شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دقائق (5) (1)
الذي يدعو إلى اطراح الأسلوب الجميل في الكتابة، وأن نكتب كما يتفق كتابة متهافتة هلامية تزخر بالأخطاء اللغوية النحوية والصرفية والإملائية.
الذي يدعو إلى نبذ البناء الهندسي المتكامل الرائع، وأن نكتفي بالأطلال والخرائب!
الذي يرغب منا أن نزوي أبصارنا عن حسن الوجوه وامتلائها بالنضارة والإشراق، وأن ننظر فقط إلى الرمم العفنة والأشلاء الممزقة.
الذي يطلب إلينا أن نزهد في الثروة والغنى والامتلاء، وأن نركض وراء الفقر والإملاق والخواء.
الذي يروم منا في سذاجة وغباء أن نستبدل العقل بالجهل، والذكاء بالفدامة، والجمال بالدمامة، والقدرة بالعجز، والقوة بالضعف، والجذل بالحزن، والصحة بالسقم، وأن نزوي في أجسامنا، ونخوي في عقولنا، ونمرض في نفوسنا، وأن ننهزم بعد الانتصار، وننكسر بعد الانجبار، وبعد أن نكون قد اكتسحنا الظلمات، وأحيينا الموات، وجمعنا الشتات، نعود فنلوذ بأركان الفرار.
لمصلحة من يدعوننا إلى ذلك؟
لمصلحتهم؟
كلا.. إنهم أغبى من أن يميزوا بين المصلحة والمفسدة، وأبلد من أن يفرقوا بين المنفعة والمضرة، وهم فوق ذلك أجبن من أن يدعوا الشجاعة، وأعجز من أن ينتحلوا البراعة!
إذاً ما هو الحافز لهم على هذه الدعوة الركيكة الرعناء؟ وأي يد حمقاء تحرك هذه الأشباح في حنادس الليل؟
كلما ضرب الليل بجرانه تحركوا كما تتحرك الوطاويط؛ لأن أحداقهم أوهن من أن تبصر في النهار، وأعصابهم أضعف من أن تتحرك في النور.
هؤلاء الخفافيش المنافيش لماذا يرومون منا أن نعود القهقرى ونخسر جهود السنين، وننفض أيدينا من ثقافة المدى المتطاول، وقراءات الزمن المديد، ونعود فنكتب بلغتهم الضحلة وعبارتهم الفسلة، ونرجع فنترك حلانا المؤنقة لنتمتع بعطلهم الكئيب، ونرمي بملابسنا الرذلة لنحظى بعريهم الفاضل؟
ما هو مبلغ علمنا بالصواريخ لنتشدق ونقول في صبيانية مذهلة:
إننا نعيش في عصر الصواريخ؟
ليت لكم براءة الأطفال حين ترتضخون لثغة الأطفال..
اصعدوا.. اصعدوا لعلّكم تصبحون كالرجال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :195  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.