شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مأساة فلسطين (1)
إن مأساة فلسطين لم تكن للعرب، أو للمسلمين وحدهم، ولكنها مأساة لكل بني العالم من كل أنواع البشر.. إنها مأساة الضمير العالمي المفقود.. وأين الضمير العالمي؟؟ ليت شعري!! كل منظمات الأمم المتحدة من هيئات أمن، وهيئات عدل، لا تساوي نقيراً، فضلاً عن أنها لم تعمل شيئاً للجرائم المرتكبة في الجزائر، وفي الجنوب العربي الممتد من المرافئ الغربية، إلى منتهى الشمال الشرقي في الخليج العربي.
إن مأساة فلسطين أكبر من ذلك.. بل إنها سابقة، تدعو إلى العجب، والرثاء، في آن واحد.. فلم يسبق في التاريخ من عهد "أكاد" و "سومر"، وما قبلهما، إلى عهود الآشوريين والعيلاميين، والحيثيين، والفينيقيين، وغيرهم من شعوب آسيا، أو أفريقيا، أو حتى أوروبا، لم يسبق أبداً في كل التاريخ المذكور -ولن يجوز بعد ذلك- أن ارتحلت أمة بأسرها عن ديارها التي أقامت فيها أكثر من ألفي عام، كالشعب العربي الفلسطيني.. فقد أثبت تاريخنا أن العرب -وخصوصاً منهم عرب الجنوب- كانوا يسكنون في نواحٍ كثيرة من بلاد الشام، التي يحدها البحر الأبيض المتوسط.
ثم بعد الإسلام انتهى أمرها إلى أن أصبحت ضمن الإمبراطورية الأموية العربية.. وهناك دليل على سكنى العرب في الشام قبل الإسلام.. أن هاشماً جد النبي -عليه السلام- الثالث، أو الثاني كان في رحلة تجارة إلى الشام، فمات في غزة، فقيل لها بعد ذلك "غزة هاشم".
هذا كان قبل الإِسلام.. وبعد أن فتح الإسلام العالم المعمور، أصبحت فلسطين جنداً من جنود الشام في الخلافة الأموية، وفي ما تلاها من الخلافة العباسية.
وبعد.. فما هي فلسطين؟؟ لقد كانت قبيلة البلشتي أول شعب استقر في السهل الساحلي من فلسطين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
ثم أنشأوا عدداً من المدن منها: غزة، وبيت دجن، وأسدود وغيرها، ودخلوا في حروب مع الإسرائيليين، في القرنين الحادي عشر والعاشر ق.م إلى آخر تاريخها.
إن فلسطين من أولها، تعتبر قسماً من أقسام الشام، هي والأردن، ولا يحدها من الجنوب إلا الحجاز.
وماذا يفعل العرب في مأساة فلسطين؟!!
لقد قالها فارس الخوري، وقالها آخرون من زعماء العرب.
إن فلسطين لا تحل إلاّ في أرضها، وهو أن نلقي باليهود في البحر بعد أن يأخذ السلاح منهم ما يأخذ.
فأما في ما عدا ذلك، من مؤتمرات، أو منظمات أمم متحدة، فإن ذلك يعد لهواً من اللهو وسبيلاً لا استقامة له.
إن حل فلسطين.. القتال في ميدانها.. في فلسطين بالذات وعندئذ، تنتهي مشكلة اسمها مشكلة فلسطين، بالرغم من أنف أمريكا وأوروبا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :199  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 59 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج