شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتور معجب الزهراني))
شكراً جزيلاً، اسمحوا لي، لدي نزلة برد لذلك سأتكلم بهدوء، أسعد الله مساءكم بكل خير، وفي الحقيقة لن أعدكم بشيء، في بداية كلامي حتى لا أخلف الوعد مثل صديقي الدكتور مرزوق، الذي وعدنا بأسرار وفضائح، ولم نسمع سوى القليل وبالتالي سأتوكل على الله وأتحدث بحميمية وبعفوية، أولاً: أنا فعلاً سعيد هذا المساء أن أكون هنا في جدة التي نعرف جميعاً أنها هي التي شهدت ولادة المثقف الوطني الإصلاحي في المملكة العربية السعودية، المثقف الوطني الإصلاحي والخطاب الإصلاحي بدأ من هذه المدينة، ولعل المتخصصين الذين يعودون من حين لآخر لصحافة تلك الأيام يفاجؤون بكلمات بتكرار منتظم لكلمات مثل: الحرية والعدالة والكرامة والتقدم والوطنية، وهي مفاهيم تدل على أحوال ومقامات صالحة لكل زمان ومكان، أخذوها من كبار المثقفين، المصريين والشوام، وأولئك استعاروها من فكر التنوير، وبخاصة من الفكر الفرنسي، وشعت من هذه المدينة، حتى أن مراجعتنا لبعض كتابات تلك الفترة تثير دهشتنا وإعجابنا إلى اليوم، ولن أسمي لأن الأسماء كثيرة، ثانياً: أنا سعيد لأن أكون هنا في هذه اللحظة من التاريخ لأن هناك ولادة ثانية أستغرب أن لم يشر إليها أحد، وهي ولادة الإنسان العربي الجديد، نحن فعلاً في هذه الأيام هناك ولادة لإنسان عربي جديد يبحث عن حريته وكرامته وعن حقه في العدالة وفي التفكير وفي التعبير وفي العيش الكريم، لماذا أسميها ولادة، لأن مر علينا قرن من الزمان وأنظمة الاستبداد والفساد، أوشكت -أن تخرج حوالي ربع مليار إنسان من التاريخ، حقيقة الوطن العربي كأنما هو استثناء، دخلت الحداثات كلها شرقاً وغرباً وهذه البقعة، هذا العالم الممتد من المحيط إلى الخليج أو من الجحيم إلى الجحيم كما كان يقول محمود درويش، يصر على معاندة كل الأشياء الحديثة، وبالتالي تحولنا إلى عبء على العالم، وليس فقط إلى عبء على أنفسنا، ونحمد الله أننا نلتقي هذا المساء، والأمر قد تغير فعلاً، هناك ولادة ليست للمثقف وإنما للإنسان العربي، قبل أن يموت طه حسين كان يقول لبعض مريديه وأصدقائه، أغادركم بأمل صغير وبألم كبير، أنا وحمزة ود. منصور وجيلنا الآن، رغم أنني أصغر منهما بالتأكيد، لو غادرنا سنغادر بألم صغير وبأمل كبير، نعكس العبارة، ثالثاً: أنا سعيد هذا المساء لأن أشارك في الاحتفاء بصديقي د. حمزة المزيني، الذي عرفته منذ حوالي عشرين سنة، لم أدرس في كلية الآداب -لحسن الحظ- وبالتالي أنا حداثي من أيام الجامعة، كنا ندرس بكلية التربية، التي كانت شعلة، كانت دينامو جامعة الملك سعود، بدأت تطبق -كانت تابعة لليونسكو- نظام الفصول الدراسية ولدينا مطعم فخم وفي حديقة مليئة بالنخيل وبالأشجار لأنها كانت قصراً، وحينما نزور كلية الآداب نشعر بالخوف وبالبؤس فلم أزرها في تلك الفترة سوى مرة أو مرتين، لمراجعات إدارية، لكني حينما عدت من فرنسا نهاية العام تسعة وثمانين وتسعمائة وألف، وجدت د. حمزة المزيني نموذجاً للمتخصص في حقل جديد علينا تماماً في المملكة وهو حقل اللسانيات، ولعله بدأ في تلك الفترة يخرج من دائرة التخصص إلى دائرة الثقافة والمجال العام وعبر اللغة، وهذا ما ثمنته كثيراً منذ تلك اللحظة إلى هذا المساء، لماذا؟ لأن الفساد أصاب اللغة، هنالك فساد أصاب اللغة في العالم العربي، وحينما أقول فساد في اللغة أقول أصاب الإنسان في مقتل فحينما تفسد اللغة يفسد الفكر والذوق والوجدان، ويكاد الإنسان أن يقول شيئاً ليس له معنى أو شيئا من قبيل الهذيان أو الثرثرة. كيف فسدت اللغة؟ فسدت اللغة حينما تحول الإعلام إلى غير ما هو مؤهل أو ما عليه أن يفعله، أي تحول إلى لسان للسلطات السائدة وليس للرأي العام للتعبير عن الرأي العام، وعن الإنسان، حينما تتحول لغة التربية والتعليم إلى أيديولوجيات، كل نظام يشحن ويلقن النشء بما يريد من أفكار، ويفرض على الناس جيلاً بعد جيل هذه الأيديولوجيا، فحتى أن الإنسان، أحياناً كتبت في مناسبات حول هذا الموضوع، فعلاً كأنما عقول الجميع في العالم العربي تحولت من حقول خصيبة إلى أراض بور أو حقول كئيبة مليئة بالنباتات الضارة، ونحن نعاني منها كما يعاني منها آخرون، والدكتور حمزة المزيني لعل اسمه شع ولمع وأصبح حديث المجالس حينما ضرب على هذا الوتر الحساس، وهو وتر التعليم، وبدأ يتحدث عن ثقافة غرق فيها جيل كامل تبدأ بنوع من أنواع التشدد والتزمت وتنتهي -منطقياً- بالإرهاب، فحينما بدأ يكشف هذه القضية بكل جرأة لأنها الحقيقة كانت فترة حساسة جداً وأنا شاهد على الكثير الكثير من أشكال الأذى الذي تعرض له الدكتور حمزة، لكنه بكل جرأة أخلاقية، بكل عمق معرفي وبكل نزاهة أيضاً، نزاهة الوعي حينما لا يريد أن يحافظ على مصالحه الشخصية وإنما يقدم عليها مصالح الناس، مصالح المجتمع، مصالح الوطن ومصالح الأمة، فمنذ تلك اللحظة، أدركت أن د. حمزة يعني أحب شومسكي في أجمل وجهيه، وهما: المتخصص الذي أحدث ثورة في اللسانيات الحديثة ولكن أيضاً المفكر الذي كان وما يزال إلى اليوم يحلل خطاب السلطات السائدة بطريقة تزعج كل الإدارات الأمريكية، ومن يتبعها، حتى إنه وهو يهودي دعي إلى إسرائيل ورفض أن يذهب إلى هناك، كان يريد أن يذهب ومنع، فالدكتور حمزة اكتسب هذه، أو هاتين الخصلتين الجميلتين الحميدتين في الباحث: الأستاذ المتخصص الذي يحترم المعرفة ويشتغل عليها إلى أن ينتج شيئاً يضيف إلى ما هو موجود وهذه سمة من سمات الباحث وإلا لا يسمى باحثاً وأبشركم جامعاتنا مليئة بحملة الشهادات العليا الذين لا يضيفون شيئاً للمعرفة، مليئة فعلاً، والخصلة الثانية هي شخصية المثقف، الذي ينشغل بهموم الناس وهموم المجتمع، ويحرك المياه الراكدة ويضيف جديداً إلى المجال الفكري السائد، فأنا سعيد بالجو أيضاً، لكني سعيد بكل ما قلت، وسعيد جداً أن آتي احتفاءاً بالدكتور حمزة المزيني في المقام الأول، وشكراً جزيلاً للجميع.
عريف الحفل: شكراً للأستاذ الدكتور معجب الزهراني، أيها السادة والسيدات، قبل أن نستمع وإياكم إلى ضيفنا المحتفى به الدكتور حمزة بن قبلان المزيني، نفيدكم بأنه ستتاح فرصة الأسئلة، بعد الاستماع إلى ضيفنا، طلبات الأسئلة تصل إلينا هنا في منصة التقديم، ونطلب من الإخوة أن يلقوا بأسئلتهم بأنفسهم، تباعاً سؤال من قسم الرجال ثم سؤال من قسم السيدات، الآن أيها الإخوة والأخوات، نستمع وإياكم إلى ضيفنا المحتفى به الأستاذ الدكتور حمزة بن قبلان المزيني، ليحدثنا عن أهم المحطات، العلمية والعملية في حياته ومسيرته العلمية فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :432  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 111 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج