شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نظرة إعجاب (1)
إلى الأدب في الحجاز
كل إنسان نيِّر البصيرة تعتلج في نفسه روح الوطنية وحماستها يعود ولا شك جذلاً مسروراً تبدو على أساريره لوائح الغبطة حينما يدير البصر في هذه البلاد التي شاء الله أن تقضي ذلك الأمد الطويل في معزل عن الأدب الحي، فيراها اليوم وقد ازدهرت وأنبتت نباتاً حسناً ينم عن خطوات حميدة. ولا بدع إذا ساور الإعجاب النفوس تيمناً بالنهضة المباركة التي أصبح لها أعظم الأثر في إيجاد بناء قوي دعامته العلم وحجر الزاوية فيه الأدب. فأرواحنا المتعطّشة وأفئدتنا المتَّقدة أَوَما تأخذ من ذلك ولا ريب مأخذاً عظيماً يحفزها للتطلع إلى معاني الأمور. فمن ذا لا يعجب ولا ذا لا يُكبر عملاً أنتج رجالات يرفعون في كل آونة وأخرى صوتهم باسم الأدب ويهيمون بأنفسهم وأمتهم معاً إلى النزوع للكمالات وأداء الواجبات الملقاة على عواتقهم وطنياً وأدبياً، ومن ذا تحتجب عنه شموس هذا المجهود الكبير الذي أحلّ القطر الحجازي مكانة لا بأس بها في عالم الأدب وأنه لا تزال الآمال معقودة عليهم ما داموا ينتهجون أمثل الطرق وأقربها وصولاً للغاية المنشودة. وبهذه الفرصة أنتهز التعبير عن شعوري نحوهم وإعجابي بسيرهم، كما أني لا أدع ما يخجلني من نظريات أطرحها هنا على بساط البحث مؤملاً التكرُّم بإعارتها التفاتة وإفهامي الصفة التي يقتضيها المركز الأدبي نواحي خطتي منها فأقول:
يشق عليَّ أن أرى الكثير ممن ينتمون إلى الأدب وأكاد أقول ممن أوشك أن ينحصر فيهم اسم الأديب يتهافتون كل التهافت ويتهالكون كل التهالك على ارتياد الأقاصيص والروايات السقيمة فيشبعونها بحثاً ومطالعة ولطالما يحول ذلك بينهم وبين استبار أي كتاب من صميم الآداب الفنية وفي الوقت نفسه يشعرون لذة كبيرة تأخذ بنفوسهم وتحملهم على الاسترسال في صفحاتها الطوال التي أراها حجر عثرة في سبيل إنهاض الأدب وتقدمه على الأدب العربي حتى والغربي من العقل أن لا تتطلع إليه الأنظار في الروايات السفسطائية والمجلات الهزلية الجوفاء. فعليه أكرر رجائي للأفاضل من أدبائنا الذين لهم من نفسي الموضع اللائق بهم آملاً منهم الإفاضة في هذا البحث ومنحه ما يستحقه من الإيضاح والتبيين موعظة وذكرى.
كويتب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :514  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 71
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.