هذه الأسئلة تتوارد إلى الذهن -أي ذهن بشري- دائماً ومصحوبة بعلامة استفهام كبيرة..
إن البلهاء وحدهم هم الذين لا يفكرون في الموت مطلقاً.
إنهم مشغولون بمطالب الجسد، ثم على الدنيا العفاء حتى إذا ألمت بهم سكرة الموت بالحق تنبهوا بعد فوات الأوان.
قبل عدة سنين استغرقني التفكير في الموت حتى لظل يأكل معي ويشرب وينام ويقوم ويقعد، كنت أفكر فيه بلا رعب.. كلا بل بلا مبالاة!
وكنت أعتام عبد الله عريف بالزيارة بين حين وآخر أيام كان رئيساً لتحرير جريدة البلاد السعودية في الدار المصاقبة لمنهل الشامية!.
وقلت له يوماً:
ألا تعلم أن طيف الموت لا يبارح خيالي منذ أمد بعيد؟
فضحك ثم استأنف قائلاً:
غريبة.. وأنا مثلك منذ مدة مديدة وأنا أيضاً أفكر في الموت بصورة عجيبة.
كل عود سيصوح!
وكل زهرة ستذبل!
هذا كلام مردد مكرر، ولكن أشد ما يؤلم فيه أنه صحيح!.
مجموعة من الأحاسيس المتوهجة والمشاعر المتوفزة والعواطف الجياشة.. هذه كلها سيقال عنها إذا وقع الموت.. لقد كانت وتذهب هذه الحزمة الخضراء الرقراقة كأن لم تغنَ بالأمس.
الموت؟
أجل إن التفكير في الموت يعتبر ضرباً من الحيوية الذهنية.. إنه تفكير في الحياة!؟