شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذة نورة بنت عبد العزيز آل الشيخ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه مؤسس هذه الاثنينية المباركة، أصحاب المعالي، أصحاب السعادة، الأخوات الحاضرات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من شواطئ الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي حلّق طائر النورس على النسمات الربيعية لتنثر على شواطئ جدة تجربتها الثرية كتابةً وقصةً قصيرة وعملاً اجتماعياً وحقوقياً. ما بين دفتي كتاب تجارب ضيفتنا تكمن المؤثرات الحياتية والتجارب الشخصية التي تركت صبغتها وبصمتها على ضيفة أمسيتنا الجميلة الأديبة والقاصّة شريفة بنت إبراهيم الشملان، هذه الكاتبة التي تشكلت شخصيتها من مجموعة تجارب شخصية وأسرية ومهنية؛ فمن قلب عنيزة إلى واحة "الزبير" كانت رحلة الأسرة. وفي "الزبير" التي احتضنت الأسر والقبائل النجدية النازحة إما لشظف العيش آنذاك، أو بهدف التجارة، كان عبد المحسن الشملان جد ضيفتنا وتاجر الخيول أحدهم، حيث نزل "بالزبير" في طريقه إلى الهند بالتجارة ولاحت له صبية في التاسعة من عمرها خطبها ثم أكمل مشواره إلى الهند وعاد وتزوجها وكان إبراهيم والد ضيفتنا.
نشأ إبراهيم بعد أن فقد والده في سن مبكرة في كنف أخواله، ثم تزوج من عائلة التويجري واستقر به المقام في "الزبير" ثم حلف على أن يربي أبناءه العشرة وكانت أستاذتنا وضيفتنا شريفة طالبة تدرس في مدارس "الزبير". ولأن الحياة تزخر بالعديد من محطات الفشل والنجاح، فقد حضرت ضيفتنا المحطتان الفشل والنجاح؛ ففي المراحل الدراسية الأولى عندما كانت تعجز عن كسب صديقة أو الاحتفاظ بها، كانت شريفة تبكي هذا الفقد فاستحقت لقب "أم دميعة"، لعل هذه الدموع هي من شكّل شخصية المرأة القيادية في العمل الاجتماعي، والقاصّة المبدعة في مجال القصة، والحقوقية الباحثة عن الحق والمنافحة له.
في المرحلة الابتدائية هاجمها الفشل وشعرت بالألم، وقالت لها والدتها: "الإكمال ابن عم النجاح". لكن هذه الصغيرة المسكونة بالتحدي لم تقبل بابنة العم وثابرت حتى أصبحت الأولى على صفها، وعندما أكملت تعليمها الثانوي التحقت بكلية الإعلام. بعد الجامعة هاجمها الفشل مرة أخرى ولكنها لم تستسلم له، فقد عجزت عن اقتحام الإعلام كاختصاصية إعلام لكنها تسيدت الريشة كاتبة وقاصّة، أما العمل فقد حظيت بالعمل الاجتماعي حيث تدرجت حتى أصبحت مدير عام الإشراف الاجتماعي النسائي بالمنطقة الشرقية، وهنا استطاعت أن تضع بصمتها وتقود العمل الاجتماعي نحو الشراكة المجتمعية الفاعلة حيث عملت على المطالبة باستحداث بعض الإدارات الحكومية التي لم تكن موجودة وقد تقابل بالرفض المجتمعي آنذاك، حيث طالبت الوزارة بافتتاح مؤسسة لرعاية الفتيات بالإحساء لرعاية الفتيات الجانحات، وقد تحقق ذلك على يديها، كما دعمت لوجستياً جمعية "فتاة الخليج" في برنامجين قويين، الأول: برنامج إعداد مدربة رياض الأطفال، هذا البرنامج الذي اعترفت به وزارة الخدمة المدنية، وغدا تعيين خريجات هذا البرنامج على المرتبة الخامسة. البرنامج الثاني: مشروع "هيا نقرأ"، وهو موجه للأطفال ونتيجة لنجاح هذا البرنامج الذي تم تنفيذه بالتعاون مع "أرامكو"، وقد قامت جمعية "فتاة الخليج" أيضاً بتنفيذه في عدد من دول الخليج العربي بطلب من جهات حكومية وأمنية، كما تم تزويد عدد من أولياء الأمور بالحقائب التدريبية للأطفال في أستراليا وكندا وأمريكا لتمكين الأسر العربية من تعليم أبنائها القراءة وتحبيبهم فيها.
سعت الأستاذة شريفة لتحسين صورة العمل الاجتماعي في أذهان العامة والخاصة بعد أن كان مفهومهم له محصوراً في كونه تقديم المساعدات للمحتاجين فقط، حيث عملت على تعزيز الشراكة مع التربية والتعليم من خلال قيامها بزيارات مكوكية للمدارس والمعاهد والكليات، شرحت بها العمل وناقشت بأسلوب علمي مع المسؤولات أسباب الفشل الدراسي للأيتام، ومن ثم تم وضع برنامج الزائرة التعليمية. كانت تحلم بتحقيق برنامج أسر الأيتام، لكن بعض المعوقات وقفت دون تحقيق هذا الحلم. عملت على تمكين المرأة بالمطالبة بحقوقها الشرعية من خلال تعريفها بهذه الحقوق، وذلك بدعم جمعية "فتاة الإحساء" على استحداث مكتب الاستشارات الأسرية، وهذا المكتب يساعد المرأة على التعرف قانونياً وشرعياً على حقوقها بحيث يتيح لها المعرفة ومن ثم المطالبة بها قضائياً. شاركت في تأسيس عددٍ من الجمعيات الخيرية النسائية، ولذا كان لا بد لها من أن تضع برنامجاً للعمل التكاملي بين الجمعيات، حيث استطاعت أن تقنع الجمعيات بالتميز ببرامج معينة حتى تعم الفائدة الجميع.
في طفولتها كانت تقضي ليالي الصيف مستمعةً إلى قصص جدتها وفي المساء تغمض عينيها على شخوص هذه القصص، ثم تسحب معها هذه الشخوص تحت الغطاء، لتسرح معهم في عوالم الخيال.. من هنا تولدت شخصية شريفة الشملان القاصة، فكان أن ولد من فيض يراعها "منتهى الهدوء" و "مقاطع من الحياة" و "غداً يأتي" و "الليلة الأخيرة" و "مدينة الغيوم".
للرجل بصمة في حياة شريفة الشملان، فالبدايات كانت ثقة ودعم الوالد وشغفه بالعلم وتشجيعه لها، ودفعه بها إلى عرين العلم والمعرفة، حتى إذا زُفَّتْ إلى عريسها وقف هذا الزوج إلى جوارها مسانداً وداعماً وممهداً لكل الصعاب. اليوم وبعد أن شبَّ الأبناء عن الطوق وقف الأبناء يحفونها بقلوب المحبين لها والمفاخرين بها، وهكذا هي شريفة الشملان باقة من التأثير والتأثر، وهي كما وصفها أحد النقاد بسيطةٌ كالشموع، حادةٌ كالبرق، قاسيةٌ كالبركان.. وأضيف عذبةٌ كالابتسام. هذه بكل بساطة، هي ضيفتنا وضيفتكم شريفة الشملان أهلاً بها في رحاب جدة، وشاكرة لكم حسن الإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الأستاذة نورة بنت عبد العزيز آل الشيخ المدير التنفيذي لفرع منتدى المرأة العاملة ومستشار اجتماعي وشرعي والمديرة العامة للإشراف الاجتماعي بمنطقة مكة المكرمة سابقاً. والكلمة الآن لضيفتنا الكريمة، لسعادة القاصّة والأديبة الأستاذة شريفة بنت إبراهيم الشملان، صاحبة "نبض الكلمة" لأكثر من خمسة عشر عاماً في جريدة "الرياض" لتحدثنا عن أهم مراحل حياتها العلمية والعملية فلتتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1269  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 183 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج