شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفى به سعادة الدكتور راضي صدوق ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ما أحسب أن أيّما إنسان يحظى بمثل هذه الفيوض الغامرة من العواطف النبيلة الكريمة السخية يستطيع أن يرقى بالتعبير مهما أوتي من ملكة القول، أن يرقى بالتعبير إلى مستوى الوفاء والشكران والعرفان، لكننا لا نملك إلا اللغة، لهذا أقول: شكراً، شكراً لسعادة الشيخ الأستاذ عبد المقصود خوجه صاحب هذه الاثنينية التي جعلت من يوم الاثنين في حجم أيام الأسبوع جميعاً، شكراً على كريم ضيافته، شكراً على أنه استطاع أن يحشد هذا الجمع الطيب من كرام العلماء والأساتذة والأدباء والمثقفين، ونحن نعرف جميعاً أن من طبيعة الأدباء أن يكون بينهم تنافس بطريقة أو بأخرى، وقلما يجتمع الأدباء والشعراء حول طاولة واحدة، إن نجاح الأستاذ الشيخ عبد المقصود خوجه في حشد هذه الوجوه الكريمة، هذه النخبة الطيبة، بهذه الكثرة الكاثرة المباركة هي شهادة حق بحقه، أيضاً أقول شكراً لسعادة مربي الأجيال الشيخ الجليل الأستاذ عثمان الصالح، هذا الرجل الذي تتجسد فيه الأصالة الأصيلة الذي يغمرنا بحنانه الأبوي حسبي منه أنه كان في سفر طويل في الولايات المتحدة الأمريكية، وما إن حط رحاله في الرياض حتى توجه في اليوم التالي إلى الكويت وما إن عاد من الكويت حتى جشم نفسه مشقة السفر، وحضر إلى جدة، هذا الترحال من بلد إلى بلد لنكون معه هنا يعبر عن أصالة وأستاذية ومكارم أخلاق فشكراً له وما أحسب أن الشكر يفيه حقه.. كذلك شكراً لجميع إخواني الذين كنت قليلاً بنفسي قبل أن أستمع إلى كلماتهم ثم أصبحت كثيراً بهم وبكم جميعاً بعد هذا الكلام الطيب الذي حرك بي كوامن الشجن المعتق، يعيش في شغاف القلب، شكراً لأخي وصديقي القديم الجديد المتجدد دائماً الكاتب الشجاع الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، وشكراً لشاعرنا الكبير وأخي وصديقي العزيز الأستاذ حسن عبد الله القرشي، ذلك الاسم المتوهج في دنيا الشعر العربي، وشكراً لشيخي الجليل الشيخ العلامة الذي يذكرنا جميعاً بأساطين الفكر والعلم من علمائنا وشيوخنا الأفذاذ في العصور الذهبية الغابرة، شكراً لأستاذي الشيخ أبي تراب الظاهري. كذلك أشكر الأستاذ عبد الرحيم الحايك، سعادة نائب سفير دولة فلسطين، على هذه الكلمة الطيبة المشكورة، أشكر كذلك الأستاذ عبد الله رجب الذي أعادني إلى ذكريات جريدة البلاد عندما أرتبطت بها من خلال صداقتي بالأستاذ عبد المجيد شبكشي، رحمه الله، وكنت أساهم في يوميات على مدى أكثر من عشر سنوات باستمرار، إضافة إلى كتابة بعض الافتتاحيات أحياناً وإنشاء البلاد الأسبوعية التي كانت مجلة ثم تحولت فيما بعد إلى (إقرأ) بعد أن تم الحصول على امتياز بإصدارها كمجلة أسبوعية.. الواقع أن البلاد الأسبوعية بدأت بداية طريفة، جمعت جميع البراعم والشباب الواعدين، وقد حملت أمانتها أكثر من عامين، ثم انسحبت لأترك المجال إلى نخبة من الشباب الملهم المعطاء، أما بالنسبة لحديث برنامج المرأة في الإذاعة فالواقع عندما حضرت إلى الإعلام هنا من خلال علاقتي وصداقتي الشخصية بمعالي الأستاذ جميل الحجيلان، اتصل بي عندما كنت في عمان حيث كنت أعمل مستشاراً لوزارة الإعلام ورئيساً لتحرير مجلتها الأسبوعية، قال لي: بعد سقوط الضفة الغربية أقترح عليك أن تحضر إلى المملكة فلبيت شاكراً وحضرت، وبقيت إلى جواره في الرياض فترة من الزمن كنت أشارك في التخطيط البرامجي للإذاعة، وكان كل أستاذ أو معد يتخلف عن برنامج إذاعي لسبب أو لآخر كان الشيخ جميل الحجيلان يقول دعوا فلان يسد الثغرة فوراً، فكنت أكتب في الاقتصاد وفي الأدب وفي كل مجال وأذكر أن الأستاذ عباس غزاوي سفير المملكة حالياً في ألمانيا كان مديراً عاماً للإذاعة والتلفزيون ونقل للخارجية وكان يكتب برنامجاً سياسياً يومياً باسم صدى الأحداث، وكان هذا البرنامج ناجحاً فكلفني معالي الشيخ جميل الحجيلان أن أكتب هذا البرنامج اليومي السياسي دون توقيع، أما بالنسبة لبرنامج المرأة فكان اسمه "البيت السعيد"، فقد تعاقب على كتابته وإعداده عدد من السيدات لكن تقرير لجنة البرامج في النهاية لم يكن في صالح هذا البرنامج، فقيل لي أرجو أن تعد مجموعة من الحلقات النموذجية لفترة معينة حتى ينهج المعدات هذا النهج، وفعلاً أعددت البرنامج لمدة طويلة، لأنه عندما توقفت قيل لقد نجح البرنامج فلا تتوقف، فبقيت حوالي عامين أعد برنامج "البيت السعيد" ولكن دون اسم، لم أضع اسمي عليه - لأنه كان في هذا البرنامج "طبق اليوم"- لكن حولته من كلام تقليدي عادي، إلى دور المرأة في المجتمع وفي التربية، كذلك حولته إلى برنامج أسرة وليس برنامج للمرأة، هذا بالنسبة لملاحظة الأخ الأستاذ عبد الله رجب.
أشكر جميع الإخوة الحضور من أساتذتي الأفاضل من علماء وأدباء وإن لم أستطع أن أسمي أكثرهم بأسمائهم وكلهم أعزاء وأحباء، أود أن أشير إلى هذه الندوة العامرة، الندوة الطيبة، لقد قطعت مسيرة حياتي في العالم العربي من الشط الغربي للبحر الأحمر حوالي ثلاثين عاماً ثم جبت أقطاراً عربية أخرى وكانت لي علاقات أدبية هنا وهناك، لكنني لم أجد في أي بلد عربي هذا المناخ الأدبي العامر بالثقافة والطيبة وكرم الضيافة إلا في هذا البلد المبارك، هنا في جدة سمعت أكثر من ندوة، وبالطبع الاثنينية مشهورة ومشهود لها في أوساط كثيرة، كذلك في الرياض هنالك ندوة شيخنا الجليل مربي الأجيال الأستاذ عثمان الصالح، أيضاً هي أثنينية في الرياض ولعل التوأمة بين أثنينية الرياض وأثنينية جدة قائمة بما لمسته من محبة عميقة تجمع بين سعادة الشيخ عثمان الصالح، وسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه.. فاثنينية الرياض وأثنينية جدة توأمان أدعو لهما بالعمر المديد إن شاء الله.. كذلك هناك ندوات أخرى في الرياض، وسمعت أن هناك ندوات في المدينة المنورة، هذا المناخ الأدبي الثقافي المبارك غير متوفر في أي بلد عربي آخر وهي فضيلة من الفضائل الكثيرة التي تتمتع بها هذه المملكة، إن ما يقوم به بعض الأفراد الأجلاء الأفاضل من دور لرعاية الأدب وتشجيع الثقافة في هذا البلد المبارك لا تقوم به مؤسسات كبيرة في بلدان عربية أخرى، في بلاد عربية أخرى أغنياء وأثرياء وموسرون كثيرون، ولكن لم يخطر في خاطر واحد منهم أن يخصص للأدب والثقافة ساعة من وقته أو يفرغ كرسياً في بيته يستضيف فيه أديباً أو شاعراً أو مثقفاً.. فبورك لهذا البلد لرجاله المخلصين، بورك لرعاة الثقافة ورعاة الأدب في هذه الروح الطيبة الأصيلة.
أرجو قبل أن ننتقل إلى الحديث كتبت أبياتاً شعرية عاجلة لم تأخذ إلا بضع دقائق أستأذنكم في قراءتها:
أيان ترحل لا قلب ولا كبد
تحنو عليك وأنت البلبل الغرد
رحلت عن موطن الآباء مغتربا
والجرح في القلب والأشواق تتقد
وكل خففة عرق فيك غرغرة
من الدموع طواها الصبر والجلد
ولـك نظـرة عيــن منــك مجمـرة
مــن الحنين ســداها الحـزن والكمد
تكبرت فيك روح لا تذل أسىً
ولا تهون على البلوى ولا تجد
ترى صغارك والبأساء تفرسهم
زغب الحواصل لا عيش ولا رغد
وشعبك الحر في الآفاق تسفعه
هوج الرياح ولا مأوى ولا سند
أنَّا حللت فلا عقل ولا سكن
ولا أمان ولا ظل ولا برَدُ
حتى نزلت بأرض النور فارتعشت
بك الجوانح واستحيا بك الجسد
هذا مقامك عند البيت نِعمَ به
وبورك البيت والأهلون والبلد
أنظر حواليك فالأبصار شاخصة
لمنبع النور والأقوام تحتشد
كأنما الدهر في تيه وفي فرح
وهامة المجد من عليائها تفد
ومهرجان من الأمجاد مصطخب
وموكب من خيول العز متئد
حطت هنا في رحاب النور مَرْكَبَها
يحفُّها الأملُ المنشودُ والعُدَدُ
وأسلست لدروب المجد مِقودَها
لكي يسيرَ بها الإيمان والرَشَدُ
الفجرُ تهتف في الأعماق جذوته
وعالَمُ البغي خلف الليل يرتعدُ
هذا أنا يا رحاب الطهر معتكف
فدَى السنين لعل الجرح يبتردُ
والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :605  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج