شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اسخر من نفسك (1)
اسخر من نفسك إن كنت مغروراً.
واسخر من نفسك إن كنت متواضعاً.
ففي كلتا الحالتين يجب أن تسخر من نفسك! فأما إن كنت مغروراً فتلك أجلى وأدعى إلى أشد عواطف السخر المجتاح، لماذا يا سيدي تسحب أذيال الغرور؟ من أنت؟ لتكن من تكون بسطوة جاه أو سعة نفوذ، أو غزارة علم، أو قوة ذكاء، أو جمال أدب، أو كثرة مال، ولكن على شيء من هذا، أو عليه كله مجتمعاً -إن اجتمع لإنسان- فيم كل هذا الغرور؟ قصر عمرك أم طال، فما المآل؟
باعان من الأرض في ارتقابك، يرحبان بمصيرك ترحيباً ساخراً مؤلماً، فاكفف من غلواء غرورك أيها المغرور، واسخر من نفسك إن كنت متواضعاً، فلا سبيل إلى الخيلاء والتطاول، ما دمت تعرف بدايتك ونهايتك، وما دمت تفهم أن أكبر جهلك في أعظم علمك، وأن فرط جمالك هو السر في قبحك، وأنك -كيفما كنت- لا يمكن أن تعدو طورك إلا بوهم، ولا يسعك أن تتجاوز حدك إلاّ بزيف! تتواضع؟ ماذا يسعك -يا إنسان- غير هذا؟ أتريد أن تتكبر؟ على من؟ أعلى أمثالك من الناس؟ فلعلك شرهم، أم على الجماد والحيوان؟ فهذان لا يحفلان بك، ولا يشعران بوجودك، فعلى من تسوق غرورك المغرور؟
ما أضعف الإنسان، وما أقواه!
وما أعطله، وما أحلاه! لو عرف كيف يأخذ من كل شيء بنسب صحيحة، وكيف يستفيد بعد ذلك -من كل ذلك- استفادة صحيحة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :493  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج