شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسالة أشبه بالمقالة إلى مجهول (1) !!
سيدي الأستاذ..
تحية لك، وإكرام.
كنت أزاول النقد منذ أيام صوت الحجاز، ثم البلاد السعودية، ثم البلاد فيما بعد ذلك.. ولقد قلت مرة في بعض ما نشرت: إن مهمة الناقد أن يبحث عن الأخطاء في جحور الخنافس..
ولم يكن النقد في عصرنا سليماً، أو رزيناً رصيناً، كما كان أيام الجرجانيين وابن قدامة، وابن جني، وأبي هلال العسكري، وابن رشيق، والجاحظ، وغيرهم، من أعلام النقاد القدامى.
وحسبك من نقد المتأخرين، الذي تتغلب فيه عوامل الهدم، والتنقص، والحزازات، وطلب الشهرة، من أمثال: العقاد، والمازني، والرافعي، وأبي نعيمة (2) وشكري، وزكي مبارك.. وسواهم!
فلقد عاد النقد أداة هدم، وتحطيم، بعد أن كان وسيلة للبناء والكمال وتدارك النقص.
فإذا كان هذا، هذا فما علينا، وإنك لعلى يقين من ذلك، ولنعد إلى أدبنا الذي اصطلحوا على تسميته بالسعودي.. فإن هناك من يتعرض لتاريخ الأدب عندنا دون أن يكلف بذلك، فتراه -ويا عجباً- يلغي أسماء أعلام لهم شهرتهم، وخدمتهم التي لا تنكر في الأدب، لا لشيء إلاّ لأحقاد شخصية ظل مثابراً عليها طيلة عشرات السنين، وأصبح يترجم في كتاباته، أو في مجلته، لزعانف وأغمار لم يسمع بهم، وليس لهم ما يستحق القراءة، ولا حتى التصفح، لا لسبب إلاّ لأنهم يدعونه بالأستاذ الكبير، والمؤرخ الجهير.. ثم لا يستحي بعد ذلك أن ينشر كل هذا الهراء في ما يملكه ويسيطر عليه من ورقات، قال عنها مرة إنها تنفد قبل نفاد الشهر.
ويا سيدي، فأما أنا الذي أوسم بهذا الاسم المذكور في آخر هذه الكلمة، فوالله -ربنا جميعاً- لقد أحسب أني بلغت من الشهرة الكافية فوق ما أرجو، وإن الذي يذكر اسمي أو يغفله لهما عندي بمكان سواء.
إني لم أفرح بشعري قط، ولا بإنتاجي كله، بل لعلّ كل ذلك شر ما أملكه.
ولم أعرف طول عمري أبداً أني استجديت التقريظ، أو التطبيل، من أحد كائناً من كان.. ولقد كتبوا عني كثيراً، فما عناني مرة واحدة أن أشكر من أطراني، أو أرد على من خفض من شأني.
إن الذي يكتب إليك هذا يكرر لك تقديره، واسمه في ما يذكر "حسين سرحان".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :286  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج