شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ الصحفي عبد الله رجب من مؤسسة البلاد للصحافة
والنشر مداخلة في هذه الليلة ))
- سلام الله عليكم.. وأنا أيضاً لم أكن معداً كلمة، الأستاذ راضي صدوق كبير في نفسي، وهو دائماً في قلبي أديباً شاعراً باحثاً، وأقول لكم كيف؟ لقد تعرفت على الأستاذ راضي صدوق من نحو ثلاثين سنة ربما عام 67 م أو 68 م كانت صدرت في مؤسسة البلاد مجلة البلاد، وكانت تحمل كلمة مجلة إنما كان عنوانها البلاد فقط، وكانت أسبوعية وأذكر من أيام الأستاذ الشيخ عبد المجيد شبكشي كانوا يعدون في مؤسسة البلاد لإصدار مجلة أسبوعية فصدرت هذه البلاد وهي النواة لمجلة اقرأ، مما أذكره عن الأستاذ راضي صدوق أنه كان سكرتيراً أو كان هو المسؤول عن هذه المجلة الأسبوعية، وكان يشرف عليها من ألفها ليائها وكان الأستاذ راضي صدوق يشعرنا وقد كنت طفلاً صغيراً في وقتها، يشعرنا أننا أساتذة وأننا كبار ويعاملنا على هذا الأساس وأذكر من بعض (الشيطنة) فنجي نشغله في التحرير في الليل ونتكلم معه، ونحن مجموعة من الشباب، وكان واسع الصدر، ويمتلك قدرة عجيبة على الصمت والاستماع إلى محدثه، وحتى إن كان في حديثنا بعض الأخطاء أو الأغلاط فكان الأستاذ راضي في ختام لقائنا به يوجه بكلمة، وكانت الأمور ماضية في المجلة على هذا الأساس.. وكان الأستاذ راضي صدوق إذا غاب مقال الأستاذ حسين العسكري يقوم هو بكتابة ذلك المقال، وكان المقال صفحتين في المجلة، وإذا غاب أي أحد من الكتاب الملتزمين في المجلة يوكل الأمر إلى الأستاذ راضي صدوق، فإن كان شعراً وإن كان أدباً وإن كان بحثاً في السياسة وإن كان بحثاً في الاجتماع، الأستاذ راضي يغرف باسم الله ما شاء الله.
ومن ذكرياتنا مع الأستاذ راضي صدوق أنه كان ينشر شعراً جميلاً رائعاً راقياً في بعض المجلات غير الصحف السيارة الأسبوعية السياسية، كان ينشر في مجلة "قافلة الزيت"، وفي "الأديب" اللبنانية وكنا نتلقف هذه الأعداد منه هو، كان يشتريها ويعطينا إياها وكان يشجعنا، أيضاً - أذكر - من أيام وجوده في المملكة مقيماً في رحابها على الرحب والسعة، وأثناء عمله في الإذاعة أعد برنامج المرأة لمدة سنة أو سنتين، حقيقة إن البرنامج الذي أعده الأستاذ راضي صدوق في تلك المرحلة بعد فاتنة أمين شاكر (دكتورة الآن) ونساء أخريات، وكان من أفضل برامج المرأة الذي أعده الأستاذ راضي صدوق، وهذا طبعاً يؤكد مقولة العقاد أن المرأة تجيد الطبخ ولكن إذا طبخ الرجل فهو أجود منها وأنها تجيد حياكة ملابسها فإذا حاك لها الرجل فهو أجود منها، فكان الموضوع يعني غاية في الجودة، الأزياء طبعاً العالمية، وهكذا.. فحقيقة برنامج المرأة كان له مستمعون - والله يا أستاذ راضي - من الرجال أكثر، ففي الفترة التي أعد حلقات البرنامج كان يستمع الناس إلى هذا البرنامج وكان برنامجاً قوياً ورائعاً جداً.. حقيقة كان الأستاذ راضي في تلك المرحلة يحسن أي عمل يوكل له سواء في مجلة البلاد، وهي البلاد بدون كلمة "مجلة" أو في الإذاعة، يغطي المكان الذي هو فيه.. أنا طبعاً أردت بهذه الكلمة أن أذكرك بنفسي يا أستاذ راضي ولعلك تتذكر ذلك التلميذ المشاغب في تلك المرحلة، وكنا لا نشاغبك وحدك، حقيقة كنا نشاغب الأستاذ الكبير علي العمير، وآخرين وآخرين أما الرجل الطيب في مؤسسة البلاد على أيامنا ونحن صغار فهو السيد يس طه، كان من الكبار حقيقة، ويشملنا بكل ما كنا نتطلع إليه ونحن صغار متعلقون في تلك المرحلة بالصحافة، حتى أن المكافأة لما كان يأتيه البيان بها من الأستاذ عبد المجيد شبكشي ناقص قليلاً يقوم بزيادتها من عنده، ويستأذنه فيما بعد بالتلفون، يقول له جاء فلان وزودته، فكانت هذه أشياء عجيبة، طبعاً، نقول كلمة صغيرة عن الأستاذ عبد المجيد شبكشي عليه رحمة الله أنا أذكره في رؤساء التحرير الذين مروا والذين سيمرون علي إذا أمد الله في العمر، التقيت في مكتب الأستاذ عبد المجيد بعشرات عشرات الأدباء من داخل المملكة وخارجها، من داخل المملكة مع حفظ الألقاب عبد الوهاب آشي، أحمد عبد الغفور عطار، عبد القدوس الأنصاري، وآخرين.. ومن خارج المملكة ما كان أحد يزور المملكة ويجيء إلى جدة إلا ويزور مكتب الأستاذ عبد المجيد شبكشي، فكنت تلتقي في تلك الأيام بعشرات من الأدباء والباحثين من العالم العربي عند الأستاذ عبد المجيد شبكشي، وكان بعض السعوديين من أدبائنا الكبار إذا رأوا أديباً ناشئاً من أمثالي في تلك الأيام لا يفارقونه، في الظهر يدعونا إلى الغداء الأستاذ العواد يرحمه الله كان يدعونا في مطعم هنا في جدة لا أدري إن كان ما زال موجوداً، اسمه مطعم لبنان فكان أي أحد يصيده في المؤسسة يقول له: "هيا أتفضل وتعال الغداء" ويروح يغدينا وسبحان الله كانت الناس غير الناس.. ومن الناس الذين تعرفنا عليهم في مرحلة الأستاذ عبد المجيد شبكشي أيضاً - والله وليس نفاقاً وليست مجاملة لأنني الآن من منسوبي مؤسسة البلاد وبدون لقب أمين عبد الله القرقوري هذا الجالس أمامكم الآن، وأيضاً كان أمين عبد الله متواضعاً كريماً مساعداً للشباب متفهماً لكل احتياجاتهم وكما جاءت الإضافة الآن فعلاً كان وما زال، فهذا هو أمين عبد الله من ثلاثين سنة وأنا عرفته على هذه الصفة، نحمد الله على أننا دائماً نعيش بين الكبار، الكبار أدباً وأخلاقاً والكبار فضلاً وما نبغي من الدنيا شيء غير هذا.
والسلام عليكم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :567  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.