شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بواكير أفكار لم تنضج (1)
إن الأفكار كالملابس.. والملابس نفسها تتبع الناس، في الأزمنة، والأمكنة، وقد تسيطر الملابس على الناس، وقد يحدث العكس!
فمنذ سنين كنا نتقيد بالملابس من العمائم الفكرية المصرية، فكنا نستنزف أفكاراً من أدب العقاد، والمازني، وشكري، ومن شعر شوقي، ومطران وحافظ..
ومن قبل ذلك كنا نستمد أدبنا من شعراء المهجر: جبران [وميخائيل] (2) نعيمة.. ونسيب عريضة والشاعر القروي.
لقد كنا أطفالاً في هذه المدارس.. وهناك فرق كبير بين المدرسة المهجرية والمدرسة المصرية.. ففي المهجرية.. لا يعبأون باللغة، ولا بأركانها.. ولا بأصولها، فإن اللحن يتفشى بينهم، في كل كتاباتهم.. من جبران.. إلى ميخائيل نعيمة.. إلى نسيب عريضة.. إلى آل المعلوف، وآل المعلوف عائلة عربية قديمة، لها آثار واضحة في الأدب، واللغة، والتاريخ!
وفي هذه الأثناء -أيضاً- كنا نتلقى مجلة "الرسالة" بكل آدابها الرفيعة، وكان رئيس تحريرها حسن الزيات صاحب الديباجة الأصيلة في الأدب العربي الأصيل!
فضلاً عمن يكتب فيها من أعلياء اللغة العربية وآدابها أمثال: مصطفى صادق الرافعي، ومحمود شكري، والعقاد، والمازني، وأحمد زكي، ومحمود الخفيف، وزكي مبارك، وغيرهم ممن لا أحيط بهم فكراً.
كذلك كنا نقرأ.. ولم نكن نقرأ الروايات البوليسية، ولا شرلوك هولمز.. ولا أرسين لوبين.. فكيف كانت قراءاتنا من قبل نحو ثلاثين عاماً!.. إلى قراءات أطفال رضع يزعمون أنهم يفهمون!
وكذلك كنا في سحابات ضباب هذا الزمن.. ما نزال على يقيننا بقوة دراساتنا، وفي مناهجنا في الأدب العربي القديم، والحديث.. وما نزال أيضاً على علياء تتخذ مباهجها من صدور أنفسنا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :463  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج