شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عزاء (1)
(2)
إننا لم ننكر أن يشفي ألم الحب حبيب، ولا يداوي ما يورثه من الأدواء الباطنة والظاهرة طبيب، ولكنا ندفع عن الأطباء تهمة العبث والمجون، نحارب فساد الطباع وهزال الأفكار الضاوية، ونزعم أن لنا على الأستاذ سهران حق المعونة والتأييد في هذا..
فهل نحن على صواب؟؟
ويتهمنا الأستاذ [بتناقض الروح الفني والنقد الفني] مناقضة ظاهرة في تصويرنا. ذكر الحلواني أجداده، في مقام مناجاة حبيبته -بنبش الأكفان، و "نشر الرمم".. ونحن إنما نضع يد القارئ بهذا النقد على عيوب تخفى على غير الأديب المتعمق وقد لا يثير ورودها على الذهن، شعوراً بالتناقض والمفارقة مما أحوجنا إلى رسم هذه الصورة، ونستحلف الأستاذ بالله عما يثيره في خياله ذكر [الدهور الخوالي] والجدود، ومحنة الدهر، وأبلى، واندبي، وممات، ونعاة و... قبر وهي الكلمات التي حفلت بها الأبيات الأخيرة المتتابعة في قصيدة الشاعر؟؟
وهل يسع الأستاذ أن ينكر، أن توارد المعاني المتماثلة، وتداعي الصور المتشابهة وتساوقها حقيقة مسلم بأصالتها؟
ويأخذ علينا الأستاذ "محاسبة الحلواني على مزاجه في الحب، ويقول إن الشاعر الحلواني يستشعر الذلة والألم والحاجة إلى التوسل والضراعة في سبيل استرضاء حبيبته".
ونحن لم نقل إن الشاعر ذليل ضارع بل عبنا عليه أن يتهالك بين يدي حبيبته الواقفة منه موقف الاستعداد والاستسلام يسألها أن [تأخذه بالأحضان] وأن تقبله وهذا أقصى ما يفعله مقعد كسيح، أو مريض مضعوف في مثل موقفه، وكان من الواجب أن يتفطن الشاعر لموقف الحماس، وذكر الأجداد ومجدهم، فلا يقيم هذه الصورة الهزيلة من نفسه، والموقف بعد ليس موقف استرضاء أو ضراعة، فهو موقف حبيبته رزقها الله من الصبر والأناة، ما احتملت به كل هذا السخف والغثاثة!! فما حاجته إلى استعطافها؟؟
وأية حبيبة تسوغ لها طبيعة جنسها ولو كانت [عامية جاهلة!] أن تمثل هي دور المحب، ودور الرجل النشيط، فتقبل على الكتلة الناطقة ضماً وتقبيلاً؟!
وهنا فارق بين الذلة والرقة، واللين والضراعة، نود أن يرجع فيه الأستاذ إلى قواميس اللغة.. وإلى كلام الأصحاء من عباد الله!.
وقد أسف الأستاذ، لإسرافنا في التحامل على الشاعر.. ونحن نأسف لأن الأستاذ كان أكثر تحاملاً وقسوة عليه، وأشد إعناتاً له.. ونستشهد الشاعر والقراء على ما نقول!
ولا ينكر الأستاذ أننا لم نستقص كل ما في شعر الحلواني من العيوب والسيئات إبقاء عليه، وهذا وحده دليل على الاعتدال والهوادة، كان من الواجب ألا يعد ذنباً إن لم يعد حسنة.
وبعد! فلتكن هذه الكلمة، تحية منا للأستاذ سهران، وإعجاباً بلباقته وتقديراً لأدبه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :559  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل