شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
محمد سعيد العامودي
تكلمنا عنه في قسم المنظوم
خواطر سانحة
حول الإصلاح
أمل كبير يساور النفوس، ورجاء عظيم يختلج في الأفئدة، وثقة كبرى يشعر بها الحجازيون اليوم.
ذلك الأمل الكبير، وذلك الرجاء العظيم؛ هما ليس غير -في الإصلاح وتلك الثقة الكبرى هي في شيء واحد لا سواه، وهو العمل، العمل الجدي الحازم في سبيل الإصلاح.
لا يوجد قطر من أقطار الأرض، ولا توجد أمة من أمم المسكونة في فقر وعوز شديدين إلى إصلاح الأحوال وتنظيم الشؤون وإلى البناء والتشييد وإلى تأسيس دائم المستقبل القريب والبعيد، أقول لا يوجد قطر اليوم ولا توجد أمة أشد احتياجاً إلى كل ذلك من هذه الأقطار الحجازية، وهذه الأمة العربية الإسلامية.
أجل، لقد فهمت الأمم جميعاً وقطعت المراحل العديدة في سبيل الحياة والتقدم. سارت الشعوب سيرها الذي نسمع عنه، ومشت خطوات واسعات في طريق الحضارة والارتقاء، والحجاز الحجاز الذي هو قبلة البلدان، الحجاز الجدير بأن يكون على الدوام في طليعة الشعوب نهوضاً وحياة.
هذا الحجاز الذي أقول عنه مع الأسف الشديد، قد بقى بمعزل عن كل شيء، بقي وحيداً منزوياً، بقي ساكناً لا يتحرك، بقي نائماً لا يستيقظ. بقي في حالته السقيمة التي خلفتها له الأجيال الماضية القريبة لا البعيدة تلك الحال المحزنة المؤلمة التي تشمئز منها كل نفس حية ذات غيرة وإباء.
الناس يسيرون إلى الأمام يعملون ويجدون ويكدحون ثم هم يرتقون ويتقدمون وينالون ثمرات سعيهم، والحجاز يسير واأسفاه، إلى الوراء إلى الوراء. ليس هناك عمل وليس هناك سعي وليس هنالك بذل مجهود في سبيل الإصلاح الوطني.
يا قوم لقد تأخرتم وأيم الله، وتأخرنا عن كل الأمم والشعوب. تأخرنا عنها ليس بمرحلة ولا بقرن ولا بجيل وإنما كان هذا التأخر المزري بمراحل وقرون وأجيال.
يا قوم لقد بقينا وحدنا، نعم وحدنا، لا بين هذا الطمر البالي، لباس الخمول والجمود، لباس النوم العميق، لباس التقاعد عن شريف الأعمال وعن جليل المساعي، فهل نحن بهذا جديرون؟ أين الغيرة الوطنية أين الشهامة العربية، أين الإخلاص، أين الإباء؟
هذه البلاد أصبح فيها الجهل مستحكماً وبات الفقر ضارباً أطنابه، فأين العمل العمل، العمل لإزالة هذين الداءين العضالين اللذين يفتكان في عضدنا وينخران في جسمنا وهما الجهل والفقر. أين المدارس نكثر من إنشائها على اختلاف أنواعها، وندخل في نظم التعليم وبرامجه ما يقتضيه الحال من تحسين، فنقوم إذ ذاك بأكبر عمل خالد وأعظم خدمة وطنية؟ وأين المشاريع العمرانية وما يتبع ذلك من الأمور الداعية لنشر الصناعة وترويج التجارة؟ أين الشركات ونقابات التعاون نعمل لتأسيسها ونسعى لإشادتها فتقضي بذلك حقاً على داء الفقر المستحكم وننهض نهضة اقتصادية؟
أين الإصلاح الذي أصبحت الآمال معقودة عليه اليوم والذي بات كل ما تصبو إليه النفوس من أماني؟
هذا الإصلاح نقوم بأكبر قسط منه إذا عملنا بهمة وإخلاص في سبيل القضاء العاجل على داءي الجهل والفقر.
لقد أصبح الشأن اليوم غيره بالأمس. ولقد بادت حقاً تلك الظروف العصبية القاسية، حيث كانت الحرية محجوراً عليها وحيث كان مجال الإصلاح ضيقاً أستغفر الله بل غير موجود بالكلية.
فالآن، وقد أصبح فينا شيء من الحزم وحسن القصد ونيل الغاية، هل يدب فينا عرق الحياة؟ هل تتحرك في نفوسنا إحساسات الغيرة والشمم؟ هل نشعر بمقدار ما حلَّ بنا من تأخر وضآلة بالنسبة لسوانا فننهض حالاً ونؤدي ما علينا من واجب محتم مفروض لهذا الوطن؟ لا ريب في أن أكبر واجب علينا هو هذا النهوض العام ولا جدال في أن أحسن فرصة سعيدة تسهل لنا العمل من أجل بلادنا العزيزة وفي سبيل رقيها وعمرانها، إنما هي هذه الفرصة السانحة، فمجال الحرية والصراحة مع الإخلاص قد أصبح ذا سعة أمامنا.
ألا فلنعمل يا قوم ولنقلع عن خطتنا المألوفة في الحياة، لنقدم ولنسر وليكن السعي المتواصل شعارنا؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :510  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 72
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج