شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشَّمائل المحمَّديَّة
يا رَبِّ: إِنِّي واقِفٌ بِالبابِ
ظَهْري يَنوءُ بِمَحْمَلي وَبِما بي
يا مَنْ رَجَوْتُ الصَّفْحَ مِنْهُ: فَجُدْ بِهِ
أَنْتَ العَليمُ بِتَوْبَتي وَمآبي
يا مَنْ رَجَعْتُ إِلَيْهِ أَطْلُبُ عَفْوَهُ
عَمَّا جَنَيْتُ بِشَيْبَتي وَشَبابي
مِنْ غَفْلَةٍ أَوْ خاطِرٍ أَوْ مَوْقِفٍ
وَأَشَحْتُ فيهِ عنِ الهُدَى بِرِكابي
فَأَضَعْتُ دَرْبي في دُروبٍ جَمَّةٍ
شَغَلَتْ شَبابي الغِرَّ بالأَسْبابِ
وَاسْتَسْلَمَتْ روحي لإِيقاعِ الهَوَى
فَطَرِبْتُ، مِنْ جَهْلٍ، وَساغَ شَرابي
وَشُغِلْتُ عَنْ هَدْيِ الحَبيبِ المُصْطَفَى
وَأَطَلْتُ إِعْراضي، فَتاهَ صَوابي
وَمَضَى زَمانٌ، فيهِ قَلْبي غافِلٌ
فَتَراكَمَتْ، في غَفْلَتي، أَوْصابي
وَصَحَوْتُ مِنْها، بَعْدَ لأْيِ، سَيِّدي
يا رَبِّ: يا مَنْ لُطْفُهُ أَوْلَى بي
كَثُرَتْ ذُنُوبي، يا غَفُورُ: فَجُدْ عَلَى
مَنْ تَابَ مِنَ ذَنْبِ، وَجُدْ بِثَوابِ
أَنْتَ اللَّطيفُ كَذا العَفُوُّ، وَواسِعٌ
وَلَقَدْ كَفلْتَ الوُدَّ لِلأَحْبابِ
وَأَنا مُحِبٌّ، سَيِّدي، أَنا مُؤْمِنٌ
وَإِلى الحَبيبِ المُصْطَفَى أَنْسابي
فَبِحَقِّ حِبِّكَ أَحْمَدٍ، عَيْنِي الفِدا
إِقْبَلْ، إِلهي، تَوْبَتي وَإِيابي
هَذا الحَبيبُ مُحَمَّدٌ رُوحي لَهُ
تَبَعٌ، وَيَسْكُنُ خافِقي وَإِهابي
هَذا الأَمينُ مُصَدَّقٌ وَمُقَرَّبٌ
مَلَكَ القُلوبَ بِمَسْلَكٍ وَخِطابِ
وَبِعِلْمِهِ، وَبِحِلْمِهِ، وَبِزُهْدِهِ
وَبِحِفْظِهِ لِلعَهْدِ، وَالأَصْحابِ
فَكَلامُهُ صِدْقٌ وَحَقٌّ ناصِعٌ
مُوُحَى بِهِ مِنْ رَبِّهِ الوَهَّابِ
ما ضَلَّ يَوْماً في البَلاغِ، وَما غَوَى
هُوَ شاهِدٌ بِالحَقِّ، رغْمَ صِعابِ
وَلَئِنْ تَعَذَّبَ مِنْ قَبيلٍ مُشْرِكٍ
فَاللَّهُ أَيَّدَهُ بِذُلِّ رِقابِ
وَبِفَتْحِهِ، وَمَلائِكٍ، وَبِقُدْرَةٍ
عَزَّتْ عَلى الكُفَّارِ وَالمُرْتابِ
وَغَدا المُؤيَّدَ مِنْ عَزيزٍ قادِرٍ
سُبْحانَهُ، وَمُسَبِّبِ الأَسْبابِ
نَصَرَ النَّبِيَّ، فَكانَ خَيْرَ مُبَلِّغٍ
وَسِراجَ نُورٍ مِنْ لَدُنْ وَهَّابِ
في وَجْهِهِ شَمْسُ المَعارِفِ وَالهُدَى
شَمْسٌ تُعانِقُ مُهْجَتي وَصَوابي
وَشَقائِقُ النُّعْمانِ في وَجَناتِهِ
وَالفُلُّ لَوْنُ أَديمِهِ، كَشِهابِ
مُتَلأْلئٌ بِالنُّورِ، يَمْلأُ ناظِري
وَيَفيضُ يَمْلأُ خافِقي وَرِحابي
بَدْرُ البُدورِ، يَشِعُ مِنْ قَسَماتِهِ
نُورُ الهِدايَةِ في أَجَلِّ ثِيابِ
حُسْنٌ يُقَيِّدُني بِحُبٍّ جارِفٍ
حُبٍّ أُمارِسُهُ بِغَيْرِ حِجابِ
حُبٍّ رَفيعٍ، طاهِرٍ، مُتَعَفِّفٍ
هَذا الهَوَى طَهُرَتْ بِهِ أَثْوابي
حُبِّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ، دانَتْ لَهُ
رُوحي، وَزيَّنَ بِالسُّمُوّ حِقابي
غَطَّى حَياتي بِالنَّعيمِ، بِلُطْفِهِ
وَسَكينَةٍ سَكَنَتْ بِكُلِّ رِكابي
فَلَبِسْتُ مِنْهُ ثِيابَ عِزٍّ سابِغا
تٍ، مِنْ جَلالٍ، خِطْتُ مِنْهُ نِقابي
يَتَأْلَّقُ التَّاريخُ، ثَمَّ، بِذِكْرِهِ
وَبِفكْرِهِ، في مَحْفلِ الكُتَّابِ
فِبَكُلِّ رُكْنٍ مِنْ هُداهُ شُعْلَةٌ
وَاسْأَلْ سُهولي الخُضْرَ بَلْ وَهِضابي
تُنْبِئكَ عَنْ هَذا النَّبِيِّ، وَفَضْلِهِ
وَثَباتِهِ في شِدَّةِ وَصِعابِ
وَرَجاحَةٍ في العَقْلِ، بَلْ وَتَواضُعٍ
وَطَلاَقَةٍ في الوَجْهِ، فَيْضُ سَحابِ
جُودٌ، وَقارٌ، هَيْبَةٌ وَشَجاعَةٌ
وَفَصاحَةٌ، وَبَلاغَةٌ بِخِطابِ
لا عَيُّ في قَوْلٍ، وَلا مُتّفَيْهِقٌ
عَفُّ اللِّسانِ، مُبَرَّأُ الأَثَوابِ
جَمَعَ السَّماحَةَ، وَالمَلاحَةَ وَجْهُهُ
وَبِهِ الحَياءُ مُحَبَّبٌ، إِيجابي
وَهُوَ الخُلاصَةُ لِلْمَوَدَّةِ وَالْوَفا
إخْلاصُهُ في حَضْرَةٍ وَغِيابِ
وَفِراسَةٍ، وَكِياسَةٍ، في حِكْمَةٍ
إِنْ قالَ قَوْلاً كانَ مَحْضَ صَوابِ
أَوْ جاءَ فِعْلاً كانَ مَحْضَ تَرَفُّعِ
عَنْ كُلِّ ما يُزْري مِنَ الأَسْبابِ
بَلْ كانَ مِلْءَ العَيْنِ مَعْصومَ الخُطا
وَعَنِ الخَطَا يَزْوَرُّ، بَلْ وَالعابِ
حَسَنَ القَبولِ، مُنَزَّهاً، مُتمَتِّعاً
بِالحُبِّ صِرْفاً، حائِزَ الإِعْجابِ
لِشَمائِلٍ مِنْ صُنْعِ رَبِّي، حُلْوَةٍ
هُوَ سَيِّدُ الأَخْلاقِ والآدابِ
كانَ اللَّبيبَ الأَلْمَعِيَّ، وَذا الحِجا
والحُجَّةِ المُهْداةِ لِلأَلْبابِ
وَصَلَ الأَرامِلَ والضّعافَ بِفَضْلِهِ
وَالرَّحمَ بِالإِكْرامِ والأَسْبابِ
حاني الجنَاحِ كَما النَّسِيمُ، وَلَيِّناً
وَمُوَطَّأَ الأَكْنافِ للأَصْحابِ
وَهُوَ الشَّديدُ عَلَى الكَفُورِ، وَقاهِرٌ
لِضَلالَةِ المَخْدوعِ، والمُرتَابِ
وَهُوَ الغَنِيُّ بِرَبِّهِ، وَبِدينِهِ
وَهُوَ العَزيزُ بِمَوْقِفٍ وَضِرابِ
وَهُوَ الأَصيلُ، وَلا أَصالَةَ فَوْقَهُ
هُوَ أَرْفَعُ الأَنسابِ وَالأَحْسابِ
فَهُوَ اللُّبابُ هَوَ المُصَفَّى جَوْهَراً
مَنْ مِثْلُهُ في مُجْمَلِ الأَحْقابِ؟!
مَعَ فَقْرِهِ كانَ السَّخِيَّ، بِجُودِهِ
غَمَرَ الأَنامَ فَكانَ فَيْضَ سَحابِ
يُهْدي الَّلأَلِئَ مِنْ بُحورِ سَخائِهِ
لِسَواحِلِ المُمْتاحِ وَالجَوَّاب (1)
مَعَ فَقْرِهِ، رَفَضَ الدُّنَا بِنَعيمِها
وبَرَيقِها، مَعَ أنَّها بِالبابِ
بِيَمِينِهِ، لَوْ شاءَ، أَصْبَحَ مالِكاً
لِجَميعِ ما يَرْجو مِنَ الأَلْقابِ
لَكِنَّهُ زَهِدَ الحَياةَ بِزَهْوِها
وَاخْتارَ رَبَّ الكَوْنِ والأَرْبابِ
هذا النَّبيُّ مُؤَزَّرٌ، مُتَوَكِّلٌ
هُوَ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ الوهَّابِ
هُوَ صاحِبُ الحَوْضِ الَّذي تَهْفو لَهُ
رُوحي، وأَرْجوهُ بِيَوْمِ حِسابي
حَتَّى يَطيبَ الورْدُ، تَهْنَأُ شَرْبَتي
يا ما أُحَيْلَى مَوْرِدي وَشَرابي
في صُحْبَةِ المُخْتارِ، نورِ نَواظِري
بَلْ روحِ روحي بَلْ أَعَزِّ طِلابي
فَاكْتُبْ، إِلَهي، أَنْ أَكونَ مَعَ الَّذي
بَارَكْتَهُ في حَضْرَةٍ وَغِيابِ
وَجَعَلْتَهُ الهادي البَشيرَ، ومَاحِياً
لِلْكُفْرِ في أَفْعالِهِ، وَخِطابِ
وَرَفَعْتَ، في القُرْآنِ رَبِّي، ذِكْرَهُ
يا خَيْرَ ذِكْرٍ، في أَجَلِّ كِتابِ
يا مَنْ تَكَفَّلَ بِالشَّفاعَةِ لِلْورَى
وَبِفَضْلِ رَبِّي كُنْتَ خَيْرَ مُجابِ
إشْفَعْ حَبيبي يَوْمَ مَوْقِفِ رَبِّنا
وَبِذاكَ أَنْجُو مِنْ لَظَى وَعَذَابِ
وَأَكونُ في كَنَفِ الودودِ وَظِلِّهِ
ربِّ الأَنامِ، الماجِدِ، التَّوَّابِ
هَذا النَّعيمُ وَتِلْكَ صُحبَةُ أَحْمَدٍ
نُورِ الوُجودِ، وَأَفْضَلِ الأَصْحابِ
فَمقامُهُ المَحْمودُ يُثْلِجُ خافِقي
يُهْدي الفُؤادَ لَطافَةَ الأَحْبابِ
هُوَ عَنْ يَمينِ العَرْشِ في أَعْلى الذُّرَى
هُوَ عِنْدَ رَبِّي في أَعَزِّ جَنابِ
ولذا أَتُوقُ إِلى جِوارِ المُصْطَفَى
وإِلى الشَّفِيعِ مُحَمَّدٍ يُؤْتَى بي
فَبِصُحْبَةِ المُخْتارِ أَبْلُغُ مَأَمَني
وَبِصُحْبَةِ الهادي يَزولُ عِقابي
فَأَفوزُ فَوْزاً لا مَطامِحَ بَعْدَهُ
يَوْمَ التَّنادِ، وَفي اليَمينِ كِتابي
لَكِنْ بَعيدٌ أَنْ أَفوزَ بِمَطْلبَي
أَيْنَ الثُّرَيَّا مِنْ ذَليلِ تُرابي
يا لَيْتَ قَوْمي مِ النَّبِيِّ تَعَلَّموا
في جَمْعِهِمْ مِنْ شِيبِهِمْ وَشَبابِ
نِبْراسَهُمْ جَعَلوا النَّبِيّ وَأُسْوَةً
حَتَّى يَكونوا خِيرَةَ الأَنْجابِ
بهِدايَةٍ وَتَكاتُفٍ، بُنْيانُهُمْ
مِثْلَ الجِبالِ الشُّمِّ وَالأَصْلابِ
حَتَّى يَكونوا أُمَّةً مِقْدامَةً
بِصُمودِهِمْ في مِحْنَةٍ وَضِرَابِ
بَلْ كَيْ يَعودوا قُدْوَةً وَمَنارَةً
في العِلْمِ والإيمانِ وَالأَلْبابِ
وَمَكانُهُمْ في العالَمينَ مُبَجَّلاً
وَمَحَلَّ إِكْبارٍ وَلَيْسَ سِبابِ
أَهْلاً لِكُلِّ تَجِلَّةٍ وَحضارَةٍ
كانَتْ لَنا يَوْماً جَميلَ ثِيابِ
لَو أنَّنا صُنّا النَّبِيَّ بِهَدْيِهِ
ما تاهَ مَوْكِبُنا وَأَيُّ رِكابِ
في هَذِهِ الدُّنْيا الدَّنِيَّةِ، أَهْلُها
ضَلُّوا بِدونِ شَريعَةٍ وَكِتابِ
يا نورَ أَحْمَدَ لَوْ لَمَسْتَ قُلوبَهُمْ
بِهُداكَ، ما تاهوا بِأْرْضِ خَرابِ
ما أَنْتَ إِلاَّ النّورُ يَقْتَحِمُ الدُّجَا
بِهِدايَةٍ مِنْ رَبِّنا الوَهَّابِ
بِتَضَرُّعي لِلَّهِ أَخْتِمُ مِدْحَتي
لَكَ يا حَبيبي يا رَفيعَ جَنابِ
صَلَّى عَلَيْكَ اللَّهُ يا عَلَمَ الهُدَى
يا طاهِرَ الأَثْوابِ والأَنْسابِ
صَلَّى عَلَيْكَ بِكُلِّ حِينٍ رَبُّنا
يا نور عَيْنِ العابِدِ الأَوَّابِ
وَعَلى ذَويكَ الغُرِّ آلِ مُحَمّدٍ
وَعَلى الصَّحابَةِ، قُدْوَةِ الأَصْحابِ
وَالتّابعينَ وَمَنْ تَمَثَّلَ بَعْدَهُمْ
نَهْجَ النَّبِيِّ، مُؤَصِّلِ الآدابِ
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّموا يا إِخْوَتي
فَمَديحُهُ سَيَقودُنا لِثَوابِ
وَلِرَحْمَةٍ مِنْ رَبِّنا، مَقْرونَةٍ
يَوْمَ اللِّقا بِالْعَفْوِ وَالتِّرْحابِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :493  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 168 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج