شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بذور فلسفية (3) (1)
النقطة أوسع من المحيط
نعم قد تكون النقطة أوسع من المحيط.. مم يتألف المحيط؟.. أليس من أعداد لا نهاية لها من النقط أو النقاط؟ فكيف إذاً تصبح النقطة أوسع من المحيط؟ ليست المسألة سفسطة، ولا هي من ألاعيب (جورجياس).. إنها حقيقة ألفاً في المائة 1000%.
الجزء الذي لا يتجزأ.. عاد يتجزأ، بل إن آخر عنصر من المادة -من أي نوع من أنواعها- مهما تحلل إلى آخر أو أقصى أو أدق نقطة فيه.. إنه مع ذلك أضحى محوراً لطيفاً أو عنيفاً تدور حوله شموس وأقمار وكواكب كما تدور الأجرام السيارة حول محاورها، أو حول مطافاتها.
ولست أعني بذلك الذرة أو النواة وما يماثلها، فمثل ذلك بلغ من الشهرة عند الناس إلى حد أنه عاد مبتذلاً حتى عند العامة.. وليس هذا كله ما أعنيه في هذه الكلمة.. إن الذي أعنيه أن هناك كلمة تغني عن كلمات، وأن هناك روضة صغيرة تضم من أطايب الأزهار ولذائذ الأثمار ما يملأ مكان عشرات الحدائق في عديد من الأقطار..
إن ذلك لكذلك.. فهناك من يطيق أن يعبر عما يريد في سطور معدودة.. وهناك من يسهب في عداد الصفحات.. كما أن هناك من يباشر نفس الموضوع في الإكثار من المؤلفات.. وهناك من يتوسط أو يفيض كما فاض (تنور) سيدنا (نوح) عليه السلام..
(أنا أحبك).. هذه كلمة صغيرة لا قبلها ولا بعدها، مكوّنة من مفصلين.. ولكنها إذا مست المشاعر، وانطبعت بالصدق، وأصبح القلب هو المصدر الوحيد لها.. فإنها تعني أكثر وأنبل وأجمل مما تعنيه قصائد الغزل والنسيب من عهد (فرجيل)، و (هومير) إلى العهد الأخير.
ومن عهد ابن حذام والمهلهل وامرئ القيس إلى عهد (شوقي) -مثلاً- وإن لم يكن هو آخر العهود..
.. فقط.. (أنا.. أحبك).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :209  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج