| (20) ابنتي الحبيبة شيرين |
| أعرف أن كل رسالة من رسائلي إليك تكون رداً وأحياناً تكون رداً مكرراً.. ومعنى هذا أن التقليد بيننا أصبح أن تبدأ صغيرتي بالكلام ليكون دائماً زمام العلاقة في يدها.. |
| هذا التكييف لم يكن متعمداً، وإنما جاء عفواً وثُبِّتَ، تماماً كشارب أي رجل، يجيء بلا دعوة ويثبت.. ليس هذا القانون خاصاً بالشوارب، ولكنه ينطبق على ما لا حصر له من الأشياء.. |
| أظن أي رد منك إليك، يعتبر رسالة أيضاً على الأقل لأنه يحمل تاريخين. الأول تاريخ رسالتك التي أجيب عليها وكثيراً ما يكون ثنائياً أي أنه يتضمن الإشارة إلى تاريخ رسالتك وتاريخ وصولها والثاني تاريخ ردي.. |
| وهناك تواريخ أخرى مقارنة.. تماماً كالأدب المقارن لا أثقل عليه بشرحها.. إلى أن ننتهي من الحالة التاريخية التي وضعتك فيها إرادة الله.. لتضعي قدميك لأول مرة في تاريخك كامرأة.. متعجلة لم ترد أن تطول فترة إجازتها.. |
| من الآن يتحتم عليك أن تعرفي أن الحياة هي التاريخ.. حياة الفرد.. والشعب.. والبشرية.. خط طويل وعريض مقسم إلى خطوط لا حد لها.. متقاطعة دائرية أحياناً.. ومنحنية أخرى.. أياً كانت.. فكل منها عبارة عن نقطة بين نقطتين.. أي أن كل شكل من أشكالها إنما هو النقطة المكررة. |
| تلاقي شيئين.. أو افتراقهما يتم في نقطة التقاء طول بعرض.. أو عرض بطول.. |
| هنا يتحدد الزمان والمكان.. وتتعين حركات التاريخ.. الحياة قبل أن تعودي مرة أخرى إلى دبابة أو ديناصور.. أسألك باهتمام ما هو آخر تاريخ آخر رسالة أو رسالتين وصلتاك مني! |
| إني أريد أن أعرف مصير رسائلي وهذا لا يتأتى مطلقاً بغير أن تبدئي رسائلك المؤرخة بذكر ما وصلك من رسائلي المؤرخة أيضاً.. |
| إن حاجة الحامل إلى الطعام والغذاء مسألة أساسية لحماية الجنين من عوارض الضعف و "الخراعة".. وإن عليها أن تكون في حالة عاطفية هادئة.. وفي حالة نفسية.. وإقبال على ما هو هادىء وجميل.. |
| وابتعادها نهائياً عن السهر والإرهاق الجسدي.. والتدخين والمنبهات.. والمواد الحريفة والتوابل.. |
| والإكثار من تناول الفواكه والخضروات الحية والبروتينات والمواد البانية.. وحرصها على النوم المبكر.. واليقظة المبكرة.. والنزهات الخلوية.. واختيار الوسط الهادىء جداً كالضواحي.. |
| إن مراعاة كل ذلك شيء أساسي لنجاح التجربة على الأقل من الناحية التاريخية.. |
| وعلى الحامل أن تبتعد عن أي انفعال.. وأي تفكير مهتاج أو مضطرب وأن تضع نفسها دائماً وباستمرار تحت تصرف طبيب مختص.. أو مستشفى رعاية، لمتابعتها والنصح لها بما يجب. |
| ولا بد أن أقف.. فقد يكون من الحماقة التفكير في عبور الكوبري قبل الوصول إليه.. وطبعاً فإن للحامل منطقاً آخر مختلفاً.. |
| لقاء هذا الكلام الطويل سأرجو إليك رجاء وهو في الحقيقة نصيحة أبوية لمصلحتك ومصلحة ما تحملين أن تجعلي سفرك إلى لندن بدون مرور بالقاهرة أو بيروت أو تركيا وأكرر.. ذلك لمصلحتك ومصلحة الجنين الذي تحملين. |
| اقرئي وصلّي.. واستعيني بالله.. واستعيذي به من كل شر.. نفذي هذا الرجاء، وليحفظك الله برعايته.. |
| شكراً للتهنئة الرقيقة برمضان ولك مثلها من الأعماق.. |
|
|
|
|
|
|
شارع عبد المقصود خوجة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
