شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مُنَاجَاة
هَيهَاتَ لا أمَلٌ أجْدَى ولا لَهَفُ
وهل يُفيدُكَ في عُقْبَى المُنى أسف؟
ما لا تُبَلِّغُكَ الأفعالُ جاهدةً
فكيف تَضمَنُه الآمالُ والصُّدَفُ؟
قَلبي! وهل كنتَ قلبي يومَ تَحمِلُني
على أمانِيكَ يَحدُو زُورَها السَّرَفُ؟
غَرَّرْتَ بي فَأَضَعتُ الحَزمَ مندفِعاً
على ضياءِ خَيالٍ تحتَه السَّدَفُ (1)
كانت سُوَيْعَةَ رِيٍّ بعدَها ظَمَأٌ
وعَدلَ يومٍ تَنَاهَى بَعدَه الجَنَفُ (2)
خَطَّرتَ بينَهما نَشوانَ مُنطَلِقاً
لا اللِّينُ يَثنِيكَ عن لَهوٍ ولا العُنُفُ
فَاحمِلْ على تَبِعاتِ الجهلِ ما تَركَتْ
لكَ البَوادرُ، فالأيَّامُ تَنتَصِفُ (3)
قلبي! وما كنتَ قَلبي يومَ وَدَّعَني
لم يَثْنِهِ الدَّمعُ عمَّا رامَ واللَّهَفُ (4)
هلا استبنتَ معاني الغدر ترسلها
عَيناهُ، أم كنتَ في رَوْعِ النَّوَى تَجِفُ؟ (5)
غَرَّتك دمعتهُ الحَيْرى يُكَفكِفُها
ودونَ ما ضُمِّنَتْهُ الغَدرُ والصَّلَّفُ (6)
وراح! تأْمُلُ في عقبى نواهُ لُقىً
وَعِدْتَهُ، فَقَضاه الهَجرُ والخُلُفُ
وعادَ! هل عاد من يَثنِيهِ رِونَقُه
عن الوفاء وخوفُ العذلِ والتَّرفُ؟
علام تخفق والأيَّامُ ساكنةٌ
وفِيمَ تأمُلُ والمَرجُوُّ مُنصَرِفُ؟
أعادَ؟ ما عادَ من تُلهِيهِ صُحْبَتُهُ
عَمَّن يُساوِرُه في حبِّهِ التَّلَفُ
حُرِمتُ منه على قُرْبٍ ولو بَعُدَت
بهِ الدِّيارُ أنالَت وَصْلَه الصُّحُفُ
ظمآنُ يحرقني شوقي وَيَعصِفُ بِي
يَأسِي، وَمَوْرِدُ نفسي حافِلٌ كَشِفُ
أراهُ حِينَ يَرانِي مُطرِقاً حَزِناً
كَمَن يُغَالِبُه عَن شأنِهِ الرَّأَفُ
ما أطلبُ الحُبَّ عَفْواً، أعطنيهِ هَوىً
فَما يُبَرِّدُ حَرَّ الظَّامِئ الرَّشَفُ
* * *
وَاهاً لِماضٍ، أنيق اللَّهوِ، كنتُ بهِ
إلى وفائِكِ، بالآمالِ، أختلِفُ
يَجرِي الحديثُ، رُموزاً، بين أعيُننا
يَلينُ مَسرَاهُ، تاراتٍ، ويَعْتَسِفُ
والصَّحبُ، بالحَفلِ، مَشغولونَ عن بِدَعٍ
تَجلو فُنونَ جَناها الرَّوضةُ الأُنُفُ
واليومَ يَثنيكَ عن داري، وقد قَرُبَتْ،
ما لَفَّق الصَّحبُ عن سِرِّي وما اقتَرَفُوا
سامُوك هجري، على كُرْهِ، وقد جَهِلوا
ما يَعلم الطُّهْرُ عن حُبِّيك والشَّرَفُ
وأطلقوا التُّهَمَ الشَّنعاءَ يَصرِفُني
عَنها، وعن دَحضِها الإيمانُ والأنَفُ
* * *
ولو رَمَيتُ لأصمَيتُ القلوبَ ولم
يَصُدُّني العَجزُ، لكنْ عَزَّنِي الهَدَفُ (7)
هُمْ منكَ في الحرم المَحْمِيِّ جانِبُهُ
ولا وَحُبِّكَ، لولا أنتَ، ما عرِفوا
وأنتَ دُونَهَموا قُرْبَى وآصِرةً
لولاك ما اتَّفقوا فينا ولا اختلفوا
لقد ألمتُ فظنوُّها شجاعَتَهم
وأنت بَينَهُمو تَرمِي وتَنْعطِفُ
بِي منُهمُو فيكَ، لا كانَت أواصِرُهم،
ومِن صُدودك بَرْحٌ فوقَ ما أصِفُ
كأنَّ في النفسِ بُركاناً يَثُورُ بها
يَطوي أمانِيَّها الحَرَّى فَتَنْخَسِفُ
فالكونُ حولي مطموسٌ تُراوِدُهُ
رؤَى المَفَازعِ تَسْتَخفِي وَتَنْكَشِفُ
أجولُ فيه بعينٍ حازَ ناظِرُها
تبغي الرَّجاءَ وتأباها لها السُّجُفُ (8)
إذا تَنَوَّرتُ في ظَلمائِها طَرَفاً
غامَ الدُّجى فَتَوارى ذلك الطَّرَفُ
أتلك نازلةُ المقدورِ تَفجَعُني
أم غايةُ الأملِ المهدورِ ترتجفُ؟
لقد عَرَفتُ طريقَ الرُّشدِ أسلُكُهُ
لو كان لي عن هواك الوَحْفِ مُنْصَرَفُ (9)
أخذْتَني إخذَةَ الجبَّارِ فانقطعت
بِيَ السَّبيلُ، فما ألوي ولا أقف (10)
اسْألْ صَحَابتَك الجانين كم لَعِبَت
بِهِمْ دواعي الهَوَى والحُسْنُ والهَيَفُ؟
أكنتُ جانيها وحدي، ولا بَقِيَتْ،
أم أنني، دونَهم، غَيَّانُ مُنْحَرِفُ (11)
لقد عرفتُ نبيلَ الحبِّ تَكْلؤُهُ
فضائلُ الخُلُقِ السَّامي، فهل عرفوا؟
* * *
أدعوكَ دعوَةَ مَشبوبٍ على ظَمَأٍ
فَلْيَفْعَلِ الجُود إنْ لم يَفْعَلِ الشَّغَفُ (12)
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :500  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.