شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الشيخ الأستاذ عبد الله بغدادي ))
- ولسعادة الشيخ والمربي الكبير الأستاذ عبد الله بغدادي كلمة بهذه المناسبة:
محمد أبا الخيل شخصية فذة متميزة.. يُعتبر من نوابغ الاقتصاد ومن صُنَّاع سياسته الراشدة.. أحسن قيادة المال والاقتصاد الوطني وملك زِمَامَ الإنفاق وعمل على ترشيده، ومن قبل ومن بعد جعل محاسنَ الأخلاق له سيرةً، وتطيب بطيبها.. من طيب الطيوب، وكل مكان يُنبتُ العز طيب.. شمائله مثقلة بالجني الذهب.. سنبلة تطيب وغلالة من سندس قشب شوامخه البارزة وشخوصه الباهرة، ولألاء من الذكر الجميل وجمرةٌ من نهار، وَوَهَجٌ من الحب يُرخى الضُّحى عليه إزَارْ على رابية من المفاخر وتلةٍ من ذهب إبريز..
رضيُّ الخلُق عليه مسُوح النور الجابرِ والضوء الهادي والشعاعِ الحاني.. مضمرٌ كالسهم الصائب، وَضَّاحٌ كآيات الصبح هَفَّافٌ كأنداء الفجر، رائقٌ كبسمةٍ تتهادى على غدير عُذْرِيّ الماء.. قادَ سفينة الاقتصاد وسط التيارات والأعاصير العالمية وباقتدارٍ بالغٍ وحسن سياسة.
واجه تحديات العصر وخلق منه قوة تواجه تحديات الزمن، رغم أنها تخضع لمؤشراتٍ سلبيةٍ وتراكماتٍ حالت دون عودة القوة إليه.. وأكد متانته وثوابته وإستقراره وقدرته على النماء والرواء.. ومكنه من الوقوف بصلابة أمام الاقتصادِ العالمي وتجاوز الأزمة بتدابير وقتية كعلاج لا بد منه.. وهي حالةٌ طبيعيةٌ كما يعرفها رجال الاقتصاد ويتعاملون معها بتوصيف الأزمات العالمية وأساليب معالجتها. لقد عشت تجربة التعليم خمسين حولاً كاملاً، وكنت مع رجال العلم وصنَّاع المستقبل، أسأل دائماً وزراء المال والاقتصاد بسطةَ الكَفِّ للتعليم والإغداق عليه.
وللشيخ الجليل "محمد متولي الشعراوي" قصيدة عصماء أنشدها في حفل لَجِبٍ ومهرجانٍ للعلم كبير أقيم في حديقة الزاهر بمكة المكرمة تحت إشرف رائد التعليم سمو الوزير الأول - خادم الحرمين الشريفين - وكان يشارك في التدريس بكلية الشريعة لمكة المكرمة - ومن قصيدة الشيخ بيتان ذهبا مذهب المثل: يردده الخاصة والعامة:
سَلُوا مِن وزير المال بَسْطة كفه
ليحرم بند العلم "لا يسمح الرقمُ"
ولا تدعوا الأرقام يخنق بعضها
ففلسفة الأرقام؛ علَّمَها العلمُ
 
وظلت هذه الأمنية تتردد في أروقة التعليم حيناً من الزمن، وحتى جاء نابغة الاقتصاد معالي الشيخ محمد أبا الخيل وتسنم أعمال وزارة المال والاقتصاد الوطني.. فكفى رجال العلم والعلماء مؤونة السؤال ومهمة الطلب.. ولأنه يتمتع بعقلية اقتصادية وعمق دراية بقضاياه..
ويعرف أن التعليم أفضل حقول الاستثمار، وله مردوده الأوفى على اقتصاديات البلاد، وأنه أحدُ ميادين التنمية البشرية، والاستثمار يرفع من كفاية الفرد، ويعاون على زيادة الإنتاج..
 
فرأينا أبا الخيل يبسط الكف سخياً موسعاً لأبوابه محققاً طموحاته.. وأخذ يبني بيوت العلم شامخة الذُرى باذخة النهى، يسعى لها النّزّاعُ يبغون القِرى.. والميزانية التي صدرت قبل يومين تلمس فيها لمسات أبا الخيل وقد تصدَّرَ قطاعُ التعليم صدر الميزانية وحاز على أرقام مذهلة. وقد أوفى الآن كتابه في وزارة المال والاقتصاد؛ بعد أن جمع صحائفه بالعرقِ الهادرِ، والكَدْح البازلِ، والبلاءِ المتماسك والجْدوى العاطِرة، والنشاط المسعف، والحماس المؤرث، والرأي الداحض، والبرهان الساطع..
 
وخلفَهُ الآن هو معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر رجلُ تربية وتعليم من الطراز الأول.. دَرْعَميٌ عريقٌ ورفيقُ الجامعة توأم نفسي سبقته بالتخرج في كلية دارِ العلوم وتفوَّق عليّ في ميدان الدراسات العليا، وَنَال أطْرُوحَتَه في التأريخ.. وهو وفيٌ لكل ما نيط به من الأمور الوجدانية، والعقلية، والصحية، والسياسية. وكل ما اخْتَرطه من مسالك في العلم والمعرفة والتربية..
 
ولما كان الشعر أعمقَ تعبيراً من النثر، جعلته مسك الحديث ولعله يسعفني بالإفاضة. وأبا الخيل عندي في أرفع الدرجات العلمية أزهو له بالشكر وألهج عليه بالفخر وأمحضه صدق الوداد وحَبَّة القلب والفؤاد ولذلك وضعت له هذه الأبيَّات، نظماً في حقه في ليل تكريمه:
يا أبا الخيل قد بسطت كفك
للعلـم نديـاً فآتـى الشهي مـن ثمراتـه
وهززت الشباب للسبق فانثا
لوا، سراعاً على هدُى مشكاتِه
يمتطي العبقريُّ قَنِنَ المجد
حثيت الخُطاَ إلى غاياتِه
حَفْلُ تكريمك في حَلْيَةِ البيان
بهاءٌ للمشرِق الوضاح في قسماته
ملعبٌ للأحباب والآداب تجلَّى
نغُم الشعر في رُبا جَنَّاتِه
فعلى ضفتِه مرج الزهر تحني
كل شادٍ لو أنه من لَهاتِه
فإذا كَرَّمَ (ابـنُ مقصـودٍ) نابـغ الاقتصـ
ـاد حفيـاً فقـد كَـرَّمَ النبـوغَ لِذاتـه
جَمَعَ الفضَل حين فرَّقه النا
سُ وآووِا بعد طولِ شَتاته
كَوْكَبِيُّ الذكاء لو صَدَعَ الليـ
ـلَ لجلّى بنورِه ظُلُماتِه
نلتَ أسمَى الألقابِ والفضلُ فضلُ
كيفما رفعتَ من درجاته
 
- الكلمة الآن لسعادة الدكتور محمد بن سعد بن حسين أستاذ الأدب والدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض:
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :448  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 187
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج