شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الموظفون.. والديوان (1)
قبل مدة غير قليلة، صدر في القاهرة مرسوم جمهوري يقضي بإقراض الموظفين، وانتشالهم من أزماتهم المالية، بموجب شروط موضوعة وكفالات متوفرة، إلى آخر ما هنالك.
إن الموظف أياً كان فقير الحال بقطع النظر عن الوزراء ووكلائهم وأرباب المناصب العالية، فإنه لا يلجأ إلى العمل إلاّ مضطراً بدافع من حاجة ماسة وإلاّ لكان له في الأعمال الحرة منتدح واسع.
وبعض الموظفين يحتالون بدافع الحاجة إلى تعاطي بعض الأعمال التجارية، أو يمتهنون التطويف أو غيره ولو بأسماء منتحلة، أو طرق معوجة، ولهم في ذلك عذرهم الواضح، فإن الإعواز والجوع يرغم حتى على أكل الميتة!
إن الموظف إنسان قبل أن يكون أي شيء آخر، إنه إذا أمَّن لنفسه الضروريات طمحت عينه إلى شيء من الكماليات، بل إن كثيراً من الكماليات تحولت إلى ضروريات بحكم الزمن، وعدوى الجوار والبيئة، مثل: إدخال الكهرباء، والماء، والثلاجة، والغسالة والأثاث المكوّن من كنب، وموائد وغير ذلك.
وماذا يصنع الموظف المتوسط الحال؟
إذا أراد أن يستأجر داراً في مطلع العام بنحو بضعة آلاف من الريالات؟
إذا أراد أن يزوج ابنه البالغ ليدرأ عنه مفاسد المراهقة؟
إذا كان له دار، وانهار جانب منها، ويحتاج ترميمها إلى بضعة آلاف قبل أن تتقوض الدار كلها؟
إذا مرض قسم كبير من عائلته، وأراد أن يعالجهم علاجاً صحيحاً ناجعاً، ولزم الأمر تشكيلات كبيرة من الأدوية؟
إلى كثير من هذه الحالات الممضة المرهقة، التي تقع على رأس الموظف المسكين، ولا يسعه الانفكاك منها، ولا مادة عنده يستطيع بها مجابهة هذه المآزق المحرجة.
ثم.. الرشوة؟
لعنة الله عليها، وعلى آخذها، ومعطيها، والساعي فيها.
ولكن كيف يفعل الموظف البائس، وهو يرى أن راتبه لا يمكن أن يقوم بأوده؟.. وقد حل للجائع المضطر أكل الميتة؟ ثم هو يرى أن مطالب العيش من شتى الوجوه لا تعفيه، ولا تعذره؟
كانوا يقولون: كاد الفقر أن يكون كفراً..!!
وكان الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول فيما يؤثر عنه: لو أن الفقر [رجل] لقتلته (2) .
إن الموظف رهين في ذمام الحكومة، ومنوط بها ومحسوب عليها.. إنه "علاقة أجاويد"، وهل هناك "أجاويد" أقدر، وأرحم، وأكرم من الحكومة!!
إني أضع هذه المسألة بين يدي جلالة أبي الشعب (سعود).. وبعده فإني أضعها في يدي وزير المالية والاقتصاد الوطني.. سمو الأمير طلال.
من هم علاقة الأجاويد؟
نحن هنا!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج