأستاذ حسين سرحان بين هذه الآراء والمفاهيم؟ بمعنى آخر ما هو مفهومكم للشعر؟
|
| - قلت رأيي في الشعر في مقدمة ديواني "أجنحة بلا ريش" فليراجع هناك. |
|
- الشعر النبطي "البدوي" هناك من يشكك في قيمته الأدبية، ويرى أنه لم يعد صالحاً لحمل المضامين الفنية والاجتماعية.. عدا كونه يساهم في الإساءة إلى اللغة العربية.. ما رأيكم وهل نظمتم في هذا اللون؟
|
| - رأيي أنه شعر مهم ومطلوب، وهو قائم بمهمته أحسن قيام. |
|
- هل قرأتم للأقلام النسائية في بلادنا وما رأيكم "بثريا قابل" كشاعرة؟
|
| - قرأت القليل، وثريا مثل غيرها لا تمتاز عن زميلاتها بشيء. |
| - هيفاءُ تخطرُ والأنسامُ تستبقُ |
| وينشر العطرَ من أزهارها الألقُ |
| أرقُّ من نسمة الأسحار قامتها |
| وليس ترحمُ من قد شفَّه الومقُ |
| تغار شمسُ الضحى من نور طلعتها |
| ومن بشاشتها الإشعاعُ ينبثقُ |
| يلفُّها الحسنُ في أبهى غلائله |
| ومن مفاتنها الألحاظُ والحدقُ
(5)
|
|
| هذه الأبيات للشاعر طاهر زمخشري في أحد دواوينه الأخيرة.. هل يمكن لهذا النموذج أن يشكل تجربة شعرية معاصرة من حيث الشكل والمضمون؟ وهل ينم هذا النموذج عن معاناة حقيقية أم أنه مجرد افتعال للتجربة؟ |
| - إنها معانٍ عادية مطروقة كسائر شعر الزمخشري. |
|
- ما مدى علاقتكم بالآداب الأجنبية، وهل نشأت عن هذه العلاقة انعكاسات على إنتاجكم الأدبي؟
|
| - بطبيعة الحال كل قراءات الأديب داخلياً وخارجياً تنعكس على إنتاجه. |
|
- ما الفرق بين الحياة الأدبية قبل ثلاثين عاماً وبينها الآن؟
|
| - هذا يحتاج إلى بحث طويل. |
|
- في ديوانكم "أجنحة بلا ريش" مرثية لشاعر مصري اسمه "أحمد فتحي" فمن هو وما علاقتكم به؟
|
| - كان صديقاً وقد احتضر شاباً وقد غنى له محمد عبد الوهاب "حلم لا لعين الساهر" وأبدع. |
|
- في الآونة الأخيرة طرحت الصحف رأياً جديراً بالمناقشة، وهو قيام وزارة مستقلة تعنى بشؤون الثقافة. ما رأيكم؟
|
| - حبذا لو صح ذلك. |
|
- ما رأيكم في الصحف السعودية، وما هي الصحيفة اليومية التي تحرصون على قراءتها؟
|
| - أقرأ كل الصحف السعودية، وهي متقاربة في كل السمات. |
|
- شعراء معاصرون قرأت لهم وما زلت مهتماً بإنتاجهم، وشعراء قرأت لهم مرة واحدة فلم تكرر التجربة.
|
| - هذا يحتاج إلى بحث متسع.. |
|
- ما هو الموقف الحضاري الذي يجب أن يقفه المثقف العربي أمام تحديات العصر؟
|
| - أن يقابلها بمثلها في عزم وإصرار. |
|
- في حواركم مع الأستاذ حمد القاضي قبل أيام نطقتم اسم الشاعر الجاهلي "الشنفري" منتهياً بالياء
(6)
، بينما يقال إنه الشنفرى ينتهي بالألف المقصورة.. ما رأيكم؟
|
| - خذا بطن هرشى أو قفاها فإنما |
| كلا جانبي هرشى لهن طريقُ
(7)
|
|
|
- ماذا تبقى لكم من "حمزة شحاتة" و "محمد حسن عواد"؟
|
| - كل من مات لا يتبقى له إلاّ الرحمة والغفران. |
|
- ود لم تضعفه الأيام ولم يوهنه الزمن أنتم طرف فيه فمن هو الطرف الآخر؟
|
| - في مثل هذا الزمن لا يوجد مثل هذا الود. |
|
- قصيدة تعتز بها، قصيدة لها مكانة خاصة في نفسك.
|
| - القصيدة التي أعتز بها ولها مكانة في نفسي لم أنظمها بعد.. |
|
- ماذا يقرأ الأستاذ حسين سرحان في الفترة الأخيرة.. وما هو آخر كتاب قرأه؟
|
| - أقرأ كل ما هب ودب، وآخر ما قرأت كتاب "مروج الذهب" للمؤرخ المسعودي. |
|
- سؤال توقعتموه.. ولكننا لم نطرحه عليكم.
|
| - هل أنت يا حسين سرحان مثل بقية الناس؟ أم تغلب عليك "البهيمية". |
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
